البطالة وأسباب حدوثها

وتعرف البطالة أيضا بأنها ظاهرة تتمثل في عدم ممارسة الأفراد الذين هم في سن العمل للنشاط الاقتصادي خلال مدة زمنية معينة لظروف خارجة عن إرادتهم بالرغم من قدرتهم على العمل، كما تعني بانها حالة الفرد القادر والراغب والباحث عن العمل دون جدوى في العثور على الفرص المناسبة، ولا الاجر المطلوب للعمل، فتعد ظاهرة البطالة من الظواهر الاقتصادية والاجتماعية. ويمكن القول ببساطة إن الناس الذين لا يمتلكون عملا وكانوا يبحثون عنه يكونون عاطلين. وتكون قوة العمل الكلية عبارة عن إجمالي المستخدمين والعاطلين، والذين هم بعمر (16) سنة فما فوق. 

وتعد البطالة ظاهرة اجتماعية واقتصادية ترتبط بالمكان، مما يجعلها تقع ضمن نطاق علم الجغرافية بوصفه علم المكان، فانه من الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة هو فلة وشحة الموارد الطبيعية أو نضوبها أو عدم القدرة على استغلالها بشكل صحيح، وتتم دراسة هذه الظاهرة وفق المنظور الجغرافي دراسة وتحليل، فتدرس أهمية الموقع وتأثيراته على البطالة والمواد الأولية اللازمة لإقامة مختلف الصناعات وإمكانية نفادها، فضلاً عن علاقاتها المكانية بعوامل الإنتاج الأخرى.

ومن أبرز اسباب حدوث البطالة يمكن ذكر بعضها وهي انخفاض معدل الاستثمار ونقص راس المال المستثمر وانعدام الاستقرار السياسي والأمني وازدياد نسب الهجرة من الريف الى المدينة، وعدم التنسيق بين التعليم ومخرجاته، ومن ثم الاختلال الهيكلي الذي يصيب اقتصاد الدولة، ناهيك عن انتشار حالات الفساد الإداري، والزيادة الكبيرة في اعداد السكان مع قلة الموارد وعدم استثمارها بشكل مستدام، في ظل غياب التخطيط الاستراتيجي للدولة، فان ذلك يجعل البطالة من أخطر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجهها الدول فهي تمس امن واستقرار الدولة القومي، فضلا عن انها تمس استقرار وتماسك النسيج المجتمعي في الدولة.