التغيرات المناخية وأثرها على تربية حقول الدواجن
المقدمة :-
تعد التغيرات في العناصر المناخية هي من التحديات البيئية الكبرى التي تواجه العالم في الآونة الاخيرة إذ تؤثر تطرف وتغير هذه العناصر على جميع قطاعات الحيوية ولاسيما القطاع الزراعة الذي يشمل زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات بما فيها حقول الدواجن سواء من اجل اللحوم او بيض المائدة وتعد تربية الدواجن التي تتأثر بشكل مباشر او غير مباشر بعناصر المناخ نظرًا لحساسيتها للتغيرات البيئية إذ تؤثر هذه التغيرات بشكل كبير على صحة وانتاجيتها إذ تشارك تربية الدواجن في تحقيق استراتيجيات الاستدامة للأرض وللمحاصيل الزراعية من ما تطرحه من مخرجات وفضلات التي تسهم في زيادة خصوبة التربة وتأمين المواد والعناصر الغذائية للنبات عن طريق التسميد وكذلك سد حاجة السكان من الغذاء .
أثر التغيرات المناخية على تربية الدواجن:-
الحرارة المرتفعة : إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على صحة وإنتاجية حقول الدواجن لأنها كائنات أكثر حساسة بشكل كبير للتغيرات المناخية ومنها درجة الحرارة المرتفعة ، وعندما ترتفع الحرارة فوق الحد الطبيعي او المسموح قد تصل الى اكثر من (40 درجة مئوية ) ، قد يؤدي إلى الإجهاد الحراري او ظهور امراض تتعلق بالجهاز الهضمي بمرض ما يعرف بالكنكر ، وكذلك يؤدي الاجهاد الحراري الى تقليل من معدلات النمو والإنتاجية اللحم وبيض المائدة بسبب امتناع شهية هذه الحيوانات بدرجات الحرارة العالية وزيادة في عمليات التبخر المياه من اجسامها وبالتالي زيادة النفوق نتيجة فشل عمل الأجهزة الفسيولوجية في التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة يؤدي بالتالي الى انخفاض جودة منتجاتها من اللحم وفي إنتاج البيض.
قلة الموارد المائية :- يعد نقص المياه العذبة والجفاف من نقص الأمطار نتيجة التغيرات المناخية التي تؤثر على توفر المياه اللازمة لتربية الدواجن من ناحية غسل وتحضير الحقول او الحضائر بالمياه المعقمة الذي يعتبر من اساسيات العمل وكذلك توفير مصادر المياه النظيفة والعذبة من اولويات نجاح هذه الحقول ، وكذلك يعد الماء ضروري لعمليات التبريد الطبيعي والتبريد الصناعي لتلك الحقول والتنظيم الحراري في جسم هذه الحيوانات الحساسة .
النمط الغذائية: – إن التغيرات المناخية في عناصر المناخ من اشعاع وحرارة ورياح وامطار ورطوبة وتبخر تؤثر على زراعة المحاصيل التي تستخدم كأعلاف لحقول الدواجن من المحاصيل ذات القيمة الغذائية من العناصر المطلوبة في حقول التسمين وحقول انتاج بيض المائدة من المحاصيل النجيلية مثل القمح والشعير والذرة وفول الصويا التي قد تقدم اعلاف طازجة او اعلاف مصنعة يدخل معها بعض المواد المضافة لزيادة نسبة البروتين حسب ما توصلت فيه الدراسات والبحوث من التجارب التي أقيمت في صناعة الاعلاف ذات القيمة العالية من البروتين ، إذ تجود زراعة هذه الاعلاف في منطقة دون اخر بسبب التغيرات المناخية المؤثرة عليها مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه الأعلاف لقلة انتاجيتها او جودتها ، وبالتالي تكون سلباً على هذا القطاع من ارتفاع تكلفة الإنتاج ، واعتماد أعلاف غنية بالمواد المغذية لتحسين مقاومة الدواجن للتغيرات المناخية الآنية وتطوير استراتيجيات نظم التغذية في توفر احتياجات هذه الدواجن من الماء والطاقة.
الأمراض والأوبئة:- الاحتباس الحراري العالمي الذي تسبب في تغير حالة المناخ الطبيعية من التطرف او الارتفاع او الانخفاض إذ اصبح يهيئ بيئة مناسبة وملائمة لظهور الامراض والفايروسات ولتكاثر وانتشار الحشرات والآفات الزراعية التي تفتك بالقطاع النباتي والحيواني ، ومما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية بين الدواجن مثل إنفلونزا الطيور والكوكسيديا والكنكر والكنبورة والنيوكاسل والخناق وغيرها ، وبالتالي يحتاج قطاع تربية حقول الدواجن الى تهيئة بيئة آمنة تتكيف مع ظاهرة الاحترار وكذلك توفير المبالغ المطلوبة لإنشاء مراكز البحوث والتجارب التي تحاول التصدي لكافة التغيرات وتوفير العقاقير لمعالجة هكذا امراض تصيب حقول الدواجن وغيرها من المستلزمات الاخرى التي التكيف مع التغيرات المناخية .
تحسين بيئة الحظائر:- ان من أولويات تربية حقول هو تهيئة بيئة ملائمة لها عبر استخدام أنظمة التهوية والتبريد الحديثة والمتطورة من خلال الحفاظ على درجات الحرارة المناسبة ( 25- 28 درجة مئوية ) وكذلك تزويد الحظائر بمواد عازلة للحرارة مع انشاء ارضية مناسبة لهذه الحقول من عمليات الفرش بنجارة الخشب وسهولة التنظيف ولكي تكون ملائمة لظروف المناخ وعناصره الانية .
تهجين وتحسين سلالات الدواجن :- إن تطوير وتحسين السلالات لمقاومة التطرف المناخي والاجهاد الحراري والأمراض الفيروسية والفطرية التي تصيب الدواجن مع الاخذ بنظر الاعتبار كل التدابير والامور اللازمة في تحسين السلالات لكي تكون اكثر مقاومة للامراض الانتقالية واستخدام تقنيات التربية الحديثة لزيادة الكفاءة الإنتاجية من حيث الجودة والكمية وكذلك تعزيز المراقبة الوقائية والصحية وتوفير برامج تحصين (اللقاحات ) مكثفة ضد الأمراض المنتشرة والشائعة في الآونة الاخيرة من خلال تعزيز المتابعة البيطرية لمنع أنتشار الأوبئة.
واخيراً ترشيد استهلاك الموارد المتاحة من الأنظمة الزراعية المستدامة وتوفر المياه والطاقة لعمليات التدفئة والتبريد التي تعد من المستلزمات والمتطلبات الضرورية في توفير الحضائر او الحقول لتربية الدواجن بأنواعها وتحسين إدارة المخلفات الناتجة عن هذه الحظائر لتقليل الانبعاثات الغازات السامة والضارة من داخل وخارج هذه الحقول منها الأمونيا والميثان وحتى الكاربون .
الخلاصة :-
إن التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا مهماً في عملية تربية حقول الدواجن، وأنها تعد فرصة لتبني ممارسات وفعاليات أكثر استدامة في المستقبل البعيد والقريب وكذلك الدراسة والبحث والابتكار حلول تقنية حديثة يتطلبها العصر ، وإن تعاون العاملين والمزارعين والباحثين والجهات الحكومية المختصين في هذا القطاع قد يمكن من التقليل تأثيرات هذه التغيرات مع ضمان استمرارية هذا القطاع الحيوي المستدام .