مقال بعنوان
افتح ذراعيك للتغيير
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
هل تتقن فن احتواء المواقف والإمساك بزمام الأمور والسيطرة على مختلف الظروف، بالأقوال والأفعال والتواصل الفعال؟ ألم يحن الوقت لتنتقل إلى مرحلة جديدة وتحقق قفزة كبيرة في أدائك؟ هل تمتلك المقومات والأدوات والطموحات التي تؤهلك لهذه القفزة الاستثنائية؟
تطرح مثل هذه التساؤلات تقريباً بصفة يومية في بيئات العمل المتطورة والمتغيرة، والتي لا تنفك تؤثر وتتأثر بحركة الأسواق، وبسرعة التغيير التي اعترت كل منظماتنا، وطالت كل مناحي حياتنا. فما بين الترقيات وتفويض المسؤوليات، وتحليل المؤشرات، وتنظيم العقوبات، وتحديد المكافآت، يتخبط بعض القادة والمديرين، ويحارون؛ ما بين الأساليب الإدارية النمطية، واستراتيجيات الإدارة التنافسية والاستثنائية. والأهم من ذلك هو أن السرعة الهائلة التي تتقدم بها تلك الأساليب، لا تدع مجالاً للاختيار: فإما المواكية والفوز، وإما الفشل والاندثار .
بيد أن بعض القادة – رغم إدراكهم لهذا الواقع الصعب والمتغير – ما زالوا يتشبثون بالأنماط الإدارية التي على عليها الزمن، قد تكون لهم وجهة نظر في ذلك؛ فتلك الأساليب النمطية هي التي أوصلتهم إلى هذا المقام قبل كل شيء، فما حاجتهم إلى التغيير إذن؟! ولكنهم في هذا يغفلون عن حقيقة غاية في الأهمية، فلو أنهم أصروا على العيش في كنف أساليب الماضي، وحصروا أنفسهم في صناديق أدواتهم التي على عليها الزمن .
الحضور القيادي والبصمة الشخصية: –حضورنا القيادي هو قدرتنا على أن نعكس وتمارس قيمنا الجوهرية، ونحن نتواصل وتتفاعل، وتؤثر فيمن حولنا، ورغم أهمية وعمق هذا المستوى من القيادة المؤثرة، إلا أنه لن يؤتي ثماره من دون العنصر الأهم: البصمة الشخصية، أي صوت القائد العظيم، ولمسته السحرية القوية، التي تصنع إيقاعاً فريداً، وصدى جديداً، نابعاً من الحضور الأصيل، والاعتداد بالنفس والشفافية في كل المواقف، وفي مختلف الميادين. الشخصية – مثل بصمة اليد وبصمة العين – تختلف من مدير إلى آخر، لتختلف معها الآثار والانطباعات التي تتركها في نفوس الآخرين. وهذا هو جوهر الحضور الفعال الذي لا يعترف بالفشل. .
محركات الحضور القيادي
لا يقتصر الحضور القيادي على الزي الذي ترتديه، أو الكلمات التي تنطق بها، أو الفكر الذي تعكسه. فالأمر يتطلب حالة من الامتزاج بين مقومات العقل والجسد، واللسان أو بمعنى أدق هو نتاج التفاعل المثمر بين المعتقدات الذهنية، واستراتيجيات التواصل، والطاقة البدنية.
معتقدات الذهنية: تشير إلى التهيئة العقلية التي تخولنا تبني الوضع الذهني الملائم لكل موقف على حدة. تلك المعتقدات هي التي تشكل عالمنا الواقعي والافتراضي، ونظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين واستيعابنا للظروف المحيطة.
. استراتيجيات التواصل: تشير إلى الأدوات والآليات التي تسخرها التفاعل وتلهم، وتؤثر في الآخرين تلعب هذه الاستراتيجيات دوراً مزدوجاً؛ فمن شأنها أحياناً أن تدعمنا وتحفزنا، ومن الممكن أيضاً – فيما إذا أسأنا استخدامها – أن تعزلنا وتقيدنا. فما بين محاولات السيطرة على الحوار، والفشل في استيعاب وجهات نظر الآخرين، والثرثرة حول التفاصيل، بمنأى عن الصورة الكاملة، واعتماد التلميح بدلاً من الحوار الصريح، تخفق معظم محاولاتنا للتواصل مع الآخرين..
. الطاقة البدنية: يقصد بها تهيئة الأوضاع الجسدية بشكل يتيح لنا التحكم في الايحاءات والايماءات وغيرها من أساليب التواصل عن اللفظ.
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية