السيطرة الانتباهية 
 
ان مقدار ما يتعلمه ويحصله الفرد من المعرفة يخالف عندما يكون الانتباه في مستوياته الدنيا عنه عندما يكون الانتباه  في اعلى درجاته مركزة على موقف التعليمي ومحيطا بجوانبه المختلفة ولمدة وافية.
وعلى هذا  يمكن ان نفترض بأن مستويات التحصيل الدراسي ترتبط بمستويات تركيز الانتباه في مراحل عملية التعلم  المختلفة، وبالمقابل فأن مستويات الانتباه المنخفضة ناجمة عن مشكلات متنوعة وهي على اختلافها مسؤولة عن تشتت الانتباه الذي ينخفض بدورة مستوى تركيز التلميذ، وتكون النتيجة في النهاية تدني مستوى تحصيله الدراسي (مهنا،١٩٩٩_ص ٣٤٠)
 )Gilmorفقد بينت العديد من الدراسات منها دراسة جلمور(1968 ,
بأن مشكلات الانتباه تشكل عاملا اساسيا من العوامل التي تمكن وراء تدني تحصيل لدى اطفال العاديين (الخطيب،_١٩٩٣،ص١٢)
وبالاستناد الى ذلك نفترض وجود علاقة ارتباطية بين مستويات تركيز الانتباه ومستويات التحصيل الدراسي، اذ انه كلما ارتفع مستوى تركيز تلاشت هذة المشكلات وارتفع مستوى تحصيل الدراسي.
وان هذا يعكس أهمية عملية الانتباه في التعلم والتحصيل بشكل عام وفي مادة رياضيات بشكل خاص حيث تؤثر درجة تركيز الانتباه على التحصيل في مادة الرياضيات الى حد كبير(خنسه ،٢٠٠٠_ص٧١)
 اذ ان مضمون مادة الرياضيات عبارة عن مسائل يتطلب حلها تركيز الانتباه التلميذ عليها بدءا من تناول معطياتها الى البحث عن العلاقات والربط بينها وبين معالجتها وصولا لإيجاد الحل لها.
وهذه الاهمية الكبيرة لهذة الوظيفه الجامعة ، تبرز أهمية دراسة الانتباه وضرورتها خاصة ان هناك ندرة في الدراسات العربية والمحلية التي تناولت موضوع الانتباه أضافة الى غالبية كتب علم نفس باللغة العربية التي أطلعت عليها عالجته على نحو محدود لا يوازي دورة واهميته ( الصبوة، ١٩٩٣_ص٧٣)
وتبرز أهمية البحث في النقاط التالية :
   ١_ ان دراسة الانتباه تعني دراسة وظيفية ونفسية يتجلى فيها النشاط النفسي متكاملا ، فالانتباه حالة تجمع وتركيز وتوجيه الطاقات الجسمية والقوى النفسية   والوظائف العقلية لانجاح اداء اي عمل يقوم به الانسان .
٢_  ان تناول موضوع الانتباه كمشكلة تربوية تعليمية أصبح مسألة ملحة، حيث بات من الواضح ان عملية التعلم والتحصيل تتطلب انتباها إراديا مركزا وفعالا من التلاميذ في كافة مراحلها، فالانتباه يؤثر في الوظائف العقلية العليا ( الادراك، التذكر، التفكير، التصور) التي يعمل في أطارها وعليه تتوقف فاعليتها في استيعاب المادة التعليمية والاحتفاظ بها واسترجاعها.
ومن هذا كان تناول الانتباه الاداري وشروط فاعليته ومستويات هذة الفاعلية والاسباب الكاملة وراءها غاية في الاهمية تفتضيها عملية التنمية هذة القدرة وتوجيهها والتعامل معها بصورة عقلانية في خدمة النشاط التعليمي التعلمي من أجل نمو مثمر وسليم لشخصية المتعلمين.
٣_ ان ندرة الدراسات المحلية بصورة خاصة والعربية بصورة عامة في مجال الانتباه، تبرز حاجه ماسة لمعالجة هذا الموضوع لاسيما ان غالبية الدراسات السابقة تناولته كمشكلة سلوكية مقترنة بفرط النشاط الحركي وغيرها من المشكلات ومن ثم تعد هذه الدراسة الاولى من نوعها في البيئة المحلية وقد تكون من الدراسات الاولى في البيئة العربية على حد علم الباحثة.
٤_ أهمية المرحلة العمرية التي ستتم دراسة موضوع الانتباه فيها وهي مرحلة الطفولة المتاخرة ولا سيما ان الانتباه الارادي يشهد نمو سريعا في هذه المرحلة، الى جانب تكون طرائق وأساليب ملاحظة الاشياء وتتبعها وتمييز ما هو هام


شارك هذا الموضوع: