دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل الرأي العام العربي
م .م محمد عاجل عطيه
كلية التربية للعوم الانسانية , جامعة كربلاء, العراق , كربلاء المقدسة
mohammed.ajel@uokerbala.edu.iq 07757044172
مقدمة:
شهد العقد الأخير تحولًا كبيرًا في طريقة تفاعل المجتمعات العربية مع الأحداث السياسية والاجتماعية، وذلك بفضل انتشار الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك ، تويتر، وإنستغرام. أصبحت هذه المنصات أداة قوية لتشكيل الرأي العام، حيث تسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ونشر المعلومات بسرعة غير مسبوقة. تهدف هذه المقالة إلى استعراض دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل الرأي العام العربي، مع التركيز على تأثيرها في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.
الشبكات الاجتماعية كمنصة للتعبير
– حرية التعبير: وفرت الشبكات الاجتماعية مساحة للأفراد للتعبير عن آرائهم دون قيود، خاصة في الدول التي تفرض رقابة على الإعلام التقليدي.
– التنوع الفكري: ساهمت في تعزيز تعدد الآراء وتبادل الأفكار بين أفراد المجتمع.
دور الشبكات الاجتماعية في الأحداث السياسية
أ. الربيع العربي:
– تنظيم الاحتجاجات: لعبت الشبكات الاجتماعية دورًا محوريًا في تنظيم الاحتجاجات في دول مثل مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان واخرها سوريا.
– نشر المعلومات: ساعدت في كشف انتهاكات حقوق الإنسان وتجاوزات الأنظمة الحاكمة.
ب. تشكيل الرأي العام:
– حملات التوعية: تم استخدام المنصات الاجتماعية لتنظيم حملات توعية حول القضايا السياسية.
– التأثير على الانتخابات: أصبحت الشبكات الاجتماعية أداة رئيسية في الحملات الانتخابية.
التأثيرات الاجتماعية والثقافية
أ. تعزيز الهوية الثقافية:
– نشر التراث: ساهمت في نشر التراث الثقافي العربي وتعزيز الهوية العربية.
– الحوار الثقافي: سهلت التفاعل بين الثقافات العربية المختلفة.
ب. التغيير الاجتماعي:
– حملات حقوق المرأة: تم استخدام الشبكات الاجتماعية لدعم قضايا المرأة وحقوقها خاصة في مصر وليبيا واليمن.
– مكافحة العنف: تم تنظيم حملات لمكافحة العنف الأسري والتحرش.
التحديات والمخاطر
أ. انتشار الأخبار الكاذبة:
– التضليل الإعلامي: أصبحت الشبكات الاجتماعية وسيلة لنشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة لذا يجب دعم المؤسسات المهتمة بالتحقق والتدقيق في الاخبار مثلا لدينا في العراق فريق ( التقنية من اجل السلام).
– تأثيرها على الرأي العام: يمكن أن تؤدي المعلومات الخاطئة إلى تشكيل آراء غير دقيقة وما شهدناه من تروج لا خبار خلال أحداث تشرين خير مثال .
ب. الرقابة والمراقبة:
– تقييد الحريات: تقوم بعض الحكومات بمراقبة الشبكات الاجتماعية وتقييد الحريات.
– حجب المحتوى: يتم حجب المحتوى الذي يعتبر مثيرًا للجدل أو (الهابط) كما يشاع حديثا وكذلك يجب محاسبة من يقوم بمثل هكذا افعال تخدش الحاء او تبث افكارا وسلوكا غير مألوف في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية المحافظة.
دور الشبكات الاجتماعية في المستقبل
– التعليم والتوعية: يمكن استخدامها كأداة لنشر المعرفة والتوعية بالقضايا الاجتماعية لذا يجب فرض رقابة عالية ودقيقة .
خاتمة:
أصبحت الشبكات الاجتماعية أداة قوية في تشكيل الرأي العام العربي، حيث ساهمت في تعزيز حرية التعبير وتسهيل التفاعل الاجتماعي والسياسي. ومع ذلك، فإنها تواجه تحديات مثل انتشار الأخبار الكاذبة غير الدقيقة . لذا يجب على المجتمعات العربية والاسلامية المحافظة الاستفادة من إيجابيات هذه المنصات مع التصدي لتحدياتها لضمان تأثير إيجابي على الرأي العام.
المراجع:
Howard, Philip N. The Digital Origins of Dictatorship and Democracy**. Oxford University Press, 2010.
Shirky, Clay. The Political Power of Social Media. Foreign Affairs, 2011.
Ghannam, Jeffrey. Social Media in the Arab World: Leading up to the Uprisings of 2011**. Center for International Media Assistance, 2011.
Al-Rawi, Ahmed. Social Media and Public Sphere in the Arab World. Palgrave Macmillan, 2017.
Tufekci, Zeynep. Twitter and Tear Gas: The Power and Fragility of Networked Protest. Yale University Press, 2017.
