الوضع الجغرافي العام الأرض شبه الجزيرة العربية 

رشا قاسم محسن عباس السهلاني

جامعة كربلاء _كلية التربية للعلوم الانسانية 

قسم التاريخ

   قبل الخوض في موضوع أوابد العرب قبل الإسلام لابد من اعطاء وصف للوضع الجغرافي العام الأرض شبه جزيرة العرب، وبالتالي تأثير ذلك على عقلية الفرد العربي واندماجه في مجتمعه ، فجزيرة العرب ارض شاسعة تبلغ مساحتها نحو مليون ميل مربع ، وتقع في الركن الجنوبي الغربي لقارة آسيا ، واطلق العرب على بلادهم اسم ( جزيرة العرب ( لأن البحار والانهار تحيط بها من جميع الجهات حيث يحدها من جهة الشرق الخليج العربي ، ومن جهة الجنوب البحر العربي ومن جهة الغرب البحر الأحمر ( القلزم )، في حين يكمل الفرات الحد الشرقي والشمالي الشرقي، وبذا تكون بلاد الشام والبادية اللتان تمتدان بين العراق والشام وبادية سيناء تدخل ضمن حدود جزيرة العرب ، ويُعد نهر النيل مكملاً للحد الغربي ، ويصب في البحر المتوسط ( بحر الروم ) فيمثل الحد الشمالي الغربي .

ويبدوان تسمية ( ديار العرب ) بهذا الاسم  وذلك لأحاطتها بالبحار والانهار من جميع جهاتها.

الأوابد وأثرها في حياة وعقلية العرب قبل الإسلام .

و من خلال ذلك يتضح أن التسمية التي اطلقها العلماء العرب غير دقيقة ان ابتعدوا فيها عن طبوغرافية المنطقة وواقعها الملموس ،، فالمياه قد ، احاطت بها من ثلاث جهات ( البحر الأحمر غرباً ، والمحيط الهندي جنوباً ، والخليج العربي شرقاً ، أما الحدود الشمالية لشبه الجزيرة العربية بقيت محور نقاش بين العلماء من حيث طول وعرض منطقة شبه جزيرة العرب ، فأطلقوا على بلاد العرب اسم شبه الجزيرة العربية  .

ولشبه جزيرة العرب اسماء عدة فقد وردت في بعض الكتابات البابلية جملة ) ماتواربي ((MatuArabaai) و معنى ( ماتو ( ارض ، ومعنى ( أربي ) عربي . فيكون المعنى ( ارض عربي ) ، كما ان العرب يسمون جزيرتهم ( عربة وتحتل جزيرة العرب موقعا ممتازا بين قارات العالم الثلاث القديمة ، فهي تقع في الركن الجنوبي الغربي من قارة اسيا ، كما تتصل بالقارة الأفريقية في ركنها الشمالي الشرقي حيث برزخ السويس قديما ، وقناة السويس في الوقت الحاضر كما انها تشرف بحدها الشمالي على شرق البحر المتوسط الذي يصلها بقارة اوربا – ام من ناحية الخارطة الحضارية للعالم قبيل الاسلام فإنما تقع عند نقطة التقاء الحضارتين السائدتين آنذاك وهما حضارتي الفرس والروم .

ولو دققنا النظر جيداً لخارطة بلاد العرب لوجدنا بأنها ارض واسعة تنحدرتضاريسها من الغرب نحو الشرق ، وهي مرتفعة الى الغرب حيث ان جبال السراة الممتدة من سورية وفلسطين الى اليمن توازي ساحل البحر الاحمر ، وتقترب منه في مواضع عدة ، حيث يتراوح ارتفاع هذه الجبال ما بين عشرة الاف وثلاثة الاف ، وكما تبلغ قمتها في الشمال ) في مدين ) وفي الجنوب من ، والموقنة ، واكحالة البلدان، والمباركة، والمحفوفة، والمسلمة ، والمحبة والقديسة والعاصمة ، والمرزوقة ، والشافية ، والخيرة ، والمرحومة ، والمختارة والمحرمة  ويثرب ارض بركانية بين حرتين، وقد اشتهرت بالخصب والنماء وفي شمالها جبل احد ومن أوديتها وادي العقيق الذي تصب فيه مياه عذبة ، كما ان المزارع تحيط بها من جميع الجهات ، ما عدا الجهة الغربية والمسافر فيها يجد حاجته من زاد وا.

 أما بالنسبة الى سكانها من قبائل العرب فمعظمهم من الأوس والخزرج ، ولاسيما الأزد اضافة الى مجموعة من اليهود ، ثم أصبحت دار هجرة الرسول محمد ) وعاصمة الدول العربية الاسلامية في عهد الرسول محمد هو الخلافة الراشدة ) .

– الطائف : –

تقع مدينة الطائف على بعد خمسة وسبعين ميلا الى الجنوب الشرقي من مكة ، في سهل رملي بالقلاع المنخفضة  وسميت ( وج ) نسبة الى الطوف الذي بني حولها ، وقيل من الصدف قدم من حضر موت الى وادي ( و.ج) ، وكان ثرياً فبنى سوراً حول المدينة ، فأخذت منه اسمها فيما بعد ). اما بالنسبة إلى جغرافية مدينة الطائف فتكثر فيها الأودية كوادي ( وج ) كما ذكر اعلاه ن والقرىووادي  ليه0

الطائف قرب يثرب حيث يُعد من الوديان المشهورة بالحيوانات ولا سيما الأسود ، واذا كان يُطلق عليه (( اسدليه (( وقد استوطنه بنو نصر بن هوازن  ) وهي ارض خصبة تنبت الاشجار والفواكه والحبوب حتى الوقت الحاضر ، كما ان جوها لطيف بالنسبة لعلوها ، فاعتدال الجو وخصوبة التربة حببا إلى المسافر ان ينزل فيها والى المستعمر أن ينتجعها ( ” وقد سكن الطائف بعد العماليق بنو عدوان ، ثم تقيف ، وهم قبائل عدنانية والى جانبهم جماعة من قريش وقوم من هوازن وهجر ، ومزين ، وجهينة ، والأوس والخزرج وسائر هذيل.

تهامة  تعني نجد في اللغة العربية هي ما ارتفع من الأرض ، وما خالف الغور ، أي . وهي ايضا في الكتب العربية تعني الأرض العريقة التي أعلاها تهامة واليمن ، واسفلها العراق والشام ، وحدها ( ذات عرق ) في الحجاز وما ارتفع عن بطن الرمة فهو نجد الى اطراف العراق وبادية السماوة ، وعلى أية حال فأن ( نجداً ) بصفة عامة انما هي الهضبة التي تكون قلب شبه الجزيرة العربية ، وهي ليست صحراء قاحلة تماماً ، وإنما توجد فيها بعض الاراضي

الصالحة للزراعة ، وتوجد فيها ثلاث مناطق كمنطقة وادي الرمة ، والمنطقة الوسطى ، ثم المنطقة الجنوبية، في حين نجد علماء العرب قسموا نجد الى عالية وسافلة ، اما نجد العالية مما يلي الحجاز وتهامة ، واما السافلة مما يلي العراق.

ممن سكن اليمامة هم اقوام عديدة مثل قوم طسم ، وكذلك قوم  كما أن الأولى تسكن الخضراء ، في حين الثانية تسكن الخضرمة وفيها اثارهم وحصونهم كما أنت الاساطير دورا واضحا في الاخبار التي وردت عن طسم وجديس ، فقد قيل عن هذه الحصون أن طولها منتا ذراع وقيل : كانت منها ما طوله خمسمائة ذراع ، ومن احداها نظرت زرقاء اليمامة إلى منزل رأس الدار على مسيرة يومين وليلتين ).

العروض :-

تشمل منطقة العروض اليمامة والبحرين وما والاهما ، وسميت عروضاً لأنها تعترض بين اليمن ونجد العراق , كما ان لتسمية اليمامة قصة إذ أنها سميت نسبة الى اميرة من طسم بنت مرة  ويلاحظ ان اغلب الاراضي فيها صحاري وسهول ساحلية ترتفع في الجهات الغربية عن ساحل البحر ، وللعروض اقسام متعددة منها شبه جزيرة ( قطر ) ، والتي تمتد من عمان الى حدود الإحساء ويليها الإحساء ، والقسم الأكبر منها صحاري ، أما المنطقة الساحلية فتكثر فيها الابار ، وأغنى مناطق الاحساء هي منطقة الاحساء والقطيف في الجنوب ، حيث تكثر فيها المياه من ابار وعيون والقسم الشمالي

اليمن :

تمتد أراضي اليمن من نجد الى المحيط الهندي جنوبا والبحر الأحمر غرباً ، ويتصل به من الشرق حضر موت والشحر ، وعمان  وسميت اليمن في الكتابات الرومانية بـ العربية السعيدة )، لأنها أكثر المناطق اخضرارا وخصوبة في اطار جزيرتها ، وكما وصفها الهمداني قائلا : سميت اليمن الخضراء لكثرة اشجارها وثمارها وزرعها والبحر مطيف بها من الشرق الى الجنوب فراجعا إلى المغرب … )

   وتشتهر بلاد اليمن بغنى محاصيلها وتنوعها واعتدال مناخها ، فسميت باليمن الخضراء ، في حين يرى بعض العلماء شيئا من المبالغة فيما نسب إلى اليمن من خصب وثراء ، ويرى البعض ان المنتوجات كانت تجلب الى اليمن من جزائر الهند وسواحل افريقية الشرقية ، في حين أن هناك حقيقة واضحة هي انها كانت بسبب الجبال التي تقع في داخلها عرضه للرياح الموسمية فتسقط الامطار التي تجعل ارض اليمن تجود بالبن وهو أهم محاصيلها ، وبالفاكهة