مقال بعنوان
(الشيخوخة النفسية وسيرورات التغيير)
اعداد: م.د. ازهر علي محمد
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
ترزح النفس الانسانية تحت نير حتميتين مزدوجتين: حتمية طبيعية واخرى ثقافية
يلعب العاملين البيولوجي والاجتماعي دوراً لا يستهان به، حتى لو اعتبرنا الشيخوخة تمثل تحقيق للبرمجة الوراثية، الا انها مرحلة حرجة وخطيرة تمثل ولوجاً الى طور من اطوار الانتكاس او الضمور، وتعلن هذه التغييرات عن نذر تتسبب في ضعف عام وخطر هو حدوث عاهات جسدية.
يعاني بعض الاشخاص من شيخوخة مبكرة وذلك قبل العمر الافتراضي للشيخوخة بغض النظر عن بعض المتلازمات مثل متلازمة هتشنسون- غيلفورد او متلازمة البروغيرويد لفيرنر اللتين تتميزان بشيخوخة فيزيولوجية مبكرة ومتسارعة، الا ان في بعض الاحيان تصاب السلطة النفسية التي هي الانا بالإنهاك والاحتضار الذي يمثل اضطراباً اساسياً تغذيه كثيراً القوة النزوية البنيوية الخاصة بكل انسان ويشهد تغيرات غير ملائمة للانا (التفكك والتقييد) التي تطالها في صراعات ابدية ضد القلق لضمان المتعة والتوازن الداخلي النفسيين.
حداد الأنا؟ أحد الأسئلة الرئيسة التي تطرح هو كيف يمكن للانا المضي قدماً في حماية نفسه؟، بغض النظر عن الثمن، من التخفيف من سوْرَةِ التوترات، أو حتى القدرة على العمل، بسبب ما هو على المحك، والتخلي جزئيا عن وهم خلوده، والموافقة على عدم البقاء سليماً معافى قبل أن يغادر الوجود، وهذا دون الإفراط في سحب التوظيف، إن عمل حداد الأنا، ليس بسبب التجارب الصادمة الشديدة، ولكن بسبب العبور الخبيث الذي لا مفر منه من مرحلة الشيخوخة والتقدم في السن، يتأرجح بين القدرة على إنشاء حد وقائي يسمح للنفسية والبينذاتي بمواصلة العمل، وخطر مهاجمة نفسه، والقضاء على نفسه والغرق في حالة من الاحتضار النفسي، إنه تفاوض خفي بين العمل النشط للعزوف والانفصال عن جزء من الذات، وتدعيم تجارب الاجتثاث أو التمزق حتى لا تتعرض للدمار.
م.د. ازهر علي محمد
التخصص – علوم نفسية\ علم نفس النمو