ظاهرة الاستهواء لدى طلبه الجامعة
 
ان انتشار ظاهرة الاستهواء تساعد الفرد على تبني الثقافات الغربية التي تتبناها العديد من الهيئات العالمية بغية افساد الشباب، ويساعد في ذلك شيوع اللامبالاة بين الكثير من افراد المجتمع وضعف الكثير من القيم مع عدم القدرة على تبني اهداف في الحياة مما يؤدي بوقوع الشباب فريسة لهذه الظاهرة التي قد تؤدي الى تدهور جيل او اجيال قادمة تخلق منهم مجتمعا استهوائيا مرضا (الزاغة، 2010: 23).
 كما ان الاستهواء يؤدي دوراً كبيرا في سلوك الفرد واختيار علاقاته وطريقة تعامله واساليب حياته، حتى عٌدَ المحرك الذي يوجه الفرد الذي يتأثر به (الزبيدي،2010: 291). 
 وان استمرار التأثر بهذه الظاهر يؤدي الى ان تصبح سمة من سمات الشخصية، ولا تتوقف قابلة الفرد للاستهواء على نقل الافكار الجديدة بل تتعدى ذلك بنقل الافكار السلبية اللاعقلانية والمعتقدات الخاطئة، كما يسهم انتشارها بين الطلبة الى تبني تلك الافكار وممارستها فعلياً، ضاربا بذلك كل القيم خانعا وراضيا بكل ما يخالف العرف والعادات والتقاليد والقانون (ابو رياح، 2006: 15) و كلمة الاستهواء ذُكرَت في القرآن الكريم (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا) (سورة الأنعام الآية 71).
 وعلى الرغم من ذلك فان شخصية الافراد بهذا العمر لديها دافع تقدير الذات لذا من الصعوبة ان يحمل الفرد رايا او فكرة او معتقدا مالم يعتقد بصحته وهذا ما نسميه بالاستهواء المضاد (counter suggestion Festinger ,1957:9) وخاصة ان طلبة الجامعة اكثر انفتاحا ومشاركة وتحسسا لمشاعر الاخرين، واكثر نضجاً في تفاعلهم وتجاربهم مع مستلزمات التغيير الا ان كثرة الاضطرابات والاحباطات والنوازع المختلفة التي تتعرض لها فئة الشباب يمكن ان تؤثر على غايتهم العلمية، وعلى الرغم من كثرة الدراسات والبحوث التي تناولت مشكلاتهم الا ان النظام التعليمي الجامعي لايزال بحاجة الى مزيد من الاهتمام والرعاية النفسية بهذه الشريحة وخاصة انهم امام منعطف كبير يتمثل بالانتقال الى الحياة المهنية في المستقبل، والتي تتطلب منهم مسؤولية كبيرة تتمثل في بناء فكري رصين غير منقاد الى الاستهواءات والاغراءات لكي تضمن الجامعة بان خريجيها قادرين على تحمل المسؤولية، ولا بد من مساعدتهم على استقلالية الراي في التصدي للمشكلات والسلوكيات المنحرفة التي يتعرضون لها بأنفسهم بناءاً على معرفتهم واساليبهم المعرفية(شطب،2014: 415).
وانطلاقا مما تقدم فان مشكلة البحث الحالي تناولت شريحة مهمة من شرائح المجتمع والتي هي شريحة الشباب الجامعي، وهذه الشريحة تواجه الصراعات والضغوطات النفسية ومتطلبات العصر المليئة بالمشاكل والتي هي اساسا لهذه الضغوطات والصراعات النفسية انعكاسات سلبية على المجتمع.

شارك هذا الموضوع: