الضغط النفسي ومصادره /مقال من إعداد: م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية ـ قسم العلوم التربوية والنفسية
shamaa.d@uokerbala.edu.iq
مقدمة عن مفهوم الضغط النفسي 
     يعتبر موضوع الضغط النفسي ونتائجه على الإفراد من الموضوعات المهمة التي شغلت بال العلماء والباحثين في مجالات الصحة العامة وعلم النفس والتربية ومختلف العلوم الإنسانية وذلك لما تتركه من اثأر ونتائج خطيرة ومدمرة على حياة الناس إفراد وجماعات وفي هذا المجال يرى المتخصصون إن الضغط النفسي هو واحدة من مشكلات العصر الحديث واتضح بأنه يقلق المجتمعات في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتفاعلاتها المتعددة وإفرازاتها وما ينتج عن ذلك من إمراض صحية كثيرة مثل إمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقرحة…. الخ فمنذ القدم وتحديدا بداية العصر الإسلامي كانت الممارسات الطبية لدى الأطباء والعلماء المسلمين حول البحث النشط في هذا المجال من حيث البحث عن العوامل النفسية التي تساعد على الشفاء او تعوق منة ويعتبر الشيخ ابن سينا والرازي وغيرهم بالعوامل المعجلة بالشفاء والصحة بما فيها العادات الشخصية الطبية والاعتدال في المأكل والمشرب والإيمان والسلام النفسي والنوم الجيد ماهو دليل قوي على أنهم ادركو التداخل والتفاعل الحيوي بين الصحة النفسية والمرض الجسمي، وان مفهوم الضغط النفسي شاع استخدمه في الطب النفسي تمت استعاراته من الدراسات الهندسية والفيزيائية حيث كان يشير الى الإجهاد والضغط والعب، وبذلك فان الضغط النفسي هو عاطفة للعادة والألم اي الحزن العميق للتعبير عن استجابة عامة وغير محددة لجسم الفرد على كل متطلبات الموقف اي انة عبارة عن التوتر الذي يشعر بة الفرد من محاولة التكيف مع بعض المواقف الجديدة لاستعادة التوازن إلى نفسه، كما تشير الدراسات إلى إن المسنين الذين يستمرون في أداء عمل معين يتعرضون إلى ضغط نفسي منخفض كما تضل وظائف المخ لديهم في حالة نشاط وهذا يعني إن الإنسان في مرحلة الشيخوخة يحتاج الى تنشيط قدراته العقلية وباستمرار كما يحتاج كبار السن إلى إعادة التكيف في ظروف حياتهم الجديدة وهذا يتطلب من الفرد ان يستعد لهذا الوقت ولا يترك نفسه لمشاعر الإحباط والشعور بعدم الأهمية والغضب حتى لا يصيب  بالا اكتئاب .
مصادر الضغوط النفسية :تعددت مصادر الضغوط النفسية وتنوعت منها متعلق بشخصية الإنسان وأخرى متعلقة بالعوامل النفسية ـ والمهنية ـ ولاجتماعية وفيمايلي توضيح لكل منها : 
1ـ العوامل النفسية:
 هي متفاوتة من حيث المسووليات الحياتية اليومية إلى الإحداث والتغيرات التي يدركها الفرد من  حيث الاتجاه السلبي والايجابي ونتجه عن التفاعل القائم بين الإدراك وعمليات التأهيل الاجتماعي وتتمحور في العوامل الآتية : أـ التكيف : من البديهي إن صحة الفرد تعتمد مباشرة على الاحتفاظ بالتوازن بين الجوانب المختلفة (العقلي ـ البيولوجي ـ النفسي ) ويعتمد الجسم على المحافظة على هذا التوازن لمواجهة مختلف المواقف الضاغطة ومتغيرات الحياة التي تكمن خطورتها في إمكانية حدوث خلل في التوازن الكيميائي والذهني مما يدفع الجسم إلى اللجوء الى عملية التكيف للاحتفاظ بالتوازن السابق ، وان إي خلل في إعادة التكيف يودي الى التعرض للأخطاء بصورة دائما .
ب ـ  الإحباط : يصنف ضمن العوامل الأساسية التي تشكل الضغوط النفسية حيث يسعى الإنسان وباستمرار إلى التفاعل والتواصل مع البيئة والظروف التي تحيط به بهدف التوافق معها فقد ينجح في مسعاه ا وقد يفشل مع تلك الظروف وهذا الفشل يولد لدية حالة من الإحباط والتي بدورها تنعكس سلبيا على سلوكه وتعامله مع الآخرين وان لكل إنسان درجة معينة من تحمل الإحداث والمواقف الضاغطة التي يتعرض لها وتتنوع هذه الدرجة من شخص إلى أخر ومن ظرف إلى أخر وعلى وفق الاستجابة لهذا الموقف والإحداث .
ج ـ القلق : يسهم بدورة الفعال في تشكيل بعض مكونات الضغوط النفسية حيث ان للقلق مصادر أساسية من حيث الاحباطات و الصراعات كذلك التهديد والإيذاء الجسدي وتهديد احترام الذات والضغوط الناجمة عن توقع الانجاز التكيف  بشكل اكبر مما تسمح به القدرات كل هذه المواقف تعتبر مصادر ممكنة للقلق .
د ـ العامل البايلوجي: من حيث التعلق بنظام النوم والاستيقاظ ، وان الأشخاص الذين يتعرضون للأرق لديهم نظام استيقاظ نشط ومن العوامل البايولجية الأخرى تراكم الدهون حول القلب وتودي إلى انخفاض قدرة القلب على دفع الدم ، وقد يعجز القلب عن الاستجابة للضغط والإجهاد ، كما توثر الضغوط النفسية للإناث عند انقطاع الطمث وارتباك العادة الشهرية والصداع وحالات الانهيار مابعد الولادة والاكتتاب وظهور إعراض سن الياس المبكر كما تتعلق الضغوط لديهن بالناحية الأسرية من حيث الانتقال المستمر بالسكن والإحساس بعدم الاستقرار وضبابية مستقبل العائلة .
2ـ العوامل المهنية 
أصبح موضوع الضغوط النفسية يحتل الأهمية ف البحوث التربوية والنفسية والصحية والمهنية ، والضغط يستعمله في المجال المهني للدلالة على حالتين الأولى : تتعلق بظروف العمل المادية الاجتماعية المحيطة بالفرد في مكان عملة والتي تسبب له نوع من التوتر والإرهاق إما الحالة الثانية تتعلق بذلك الإحساس المحزن الذي يتعرض له الفرد بسبب العوامل سابقة الذكر وللوقوف على طبيعة الضغوط المهنية يمكن حصرها فتمايلي :
أ ـ صراع تعارض الدور حيث يحدث في حالة وجود أكثر من مطلب على الفرد ، ففي حالة الاستجابة إلى أحداها تصعب علية الاستجابة إلى أخر .
 ب ـ غموض الدور يتعلق بغياب الوضوح حول الدور والمهنة المطلوب أدائها من ظرف الفرد وخاصة عندما يكون الفرد مبتدأ وغير متخصص في مجال عملة ، وباستمرار الغموض يصبح موقفا ضاغطا للفرد مما يدفعه إلى عدم الرضا 
ج ـ إن المهن تتفاوت بطبيعة الحال سواء من حيث المسووليات وطرق الأداء وأهدافها وغايتها العامة ، وهذا الاختلاف يودي بدورة إلى اختلاف في درجة وطبيعة كل مهنة .
دـ زيادة العبء الوظيفي  هو زيادة المهمات المطلوبة من الفرد من حيث الكم والكيف وباستمرارها تتحول إلى ضغوط توثر على الفرد . 
هـ ـ قلة العب الو ضيفي : تسند إلى  الفرد مهام اقل من قدراته بحيث تحدث عند الفرد نوع من الصراع الداخلي واختلال الثقة بالنفس وتدفعه به إلى النضرة السلبية للعمل على الذات وعلى الآخرين انطلاقا من عدم تقدير الآخرين لعملة .
3ـ العوامل الاجتماعية 
أـ الوحدة: هي مشكلة للبالغين وخاصة لغير المتزوجين.
ب  ـ الكبار الذين لم يتزوجوا قطعا : و هولاء  يهتمو ا بالمواعدة ولكن عادة لديهم بعض الحياة الاجتماعية وأنشطة لعملوها مع بعض الأصدقاء 
ت ـ الايدز : كثيرا مايودي إلى الوفاة ويمكن إن ينقل من الإباء إلى الأبناء عن طريق إلام 
ث ـ الترمل : وهو يؤثر على العلاقات الاجتماعية والناحية المادية والانفعالية للزوجة 
ج ـ  الطلاق : وهو يؤثر على النساء بشكل اكبر وتكون معرضة لعدم الزواج مرة جديدة وتوثر على نفسية المطلق  والمطلقة وهذا ينعكس على الأبناء وعلاقتهم مع أبنائهم 
ح  ـ مشكلة إعادة الزواج: يكون الزواج أكثر نضجا من الزواج الأول ويكون أكثر تكلفة
خ ـ مشكلة زوج الأم وزوجة الأب :حيث يكون غير مقبول من الأبناء وغير متكيف مع أعضاء الأسرة 
ر ـ إساءة معاملة الكبار: بسبب عمرهم بالضرب أو التحقير أو الحرمان من الرعاية والإهمال والتجاهل. 
زـ زيادة نسبة الانتحار لدى كبار السن والبالغين: وقد يكون عن طريق اخذ جرعات عالية من الدواء أو تناول الطعام لشعورهم بعدم وجود قيمة لهم في الحياة.
قائمة المصادر 
1ـ حسين ، طه عبد العضيم ، الصحة النفسية ومشكلاتها لدى الاطفال ، دار الجامعة الجديدة 2010، الازاريطة
2ـ الغرير ،ابو اسعد ، احمد نايل واحمد عبد اللطيف ،التعامل مع الضغوط النفسية ، ط1، دار الشروق للنشر والتوزيع ‘ 2009، الأردن .



شارك هذا الموضوع: