بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الملخص 
م/ فاطمة أم أبيها    
 
     بمناسبة ذكرى استشهاد سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام كتبت هذه النقالة. 
    ولدت سيدتي ومولاتي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ثمر الجنة فهي حوراء أنسية كلما إشتاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لريح الجنة شم فاطمة الزهراء عليها السلام فعندما أسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لربه أكل ثمرة من الجنة فلما هبط للأرض واقع سيدتي ومولاتي السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام فحملت بفاطمة واقعها بعد إنقطاع دام أربعين يوما والروايات بذلك متواترة إذن ففاطمة عليها السلام حوراء إنسية، تربت الزهراء عليها السلام في حضن الرسالة حضرت وشاهدت بعينها واقع المجتمع ذلك المجتمع المرير الذي مازال رواسب الجاهلية يترسب فيه والجهل والحمق والعصبية  ديدنه شاهدت المجتمع القرشي كيف وقف بوجه أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أراد أن يبلغ رسالة الله تعالى، شاهدت ورأيت بعينها كيف أنتصرت إرادة الله رغم أنفوف كبار قريش فتشبعت نفسها إطمئنانا وحبا لله، ورأيت كيف أبيها رسخ الفكر الإسلامي في المجتمع من خلال تعامله مع ربه وأهل بيته وأصحابه والمجتمع، شاهدت كيف يتعامل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في السلم والحرب وماهي الغايات إذن فكل عمل عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو سنة ويجب الإقتداء به، التحقت الزهراء عليها السلام بمدرسة الرسالة منذ نعومة أضفارها وتعلمت كل أنواع العلوم الإلهية من فقه وقرآن كريم وسنة نبوية وسيرة وتاريخ وعلوم طبية وفكر إجتماعي وغيرها من أنواع العلوم التي درسها لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلال حديثه لها وشرحه وتوضيحه وتفسيره لآيات القرآن الكريم وماذا يريد الله منا، وعندما بلغت الحلم تقدم لها كبار قريش ليتشرفوا بمصاهرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ردهم بقوله أنه أمرها بيد الله وعندما أسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره الله عن طريق جبرائيل عليه السلام أن زوج النور بالنور فقال من بمن فقال زوج علي بفاطمة ويعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلال مقدمات الزواج البسيط لعلي وفاطمة أنه ليس كثرة المهر والآثاث هوا المطلوب وإنما تكوين عائلة لتستمر الحياة الدنيا هوا الأساس وحث عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة على أهمية إختيار الزوج والزوج وتفضيل الدين والعلم والأدب على الأموال الزائلة وخير نساء أمتي أصبحهن وجوها وأقلهن مهورا  وحصير في البيت خير من إمرأة لاتلد  وأختر ذات الدين تربت يداك ومع الأسف نسمع اليوم كثرة المهور وعزوف الشباب عن الزواج فأولياء الأمور سوف يوبخهم الله يوم القيامة لأنهم لم يسمعوا نصيحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قلة المهور وتفضيل الدين والعلم والأدب على المال وأول سؤال سئله  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في صباح اليوم التالي من العرس كيف وجدت فاطمة فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إنها خير معين على طاعة الله وتعلمنا الزهراء عليها السلام على كيفية التعامل مع الزوج وإدارة البيت من خلال سلوكها وتعاملها في بيتها فمن ناحية المونة فكانت لاتكلف زوجها ترضى بالقليل فعندما سئلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن سبب عدم إخباره بعدم وجود طعام في البيت فقالت عليها السلام أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أكلفك شططا ياالله فلتنظر نساء المجتمع لأدب الزهراء عليه السلام مع زوجها حتى وإن لم يوجد طعام فلا تسئله وتحرجه وتسبب له الألم فهو من ضميره يعلم ويخرج للبحث عن الطعام هكذا أرادت الزهراء عليها السلام أن توصل رسالتها للعائلة وللمجتمع ومن حيث العبادة صلت الزهراء عليها السلام حتى تورمت قدماها وكانت تحث ولديها الحسن والحسين عليهما السلام على العلم والعبادة والعمل الصالح فكانت تحثهم على الذهاب مع والدهم للصلاة في المسجد والجلوس تحت المنبر والأستماع لخطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوجيهاته لترسخ بهم الفكر والعلم وكذلك بنتها زينب  عليها السلام  علمتها أنواع العلوم  ، شاهدت الزهراء عليها السلام كيف كان المجتمع يضمر الشر لزوجها لأنه أعلم القوم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه الخليفة من بعده فشاهدت المجتمع وبعض المنافقين فيه كيف أنهم لايريدون الخير للإمام علي عليه السلام ورأت وسمعت كيف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبات عديدة يحث القوم على أتباع الإمام علي عليه السلام والسير معه في طريق واحد لو سلك القوم في وادي وسلك علي بن أبي طالب عليه السلام في وادي أخر فأسلكوا الوادي الذي سلكه علي وتبين هذا الحقد على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث هجم القوم على دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأرادوا أن  يحرقوا داره فأرادت الزهراء عليها السلام إدراك الأمر وتصليحه من خلال نصيحتها لهم لأنها تعلم أنه لو خرج الأمير لأبادهم عن بكرة أبيهم فوجهت لهم كلامها من خلف الباب لكن المجرمين رفسوا الباب وعصروها وأسقوا جنينها كل هذا حقدا على الإسلام المحمدي العلوي وحقدا عليهم لأنهم لم يستوعبوا علم الإمام ولا يرضوا به إمام لهم ليبقوا على جاهليتهم وحقدهم ومع الأسف فلولا إجتماع القوم في سقيفة بني ساعدة وإختيار خليفة لهم لكان العالم الآن ينعم بالخير والآمان، فبعد هجوم القوم على الدار أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بتلابيب صاحبهم وقال له والله لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأخذت الذي فيه عيناك وفي رواية أخرى لعلمت إنك لاتدخل البيت إذن كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يعلم بهذه التطورات وبهجوم القوم على داره عندما أوصاه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر   ، وخرجت الزهراء عليها السلام على الخليفة الأول الغير شرعي أقول غير شرعي لأنه مع الأسف ١٢٠ الف حاج خانوا الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخانوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لأنهم ضربوا حديث الغدير عرض الحائط وكذبوا الله ورسوله وجاءوا بخلفاء غير مؤهلين سلطوهم على رقاب الناس وابعدوا اهل البيت عليهم السلام عن حقهم المشروع بأمر الله تعالى وطالبت الزهراء عليها السلام من خلال خطبتها الشهيرة القوم بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والوقوف معه  لكن مع الأسف لم ترى أذن صاغية سوى قلة قليلة من المخلصين كعمار وسلمان وأباذر والمقداد رضوان الله عليهم، رحلت الزهراء عليها السلام لربها وهي شاكية القوم لله رحلت وهي واجدة عليهم وأوصت الأمير أن يدفنها ليلا ويخفي قبرها لأنها لاتريد الذين آذوها  أن لا يصلوا عليها ويزورا قبرها تبا وسحقا للذين خانوا الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخانوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم يستفيدوا شيئا لأنه في الدنيا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ويوم القيامة سوف يقفون أمام الله تعالى ويسألهم بأي علم وفكر حكموا الإسلام أبجهلهم وعصبيتهم َوحقدهم تركوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الف باب من العلم وحكموا البلاد والعباد بأمزجتهم وفكرهم المحدود وعصبيتهم الجاهلية، والله يقول إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومع الأسف نرى المجتمع لم يسمع كلام الله وسار خلف الجهل والضلال ولهذا نرى الإسلام تراجع للخلف وتقدم اليهود والنصارى ولهذا نرى الجهل وقف بوجه أهل البيت عليهم السلام وقتلهم ولم يستفد من علومهم ولهذا نرى الجهل أسس دول وعاثت بالبلاد فسادا لهذا نرى الإمام الحسين عليه السلام كيف ثار على الضلال الذي تمثل بخلفاء السوء الذين نزو على منبر جده نزو القردة وأخذوا حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وضربوا حديث الغدير عرض الحائط، لذلك ننصح المجتمع أن يستفيد من الكنز الثمين وهو دراسة وقراءة أهل البيت عليهم السلام وماذا أرادوا منا لكي نسير بالمنهج الصحيح في هذه الحياة الدنيا وعلى النساء أن تتعلم من مدرسة الزهراء عليها السلام أنواع العلوم وعلى الآباء أن يربوا بناتهم وأولادهم كما أراد منهم الله وكيف نصحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتربية أولادهم وأتعجب على بعض أولياء الأمور الذين يدعون الإسلام وهم يضربون نصائح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عرض الحائط من خلال عدم السماح لبناتهم إكمال دراستهم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وقال عليه الصلاة والسلام إطلب العلم من المهد إلى اللحد وقال عليه الصلاة والسلام إطلب العلم ولو كان في الصين وكذلك أتعجب على بعض أولياء الأمور الذين يدعون الإسلام وهم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلال عدم الأعتراف بقوله ونصيحته بتقليل المهور ويطلبون مهور غالية مما يؤدي لعزوف الشباب عن الزواج ويفضلون الأموال والجاه على العلم والدين والأدب الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذن على المجتمع أن يحمد الله في كل دقيقة على هذا الكنز الثمين الذي تركه لنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين من أقوال ونصائح وتوجيه وفكر وتربية وعلوم وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين.
 الباحث الدكتور علي عبد الستار فاضل  الصيوان دكتوراه تربية تاريخ إسلامي تخصص فكر أهل البيت عليهم السلام. 
2024_2025.

شارك هذا الموضوع: