يعد التعليم ركيزه من ركائز المجتمع بل هو عصب الحياة فيه، وتقاس الأمم والحضارات بمدى جودة التعليم فيها ، ان الأُمم لا تعد حية ومتجددة ومتطورة , الا إذا كانت ممتهنة للعلم شغوفة به ساعية اليه مقدسة له , محبة للعلم والعلماء فالأمة التي لا تحترم علماءها لا تتمكن من الصمود بوجه المتغيرات المستمرة , وهذا ما يميز شعب عن شعب وبلد عن بلد وامة عن سواها .وقد اكد القران الكريم هذه الحقيقة اذ جاء في اغلب آياته اما مربياً او معلماً للامة ودلالة القول ان اول كلمة طرقت سمع الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) هي( اقرأ) اذ قال تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }. العلق1 وقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) اذ قال : (اطلب العلم من المهد الى اللحد) هذا من الناحية العمرية أما من الناحية المكانية فقال (أطلب العلم ولو كان في الصين) بل ذهب الى ابعد من ذلك وجعل طلب العلم فريضة على المسلمين من الرجال والنساء (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)
أولا : مفاهيم ذات علاقة بالتعليم.
التربية .
لفظ التربية في اللغة العربية مأخوذة من ثلاثة أصول هي :ــ
(ربا , يربو ) يعني نما – ينمو , والنمو تغير وله اتجاه تقدمي حتى الوصول الى النضج.
ب – (ربي- يربي ) اي نشأ وترعرع وهنا التربية بالمعنى العام تتمثل في اعداد الجيل .
ت-(رب – يرب) اي أصلح , وساس, ورعا والتربية هنا هي التي تهيئ للفرد البشري الوسائل المختلفة ليحقق نموه الجسمي والنفسي والاجتماعي والمعرفي والمهني والخلقي .
والتربية كل ما يعمد اليه الآباء والمعلمون والمجتمع من أجل تهذيب الافراد وتنشئتهم تنشئة صالحة. وذكر المعجم الفلسفي أن التربية (بلوغ الشيء الى كماله )
وهي قديمة قدم الفكر الانساني , وعملية التربية موجودة مع وجود البشر على الارض ، ويقول كونفوشيوس في هذا الصدد : ( أن الطبيعة هي ما منحتنا اياه الالهة والسير بمقتضى شروط الطبيعة هو السير في الصراط الواجب ).
ويرى افلاطون (أن التربية هي تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها) أما ارسطو فيرى (أن التربية اعداد العقل للتعليم كما تعد الارض للبذار( .
أما الدين الاسلامي فهو أساس التربية والتعليم ,ولو تدبرنا القرآن الكريم لوجدناه في أغلب آياته أما يتحدث عن التربية أو عن التعليم بالتصريح أو التلميح , كون التربية هي الاساس السليم الذي يعتمد عليه الانسان في حياته فالفرد الذي تهيأت له تربية حسنه بلغ الكمال في الجسم والعقل وأصبح نافعاً ايجابياً , خلاف الفرد الذي لا يحصل على التربية السليمة فسيصبح سلبياً بل سيتحول الى خطر على المجتمع فيما بعد . ويقول الغزالي: (أهم أغراض التربية هي الفضيلة ) وهذا ما جعل الدول المتقدمة تتوجه نحو التربية اولاً ومن ثم نحو التعليم .
التعليم .
يعد التعليم الركن الاساس الذي يعتمد عليه في بناء شخصية الفرد من مختلف جوانبها , وهو نظام مقصود ومحدد محكوم بأنظمة وقوانين يراد منه زيادة الخبرة والمعلومات عند المتعلم لإحداث التغيير المستمر في شخصيته من خلال ما يكتسبه المتعلم من المنهج والمعلم والاقران وينبغي ان يكتسب المتعلم كل ما هو ايجابي ونافع وبناء ويحقق له القدرة فيما بعد على التكيف وامكانية التعامل مع الحياة ومواجهة ما يعترض طريقه من مصاعب ومعوقات اذ ان التعليم الناجح هو الذي يحقق الفائدة للمتعلم في المستقبل , ويجدر القول أن عملية التعليم شبيه بعملية البيع والشراء بين المعلم والمتعلم والبضاعة هي كل ما يحصل بينهما من تبادل للأفكار واعطاء المتعلم تنمية مستمرة في الجانب المعرفي والنفسي والوجداني والمهاري , وتدور عملية التعليم في عملية هي الاكبر والاعم وهي التربية اي ان التعليم يدور في فلك التربية بل هو الاداة الفاعلة لها .
التعلم.
ان كل ما يحصل عليه الفرد من خبرات ومعارف ومعلومات ومهارات وقوانين وقيم وتقاليد واعراف يسمى التعلم . ويحدث نتيجة لنشاط يقوم به الفرد من اجل التعلم وبالتالي يحصل على تغيير مستمر في المعارف والمهارات والسلوك .وينقسم التعلم على قسمين الاول التعلم الذاتي ويحصل عليه الفرد نتيجة لجهده ونشاطه الخاص وهو كل ما يعمد اليه الفرد كما في المطالعة والبحث وتصفح الكتب والأنترنيت وحضور الندوات والمؤتمرات واكتساب المهارات. والقسم الثاني هو التعلم الموجه الذي يشرف عليه شخص آخر له الخبرة ويمتلك الكفاية كما في التعلم داخل المؤسسات التربوية او التعلم عن بعد بوسائل مختلفة كما في المراسلة أو التعلم المفتوح وغيرها , ولابد من الاشارة الى أن التعليم الجيد ينتج تعلم جيد والعكس صحيح .
4-العلاقة بين التربية والتعليم .
لا يمكن الفصل بين التربية والتعليم لان التعليم جزء من التربية واذا اريد للتعليم أن ينجح ,لا بد من التربية السليمة التي يمكن لها أن تؤسس الى التعليم الناجح من خلال الاعداد الجيد لمختلف جوانب شخصية المتعلم والتي تبدأ بالجانب النفسي أولا ومن ثم العقلي والوجداني والاجتماعي والمهاري وهذا يعني أن التعليم الناجح هو نتاج جيد لتربية صحيحة مما يدلل على الترابط بينهما والتكامل في العمل بين التربية والتعليم كما ان التعليم يعد اداة التربية الفاعلة في تحقيق اهدافها .
ثانياً : لمحة تاريخية عن تطور التعليم الثانوي في العراق.
أن ارض العراق هي أول مهد للحضارة البشرية , اذ شهدت بلاد وادي الرافدين أول محاولات الإنسان من اجل تشكيل اطر المعرفة المؤسسة في حقول علمية . وانشأ العراقيون القدامى أول حضارة متطورة في وادي الرافدين فكانوا أول من عرف الكتابة التي اكتشفها السومريون جنوب العراق , ولو تأخر العراقيون في اكتشاف الكتابة لتأخرت الحضارة البشرية , وكانوا اول من سن القوانين كما في المسلة المعروفة بمسلة حمورابي الشهيرة التي تضمنت عدداً كبيراً من القوانين التي تنظم حياة الناس ويقول المرحوم الدكتور طه باقر “ان قوانين مملكة اشنونا سبقت قوانين حمورابي”
وقد شهد العراق القديم اول نظام للتعليم في العالم منذ ان شيدت على أرضه أول مدرسة منظمة ذات مناهج وبرامج تعليمية واضحة وتضم كوادر تعليمية متخصصة وذلك في عهد الملك حمورابي (1750-1792 ق.م ) في مدينة المحمودية الحالية الواقعة في شمال مدينة بابل. وكان العراقيون أول من عرف المكتبات .
أما جذور التعليم الحديث في العراق فأنها تعود الى اوائل القرن العشرين عندما كان العراق جزءاً من الامبراطورية العثمانية التي سيطرت على العراق منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي (1553م) حتى نهاية الحرب العالمية الاولى عام(1918) ,اذ استخدمت الدولة العثمانية اللغةالتركية في التعليم بدلاً من اللغة العربية , وهو ما يعرف بسياسة التتريك , وخلال تلك المدة التي سيطر فيها العثمانيون على البلاد وضع الحجر الاساس لبناء اول نظام تعليمي في العراق والذي تمثل بتأسيس مجموعة من المدارس العلمية الدينية التي كانت تهتم باللغة والدين والفقه والمنطق وكان يدرس فيها التلاميذ ممن أنهوا دراستهم في (الكتاتيب) التي كانت تتولى مهمة تعليم الصبيان في سن الثالثة أو الرابعة من العمر حفظ القرآن الكريم وتفسير آياته اضافة الى بعض الامور الدينية , وتعد الكتاتيب النواة الاولى لتأسيس نظام التعليم الابتدائي في العراق وذلك في عام (1889 ) والذي لم يتضح شكله أو اتجاهه في تلك الحقبة بل ظل تعليماً عفوياً غير ممنهج ويفتقد الى تحديد الهدف والاتجاه .
أما التعليم الثانوي فيعود نشؤه الى عام (1919) حينما افتتح اول صف ثانوي في تاريخ العراق في احدى المدارس الابتدائية في بغداد اواخر عام (1919) وكان الصف يضم سبعة طلاب , وبعد ان اصبحت وزارة المعارف وزارة مستقلة في 10/ايلول /1921 ,أفتحت أول مدرسة ثانوية مستقلة في بغداد وبلغ عدد طلابها (50) طالباً.
ومن أجل معالجة عدم توفر العدد الكافي من المدرسين لتدريس الاختصاصات اللازمة للتعليم الثانوي، رأى الميجر (بومان) ناظر المعارف العمومية ضرورة الاتصال بالجامعة الامريكية في بيروت لمساعدته في اعارة خدمات بعض الاساتذة للعمل في العراق، وفعلاً استقدم عددا من المدرسين المصريين والسوريين والبريطانيين، من خريجي الجامعة الامريكية في بيروت .
وتعد سنة (1925) نقطة تحول في تاريخ التعليم الثانوي في العراق اذ بدأت في هذه السنة حركة لتوسيع التعليم الثانوي من خلال استعانة وزارة المعارف العراقية بالأهالي لمساعدتها مالياً لفتح مدارس متوسطة وثانوية في كل من العمارة والناصرية والحلة , وفي نفس العام الدراسي (1925-1926 ) حصل تطور جديد , اذ بدأ في هذا العام تطبيق نظام الامتحانات الوزارية (البكلوريا ) للدراسة الثانوية لأول مرة في العراق .
ونشر اول منهج للدراسة الثانوية في العراق عام (1926) وقد نص على جعل الدراسة في المرحلة الثانوية (4) سنوات بعد ان كانت (3) سنوات , وتنقسم الى قسمين هما :-
الدراسة المتوسطة وأمدها سنتان .
الدراسة الثانوية وأمدها سنتان ايضاً تقسم كل سنة منها على فرعين الاول علمي والثاني أدبي .
وخلال تلك المدة التي تأسس فيها التعليم الثانوي نشأت عند العراقيين فكرة التعليم المؤدي الى الوظائف , وترجع هذه الفكرة الى اعتقادهم بأن الوظائف الحكومية يجب ان تكون هي المكافأة التي يجب ان يحصلوا عليها بعد حصولهم على شهادتهم الدراسية سواء كانت من المدارس الثانوية العامة او من المدراس الثانوية المهنية , وساعد في بلورة الفكرة هذه حاجة الدولة العراقية الحديثة الى الموظفين, مما جعلها تنظر الى التعليم الثانوي على انه يهدف في الدرجة الاولى الى تخريج طبقة من الموظفين تقوم بتحمل اعباء الدولة وهي في بداية تكوينها , وبذلك صار الكثير من العراقيين يكتفون من التعليم بما يهيئ للوظيفة الحكومية وكان ذلك سبباً في تخلف التعليم المهني الذي لا يستطيع ان يهيئ كالتعليم الثانوي العام للوظيفة الحكومية , وقد كان العراق ولايزال هو في اشد الحاجة الى التعليم المهني كونه دعامة اساسية في بناء الاقتصاد الوطني.
ومما لاشك فيه ان المؤسسات الحكومية لها طاقتها وامكاناتها المحدودة في استيعاب اعداد الخريجين فمن المتوقع ان لا يتكافا عدد الخريجين مع الطلب على الوظائف, وان يؤدي ذلك الى عدم التوازن بين العرض والطلب على الوظائف وهو ما حدث بالفعل غير ان الحكومة العراقية واجهت الامر بعد مدة قصيرة من تأسيس التعليم الثانوي باتخاذها مجموعة من الاجراءات وكالاتي :
1- اعادة النظر في مدة التعليم الثانوي وذلك في عام (1929) حينما صدر منهج جديد زيدت بموجبه مدة الدراسة الثانوية سنة اخرى فأصبحت مدته خمس سنوات بدلاً من اربع سنوات وقسم الى مرحلتين الاولى متوسطة وخصصت لها السنوات الثلاثة الاولى , والثانية المرحلة الاعدادية وخصصت لها السنتان الرابعة والخامسة بفرعيها العلمي والادبي , وكان الهدف من اطالة مدة الدراسة لعلاج مشكلة تزايد الطلب من الخريجين على الوظائف الحكومية. واستمر هذا المنهج حتى عام (1967) وبعدها اصبحت مدة التعليم الثانوي في العراق (ست) سنوات خصصت السنوات الثلاثة الاولى منها للمرحلة المتوسطة والسنوات الثلاثة الاخرى للمرحلة الاعدادية .
2- الشروع في تأسيس مدارس التعليم المهني ليكون تعليماً مسانداً للتعليم الثانوي العام , اذ تشير المصادر الى ان تاريخ نشوء التعليم المهني في العراق يعود الى عام (1926) عندما تأسست اول مدرسة زراعية في تاريخ العراق في منطقة (الرستمية) فيما يعود تاريخ نشوء التعليم التجاري في العراق الى عام (1930) وذلك بافتتاح أول شعبة له في الثانوية المركزية للبنين في بغداد وكان يقبل فيها خريجي الدراسة الابتدائية .
3- رفع نسبة القبول في التعليم الثانوي من خريجي التعليم الابتدائي .
4- تشكيل لجنة لدراسة واقع التعليم في العراق عام 1932 , والتي عرفت باسم لجنة (مونرو)* أو لجنة الكشف التهذيبي التي عدت بداية تأسيس المدرسة الثانوية (التي ذكرت انفاً في أعلاه) هو البداية الحقيقية للتعليم الثانوي وكذلك أكدت عبر تقريرها الذي قدمته حين تولت دراسة واقع التعليم في العراق للمدة بين عامي 1919-1932 انها وجدت أَن عام (1919) يمكن أَنَّ يكون بداية منطقية ومقبولة لمولد التعليم الثانوي العام في العراق، لان تلك السنة شهدت افتتاح صفوف ثانوية في كل من بغداد والموصل، مدة الدراسة فيها اربع سنوات، تدرس فيها مختلف المواضيع العلمية, أما نشوء التعليم العالي في العراق فيرجع تاريخه الى عام (1908) عندما تأسست مدرسة الحقوق في بغداد وذلك لسد حاجة الدولة من الحقوقيين ورجال القانون , وكان يقبل فيها خريجي المدرسة الرشدية , وبعد تأسيس مدرسة الحقوق في بغداد تم تأسيس العديد من المعاهد والكليات حتى جاء عام (1956) وتأسست جامعة بغداد كأول جامعة في العراق . مما سبق يتبين لنا ان التعليم الثانوي قد استمر في النمو وخاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي تميزت بانتشار المبادئ الديمقراطية التي وفرت فرص التعليم لجميع افراد الشعب وقد انعكس ذلك على التعليم الثانوي الذي يهيئ للوظيفة أو لاستكمال الدراسة العليا .
ثالثاً : مفهوم التعليم الثانوي وأهميته.
يطلق اصطلاح الدراسة الثانوية ( التعليم الثانوي) على المرحلة التي تلي المرحلة الابتدائية وتسبق المرحلة الجامعية , وتكون مدة الدراسة فيها (6) سنوات وتغطي سنوات العمر من (12-17) سنة وتنُظم وفق مستويين الاول المرحلة المتوسطة وامد الدراسة فيها (3) سنوات وتغطي الفئة العمرية (12-14) سنة وهذه المرحلة تكون مكملة لما درسه الطالب في المرحلة الابتدائية وتزويده بمعلومات اوسع في اللغة والثقافة العامة , اما المستوى الثاني في الدراسة الثانوية فهي المرحلة الاعدادية وتغطي السنوات العمرية (15-17) سنة ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ايضاً وتكون وظيفتها الاعداد للحياة العلمية والدراسة الجامعية , وتتفرع الدراسة في المرحلة الاعدادية ابتداءً من السنة الاولى الى فرعين هما ( العلمي – الادبي ) تقدم فيها دراسات اكاديمية في العلوم واللغة والادب .
وفي ضوء ذلك يمكن ان تتبين اهمية التعليم الثانوي من خلال الدور الذي تقوم به المدرسة الثانوية بوصفها مؤسسة اجتماعية اساسها المجتمع وتسعى الى تحقيق اهداف اساسية هي :-
1- نقل التراث الثقافي من جيل الى اخر ومن ثم تهذيبه والزيادة فيه .
2- العناية بالقابليات المختلفة عند الطلبة , واعدادهم ثقافياً ومهنياً في الشكل الذي يساعدهم على اختيار المهنة التي تتناسب مع قدراتهم العقلية والمعرفية التي تسد حاجاتهم الاساسية .
3- تحقيق اهداف المجتمع فهي مؤسسة تربوية تسعى الى تربية ابناء المجتمع تربية صالحة .
4- بناء شخصية المتعلم من مختلف الجوانب المعرفية والنفسية والاجتماعية والثقافية والوجدانية والمهارية .
5- اعداد المتعلم لمرحلة الدراسة الجامعية .
ولا يخفى على أحد ما الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى التعليم في العراق على وجه العموم ومحافظة كربلاء بصورة خاصة، بالرغم من حصول المحافظة على المرتبة الأولى في نتائج الامتحانات الوزارية ولكنها الأولى على الراسبين (2019) ، ولقد أشارت العديد من الأدبيات والدراسات السابقة إلى هذه المشكلة قبل مدة ليست بالقصيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر دراسة (الفتلاوي، 2010) ودراسة (الجراح، 2013) وقد أرجعت هذه الدراسات أسباب التدني والضعف في المستوى الدراسي إلى أسباب عدة منها ما يتعلق بالمعلم نفسه ومنها ما يعود للطالب والاسرة والمناهج الدراسية والإدارة المدرسية والاشراف التربوي ومنها ما يخص الأبنية المدرسية والدوام الثنائي او الثلاثي وأعداد الطلبة في الصف الدراسي الواحد….. إلى غير ذلك من الأسباب التي لا تعد ولا تحصى ، هذا وقد شخصت المرجعية الرشيدة هذا الضعف ليس الان بل قبل مدة ليست بالوجيزة ففي أحدى خطب الجمعة في نهاية العام الدراسي 2015-2016 شخصت على لسان المتولي الشرعي لها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي هذا الضعف المستشري في المدارس التابعة لوزارة التربية بمختلف صنوفها وسعت جاهدة إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذا الضعف عبر العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل….الخ ، وعند الحديث عن هذا الموضوع يظهر لنا موضوع الطلبة وهو موضوع هام جدا إذ ان الطالب هو محور العملية التعليمية والتعلمية وهو المستهدف منها، وقد شخصنا العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الطلبة وتدني مستوياتهم وحاولنا إن نجد الحلول الناجعة لها، وعلى النحو الاتي:
1- الصعوبة في إكتساب مهارات الاستماع.
تعد مهارة الاستماع من أهم المهارات عند الطالب والأستاذ على حد سواء، فاذا كان الطالب يتمتع بسمع جيد يستطيع من فهم المادة واستيعابها وبالتالي الاشتراك بالدرس، أما في حالة وجود سوء بالسمع او مشاكل فيه كان تكون تشريحية فسيولوجية وراثية او مرضية تحتاج إلى تداخل جراحي، او قد يكون سبب ذلك الضوضاء في القاعة الدراسية او إن موقع القاعة والمدرسة داخل المدينة وقريب من المعامل والمصانع والمولدات والسيارات مما يسبب الضوضاء وسوء السمع، وهنا نقترح بعض المعالجات لهذه السمع:
أ- إن لا يكون صوت المعلم على وتيرة واحدة فعليه التنويع وتغيير نبرة الصوت بحسب المقام والمقال.
ب- التنويع في الفعاليات التعليمية الصفية كالمحاورات والمسرحيات والتمثيليات….الخ.
ت- اعتماد الوسيلة التعليمية المناسبة للدرس كالخرائط والشفافيات والأشرطة وأجهزة العرض التعليمي… والتي تعوض صوت المعلم في كثير من الأحيان.
2- ضعف العلاقات بين الطلبة داخل الصف الدراسي.
العلاقة بين الطلبة داخل الصف الدراسي الواحد يجب إن تكون مبنية على الود والاحترام المتبادل بين طلبة الصف الدراسي الواحد ولا يتأتى ذلك الا من طريق:
أ- يشجع المعلم طلبته على التعاون فيما بينهم.
ب- يستعمل بعض الأساليب التي من شأنها إن تزرع روح المحبة والتعاون والألفة بين الطلبة مثل أساليب التعلم التعاوني والتعلم النشط….الخ.
ت- إن يزور الطلبة في بيوتهم في المناسبات الحزينة والسعيدة او يتصل بأولياء أمورهم.
ث- يشجع الطلبة على التزاور فيما بينهم في الأفراح والأتراح.
ج- السعي إلى حل المشاكل التي قد تحدث بين الطلبة داخل الصف او خارجه او حتى خارج المدرسة.
ح- عدم تلفظ المعلم بعض الألفاظ المقصودة او غير المقصودة والتي من شأنها إن تزرع الحقد بين الطلبة (المديح الزائد او السرية الزائدة ….الخ).
خ- إعتماد أساليب التعلم التعاوني أكثر من التنافسي.
3- ضعف المهارات القرائية.
تعد القراءة المناسبة والمعبرة الخالية من الأخطاء اللفظية او النحوية من ركائز التعليم الصحيح، وقد يكون سبب ضعف القراءة عند الطلبة هو تشريحي فسيولوجي أي خلل مرضي في جهاز النطق او السمع، او أسباب آخر تم تشخيصها في الفقرة الأولى ويستطيع المعلم تلافي هذا الضعف عبر الاتي:
أ- يستطيع المعلم استعمال أشرطة صوتية متعددة القراءات.
ب- إعتماد المعلم على سرعة صوت مناسبة يسمعها جميع الطلبة وليس من الضروري الوقوف أمام الطلبة للقراءة، خاصة إذا كان أعداد الطلبة كثيرة في الصف الدراسي الواحد.
ت- تصحيح المعلم الدائم لطلبته في أثناء قراءتهم.
ث- تصحيح الطلبة لبعضهم البعض في أثناء القراءة وإثابتهم على ذلك.
ج- عدم إعتماد المعلم على الطلبة المتفوقين فقط، والتنويع في اختيار الطلبة مما يؤدي إلى تشجيع الاخرين على المشاركة وقراءة الدرس وعدم شعورهم بالاهمال.
ح- يوفر المعلم تدريب على القراءة خارج أوقات الدرس.
4- الضعف في إمتلاك المهارات الكتابية.
الخط السليم يزيد الحق وضوحاً، حكمة تعلمناها منذ إن كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية، فكلما كان رسم الحرف تصبح الكلمة صحيحة وبالتالي العبارة ايضاً خالية من الأغلاط الإملائية او النحوية، كلما كانت كتابة الطلبة واضحة يستطيع المعلم قراءتها والحكم على مدى صحتها من عدمها، ولتلافي هذا الضعف نقترح الآتي:
أ- يوضح المعلم التشابه في كتابة بعض الحروف العربية مثل الطاء والظاء، والصاد والضاد…الخ.
ب- يركز المعلم عند الكتابة على الزيادة والحذف في بعض الحروف.
ت- يعقد المعلم مقارنة بين الحروف المتشابه كتابياً وقد ذكرنا البعض منها في النقطة الأولى.
ث- التركيز على كتابة الهمزة بمختلف أنواعها والتي لطالما يخطأ فيها الطلبة ويبقى الخطأ معهم حتى في الجامعة.
ج- يدرب المعلم طلبته على الكتابة بنشاطات صفية ولا صفية.
5- الضعف في إكتساب المفاهيم العلمية المطلوبة.
المفاهيم العلمية، هي بعض المصطلحات والمعارف….الخ التي يحصل عليها الطالب عبر الدروس المختلفة والتخصصات المختلفة كالعربية والجغرافية والكيميائية والرياضية…. الخ، ويجب على المعلم الاهتمام بها ويتأتى ذلك عبر:
أ- يُحسن المعلم من إيصال المفاهيم العلمية الجديدة والغريبة لطلبته.
ب- يستعين المعلم بالوسائل التعليمية المناسبة والتكنولوجيا الحديثة.
ت- الاستعانة بمختبر المدرسة وفي حين عدم توفره يحاول مع طلبته جلب بعض الأشياء التي تقرب الفكرة للطالب.
ث- يركز على إتقان الطلبة للمفاهيم العلمية المختلفة وبالتالي فهو يسعى لتكوين مشروع طالب متقن فاهم مبدع وليس طالب ناجح فقط.
6- عمر الطالب الزمني أكبر من العقلي.
في البدء يجب علينا التفريق بين العمر الزمني والعقلي عند الطلبة، فالعمر الزمني هو وصول الطالب إلى عمر متفق عليه رسمياً لدخول المرحلة الابتدائية مثلاً كأن يكون الست سنوات، أما العمر العقلي او الذهني او المعرفي، هو مدى إمتلاك الطالب وإدراكه لبعض المعارف والمعلومات فربما نجد طالب بعمر الخمس سنوات او الأربع وهو مدرك لبعض المفاهيم الأساسية للتعليم أكثر من صاحب العمر الرسمي، وعلى المعلم إتباع الاتي:
أ- يجب أن تتوفر عند المعلم فكرة عن مهارات التفكير وسبل تطويرها عند الطلبة.
ب- يعطي المعلم حيزاً كافياً من وقته للاهتمام بالتفكير أكثر من الذكاء.
ت- يفرق بين التفكير والذكاء، إن مهارات التفكير تقرب العمر العقلي من الزمني ولكن إهتمام معلمينا بها يكاد يكون معدوم.
7- المعاناة من النسيان بسبب ضعف عادات الاستذكار
الاستذكار هو قدرة الفرد المتعلم على استرجاع المعلومة التي حصل عليها من لدن المعلم او قرأها في كتاب او تصفحها في مجلة…..الخ من العقل الباطن او الذاكرة طويلة المدى إلى الذاكرة القصيرة او العاملة، ولا يتم ذلك الا باتباع بعض الارشادات الاتية:
أ- يوفر المعلم فرصاً متعددة للطلبة للاستذكار داخل الصف الدراسي.
ب- يدرب المعلم طلبته على عادات الاستذكار المختلفة مثل ترميز المعارف او الحقائق، او تلخيص الموضوع كتابةً، او تسميع الموضوع للطلبة بعضهم مع البعض الاخر، او داخل البيت، اعتماد مفاتيح للتعلم، كان تكون كلمة مميزة في النقطة او عبارة….الخ، إعتماد بعض المرادفات للكلمات الاصلية الموجودة في النص او النقطة لسهولة فهما عند الطلبة على إن لا تتعارض مع الفكرة او العبارة او الكلمة الاصلية في الكتاب.
ت- يأخذ مستوى الاستذكار حيزاً مهماً من أسئلة المعلم، فضلاً عن الأسئلة ذات المستويات الأخرى مثل الفهم والتطبيق والتحليل…الخ.
8- يدخل الطالب للامتحان بهدف تجريب الحظ لا للنجاح.
الكثير من الطلبة يحاول إن يجرب حظه في الإجابة عن الأسئلة ولا يأتي اليها راغباً في حلها، بسبب عدم فهمه لها او عدم قراءة المادة، ويمكن لنا اقتراح الحلول الاتية:
أ- يجب إن تكون الأسئلة متنوعة وشاملة لجميع مفردات المادة الداخلة في الامتحان.
ب- الموازنة في الأسئلة من حيث الصعوبة والسهولة لتقيس جميع مستويات الطلبة العقلية.
ت- إن تكون عند المعلم فكرة كاملة عن مستويات بلوم المعرفية لتنويع الأسئلة.
ث- تأسيساً للنقطة السابقة يجب إن يميز الطالب بين أسئلة الحفظ او الاستذكار واسئلة الفهم او ذات الفكرة الجديدة، ويميزها عن الأسئلة الخارجية.
9- ضعف الدافعية للتعلم الحقيقي.
الدافعية هي المحرك الاساس وراء اوجه النشاط المختلفة التي يكتسب الفرد المتعلم من طريقها اشياء جديدة او يعدل من سلوكه او بمعنى اخر هي المحرك الرئيس وراء عملية التعلم، وان عدم وجودها او قلتها لا يؤدي الى التعلم الحقيقي، وهذا يحتاج الى:
أ- تخطيط ستراتيجي سليم من لدن الدولة وعلى المديين القريب والبعيد لاستيعاب الاعداد الهائلة من الخريجين.
ب- عدم التركيز على بعض التخصصات مما أدى إلى وجود فائض خطير فيها مثل تخصصات اللغة الانكليزية والعربية….الخ فهناك العديد من الكليات الحكومية والأهلية تخرج نفس التخصص وعلى سبيل المثال لا الحصر قسم اللغة العربية موجود في كلتي التربية والعلوم الإسلامية فضلا عن وجوده في جامعة أهل البيت وجامعة الزهراء.
ت- وتاكيداً للنقطة السابقة يجب أن يكون الاهتمام منصباً على التخصصات النادرة والتي يكون فيها نقص في الكوادر التدريسية او المهنية الأخرى في العديد من الدوائر الحكومية او التابعة للقطاع الخاص.
ث- إعطاء أهمية بالغة لمراكز البحوث وتشجيع الإبداع عند الطلبة وإعطاء الحوافز المادية والمعنوية لهم.
10- إنتشار الهاتف المحمول ووسائل الاتصال الاجتماعي.
تعد التكلنلوجيا من وسائل تطور المجتمع ورقية، وأصبحت المجتمعات تقاس حضارتها بمدى استعمالها لوسائل التطور الحديثة، لكن يجب علينا حسن استعمالها وتوجيهها الوجهة الصحيحة، ولكن هذا الأمر لا يتم إلا بإتباع بعض النقاط منها:
أ- يجب على الطلبة معرفة أساليب الأمن الالكتروني لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ونقصد هنا بالأمن الاكتروني، أخذ الحيطة والحذر وحماية الهاتف المحمول او الحاسبة وحفظها بشتى أنواع الحماية والحفظ.
ب- يجب أن تأخذ الحكومة وظيفتها الفاعلة في السيطرة على وسائل الاتصال الاجتماعي ومعاقبة من يستغلون الشباب بصفة الابتزاز الالكتروني، وحجب المواقع الالكتروني الكثيرة التي تبث الفكر السيئ وخاصة المواقع الإباحية.
ت- على أولياء الأمور أخذ وظيفتهم الاجتماعية والدينية والأخلاقية ومعرفة واجباتهم في ضرورة توجيه ابناهم وتعريفهم بمضار سوء استعمال الهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ث- الإكثار من الندوات التثقيفية التي تبين فوائد ومضار الهاتف النقال ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
11- كثرة مشتتات الانتباه.
هناك الكثير من مغريات الحياة وملذاتها وخصوصاً في مرحلة المراهقة التي تأخذ نصف حياة الطالب التعليمية وربما تزيد، ولا تشمل هذه المشتتات خارج الصف الدراسي او خارج المدرسة فحسب بل يشمل ذلك وجود الطالب في الصف والمدرسة فانه كثيراً ما ينشغل عن الانتباه إلى الدرس وشرح المعلم ولمعالجة هذا الأمر نراعي الآتي:
أ- يجب توعيه الطلبة وتحديد الأهداف بصورة واضحة لديهم من قبل المعلم وتغليب الجانب الروحي على الجانب المادي.
ب- إتباع المدرس لأساليب تربوية تعليمية حديثة تساعد على جذب انتباه الطلبة.
ت- يجب أنْ يأخذ رجال الدين وظيفتهم الفاعلة في توجيه الطلبة ولا يقتصر ذلك على الوعظ والترهيب بل عليهم تقديم البدائل مما يساعد المعلم والطالب على حد سواء في تقليل مشتتات الانتباه.
ث- أنْ يأخذ أولياء أمور الطلبة على عاتقهم توجيهه أبنائهم وتصحيح مسارات الحياة أمامهم، وعدم تشجيعهم على التمرد بحجة مواكبة العصر والحداثة والتطور.
12- عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم.
يتحمل الآباء او الأمهات او كلاهما الكثير من أعباء الحياة، في توفير لقمة العيش لأبنائهم، ولكي يتمتعوا بعيشه هانئة بعيده عن المشاكل والمنغصات، ونتيجة لكثرة انشغالهم فهم ينسون او يتناسون الكثير من واجباتهم تجاه أبنائهم، إلا إننا هنا نذكرهم بالاتي:
أ- توفير جزء ولو قليل جداً من وقتهم للحديث مع أبنائهم ومتابعتهم.
ب- عدم زج الأبناء بصورة مبكرة في العمل إلا عند الضرورة القصوى.
ت- الأبناء هم أمانة في أعناق أبائهم وأمهاتهم فعليهم حفظها وتأديتها بالشكل الصحيح.
13- عدم وجود محفزات لإثارة ذكاء الطلبة.
لا يخفى على أحد منا ما الدور الذي يؤديه الحافز في تنشيط ذكاء الطلبة وجعلهم يبدعون في شتى مجالات حياتهم العلمية والاجتماعية، والحوافز شتى منها ما يكون لفظي وغير اللفظي….الخ، لذلك يجب على الجهات ذوات العلاقة أنْ تأخذ دورها في:
أ- إعتماد المدرس على التعزيز اللفظي وغير اللفظي إلى غير ذلك من أساليب تنويع المثيرات.
ب- دعم إدارات المدارس ومديريات التربية لأنواع الأنشطة المختلفة التي تحفز الطلبة وتخلق عندهم الإبداع والثقة بالنفس والتعاون.
ت- إشراك الطلبة في العديد من الأنشطة الرياضية والفنية والأدبية والتطوعية المدعومة مادياً ومعنوياً من قبل الدولة والمؤسسات الأخرى.
ث- مد جسور التعاون والتفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني الراعية للإبداع والبعيدة عن التسييس او التحزبية ومنها على سبيل المثال العتبات المقدسة والتي طالما ما كانت راعية للعديد من هذه النشاطات.
14- عدم وجود أهداف محددة عند الطالب يسعى إلى تحقيقها.
لا يمكن لأي فرد أن يعمل ما لم يضع نصب عينيه هدف او مجموعة أهداف يروم الوصول إليها، وقد تتعدد الوسائل والغيات للوصول إلى تحقيق تلك الأهداف، إلا أن أفضلها بالطبع هي الوسائل المشروعة، و يتأتى ذلك إلا إذا راعينا الآتي:
أ- يجب على الدولة التخطيط السليم في وضع المناهج ورسم الأهداف.
ب- تشجيع الطلبة على دراسة التخصصات النادرة، واهتمام الدولة بهذه التخصصات.
ت- يجب أن تكون هناك نسبة وتناسب بين عدد المتقدمين لتخصص ما والاحتياج لهذا التخصص مستقبلاً.
ث- يجب على المتخصصين بالعلوم المختلفة التعريف بتخصصاتهم ومزايا هذا التخصص عن غيره وعلاقته تخصصهم بالتخصصات الأخرى.
15- التأثير السلبي لجماعة الأقران.
التعريف المبسط للأقران هم الأصدقاء او الزملاء الذين يتقاربون في الأعمار والتوجهات ولديهم أهداف مشتركة ويشاركون مع بعضهم في كل شي في السراء والضراء يقرؤون سوية ويمارسون ألعابهم وهواياتهم كذلك….
أ- يجب على أولياء الأمور آخذ دورهم في توجيه أبنائهم ألوجهه الصحيحة وإرشادهم في اختيار القرين المناسب ( الصديق الملائم ) والذي يتميز بمواصفات الصديق من الخلق والأخلاق والتعامل…..الخ.
ب- تفعيل دور المرشد التربوي وعدم اقتصار عمله على أشياء هي خارج اختصاصه كأن يعمل كاتب مثلاً او مدون للدرجات…
ت- زيادة عدد المرشدين التربويين لان ما موجود الآن مرشد واحد في مدرسة يصل تعدادها إلى 500 طالب او طالبة فأكثر لا يكفي مطلقاً مع وجود مشاكل جمة في مجتمعنا.
ث- أن لا يقتصر دور البطاقة المدرسية على المعلومات المعرفية فقط من درجات ومعلومات صحية أغلبها غير صحيحة، بل يجب أن تفعل ويضاف لها معلومات عن أصدقاء الطالب المقربين وبعض المعلومات الخاصة بشخصيته، ويجب أن تكون حقيقية ودقيقة لا شكلية ومكررة في أغلب البطاقات المدرسية.
16- انشغال الطالب/ة بالمشاكل العاطفية.
يعيش الطالب او الطالبة في مرحلة الانتقال من الابتدائية إلى المتوسطة في صراع بين من ينظر إليه على انه ما زال طفلاً وخصوصاً من أولياء الأمور وبالأخص إلام وهو ينظر إلى نفسه بأنه انتقل إلى مرحلة المراهقة، فهو يبقى بين المطرقة والسندان كما يقال بين هذين الأمرين، وهو في هذا العمر تطرأ عليه الكثير من التغييرات الفسيولوجية الجسمية والروحية العاطفية والميل إلى الجنس الآخر، وعليه يجب مراعاة الآتي:
أ- يجب على أولياء الامور وخصوصاً الام أن تعي بان ابنها او بنتها قد نضجت ولم تعد طفلة فعليها أن تعاملها معاملة تتناسب مع العمر والمدة الزمنية التي تمر بها.
ب- على المعلمين الاطلاع والتعرف على المراحل العمرية التي يمر بها الطالب ومظاهرها وهنا يجب أن نفرق بين العمر والمظهر فالعمر هو المدة الزمنية التي وصل اليها الإنسان منذ أن ولد، كان يكون الخمس سنوات او الست….الخ، أما المظهر فهو الصفة التي يتمتع بها الفرد كان يكون المظهر الجسمي كالطول والحجم والوزن…الخ او العقلي والذي يشمل الجوانب المعرفية والقدرات…الخ وهكذا، وبالتالي يستطيعوا التعامل مع هذه المرحل والأعمار بحسب الحاجة.
ت- عقد الندوات التثقيفية وورش العمل والمؤتمرات والإكثار منها واستضافة المتخصصين في هذا المجال لشرح خطورة هذه المرحلة وأهميتها لأولياء الأمور والمعلمين…الخ.
ث- إدخال الشباب بالدورات الصيفية والمخيمات الكشفية الفنية والرياضية والأدبية لا سيما ما تقوم به العتبات المقدسة من هذه النشاطات الفنية وما تحمله من توعية وتوجيه وإرشاد….على أن لا تكون مدعمة من قبل الأحزاب او أي جهة مشبوهة.
ج- دعم المنتديات الشبابية والفرق الرياضية والنوادي الأدبية التي تستقطب الشباب وتشغلهم عن المشاكل والأمور العاطفية الغير شرعية وتبعدهم عنها وتمتص الطاقات التي يحملونها سواء أكانت طاقات بدنية او فكرية وتنميها وتصقلها وتوجهها ألوجهه الصحيحة.
17- تأثير الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يمر بها البلد على نفسية الطالب/ة.
أن ما يمر به أي بلد من البلدان بأوضاع اقتصادية وسياسية غير طبيعية فان ذلك يؤثر وبشكل مباشر على الطالب وعلى وضعه الصحي النفسي والجسدي، وإذا علمنا أن بلد مثل العراق وما مر به من ظروف غير طبيعية منذ قرون ولا زال، فان ذلك بالطبع يؤثر وقد أثر كثيراً على أبنائه ولكن لو راعينا ما يلي علنا نستطيع التخفيف من المشكلة وليس حلها:
أ- تخصيص ميزانية لدعم الفقراء والمعوزين من الطلبة وتوزع على المدارس بمراقبة الإشراف التربوي.
ب- إحياء التكافل الاجتماعي داخل المدارس استعمال صناديقه دعماً للحالات الإنسانية.
ت- أن يكون للباحث الاجتماعي او النفسي دوره في أخراج الطلبة من الأوضاع النفسية التي يمرون بها جراء الحروب او الأوضاع الغير طبيعية التي يمر بها البلد.
ث- لوسائل الإعلام المستقلة والمهنية الدور البارز في أخراج البلد مما هو فيه من مشاكل إلى بر الأمان
ج- لا نغفل دور رجال الدين وأصحاب المنابر الحسينية في اغتنام الفرصة بين الحين والآخر لتوجيه الشباب وإرشادهم نحو الخلاص من أثار الحروب والدمار والأوضاع اللاطبيعية التي تمر بها البلدان.
18- عدم توفير الجو المناسب للدراسة في البيت.
الدراسة والاستذكار تحتاج إلى جو هادئ مناسب بعيد عن الضوضاء والمشاكل…. كي يتم إستيعاب المادة وفهمها ولا يتم ذلك إلا إذا:
أ- توفير أماكن بديلة للدراسة ، مدن الزائرين التابعة للأمانتين الحسينية والعباسية المقدستين أنموذجاً.
ب- الاستفادة من المتنزهات والحدائق العامة للمذاكرة والقراءة لما تحمله من أجواء طبيعية خلابة وهواء طلق نظيف.
ت- أنْ يأخذ أولياء الأمور على عاتقهم إيجاد الأجواء المناسبة وبالقدر الممكن لمساعدة أبنائهم على القراءة وبأجواء مريحة وسليمة، وتحييد المشاكل الأسرية جانباً إكراماً لأبناهم.
ث- توعية أولياء الأمور عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات التثقيفية التي تستضيف ذوي الاختصاص لتعريف أولياء الأمور بان لهم الدور الأهم والأساس في خلق هذه الأجواء.
ج- الذهاب إلى المكتبات العامة لأنها توفر الأجواء المناسبة والمريحة والهادئة للمذاكرة والاستذكار.
19- ضعف المستوى الاقتصادي للطالب والأسرة.
للمستوى الاقتصادي أثر بالغ الأهمية في تحصيل الطالب العلمي وذلك لان المستوى الاقتصادي الجيد يوفر للطالب ما يحتاجه من مستلزمات الدراسة على الطالب مراعاة الآتي:
أ- ابتعد عن من هم أكثر منك مصروف إذا كنت من النوع الذي يغير أصدقائه.
ب- استعمل الأشياء المستعملة مسبقاً مع بعض التحويرات الفنية القليلة.
ت- حاول أن تقلل من الخروج خارج المنزل لان الخروج مع الأصدقاء من الأمور المكلفة.
ث- أقصد المكتبات لأنها توفر الكثير من الخدمات المجانية التي تساعد على القراءة.
ج- تابع العروض في محلات الشراء من مولات وغيرها لوجود تخفيضات في فترات معينة وخاصة في بداية العام الدراسي او في المناسبات والأعياد بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن.
20- النزاعات (الخلافات) العائلية المستمرة.
مما لا شك فيه انه لا يخلو بيت من المشكلات الزوجية والتي تؤثر تأثيراً مباشرةً على نفسية الطالب وعدم قدرة على مواصلة تعليمه وتحصيله الدراسي بصورة مريحة، لكن على الأب والأم مراعاة الآتي:
أ- أخفاء الخلافات فيما بينهم بعيداً عن مسامع أبنائهم قدر الإمكان لان في ذلك مدعاة لإيجاد أجواء مريحة في المنزل.
ب- الجلوس بعضهم مع البعض الآخر والحديث مراراً وتكراراً لإيجاد حلول مناسبة لخلافاتهم الزوجية دون زج الأبناء في ذلك.
ت- عدم إدخال أي طرف خارج المنزل في حل الخلافات الزوجية لان للبيوت أسرار وأهل مكة أدرى بشعابها.
ث- الاستفادة القصوى من مراكز الإرشاد والتوجيه الجامعية او مراكز الإرشاد الأسري والأسرة المسلمة التابعة للعتبات المقدسة في حل النزاعات الأسرية.
21- الاتجاهات السلبية للوالدين نحو التعلم.
لا يستطيع الطالب/ة من مواصلة تعليمه وهو في أجواء سلبيه تطرح من قبل الوالدين نحو التعلم مثال على ذلك، عدم أعطاء أهمية للشاهدة العلمية، المقارنة السلبية بين الابن الطالب وأي شخصية سلبية غير حاصلة على شهادة ولكنها متمكنة مادياً او اجتماعياً….الخ ويمكن التخفيف من هذه المشكلة عبر الآتي:
أ- تعريف الآباء والأمهات بان الشهادة والعلم سلاحان بيد الطالب يحتاجهما في كل زمان ومكان.
ب- تبيان الجانب الديني في هذا الموضوع عبر الشواهد القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الأئمة المعصومين…. والتي تحث وتدعو وترغب وترهب وأحياناً توجب التعليم وتحصيله ولا تفرق بين الذكر والأنثى في الحصول عليه.
ت- الابتعاد عن الأجواء الضبابية والسوداوية التي يضعها الوالدين أمام الطالب مثال ما فائدة الشهادة؟ وما فائدة التعليم؟ انعدام فرص التعيين وهكذا.
ث- استعمال أساليب التعزيز والحث والتشجيع للطالب بصورة مستمرة كي يواصل تعليمه.
ج- الابتعاد كل البعد عن المقارنات السلبية او الايجابية ونعني بها أن الأب او الأم تقارن ابنها او بنتها بابن فلان او علان كما يقال بالرغم من وجود فروق في الذكاء والمعرفة والقدرة والاستعداد بين فرد وآخر….الخ ولا يوجد فرد يشبه فرد آخر في كل شئ حتى في التوائم المتطابقة او المتشابهة.
ح- إعطاء الابن او البنت مساحة من الحرية للتعبير عن رأيه واختيار تعليمه الذي يرغب فيه لان من يرغب في شئ يبدع فيه.
22- عدم امتلاك الوالدين او احدهما لشهادة أكاديمية او أي تحصيل دراسي.
الشهادة العلمية او التحصيل الدراسي وان كان بسيط يجعل من الوالدين أكثر قرباً وتواصلاً -نقصد هنا القرب والتواصل العلمي- من أبنائهم عن غيرهم ممن لا يحملون ذلك، وبالتالي لا تكون هناك فجوة او بون شاسع بين جيل الآباء وجيل الأبناء، ولكن نستطيع من أنْ نردم او نقلل من هذه الهوة او الفجوة عبر ما يأتي:
أ- أخبار أولياء الأمور بان ما مروا به من ظروف حالت دون حصولهم على شهادة او تحصيل دراسي هي مغايره تماماً عن ظروف أبنائهم، وتذكيرهم بقول الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” حين قال: (لا تقسروا أبنائكم على عاداتكم لأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) ونحن نعي ما الذي نقصده بكلمة القسر وهي الإجبار.
ب- إخبار المعلم لأولياء الأمور بتحصيل أبنائهم الجيد وتبيان الجوانب الايجابية في شخصية أبنائهم لزرع الفرح والسعادة عندهم.
ت- مزيد من الجهد لبضع دقائق يصنع العجائب، فعندما نعزز العلاقة بيننا كمدرسة إدارة ومعلمين…وأولياء الأمور ونقوم بين الفينة والأخرى بالاتصال بهم هاتفياً او عمل لقاءات معهم خارج اللقاءات الرسمية في اجتماعات مجالس الآباء والمعلمين، لتحفيزهم وتشجيعهم لدعم أبنائهم بما يستطيعوا.
ث- إدخال الأبناء في رياض الأطفال وذلك لتعويض ما موجود في المنزل لعدم وجود الأجواء المناسبة لتهيئتهم للدراسة الابتدائية بموجب الفقرة في أعلاه، مع علمنا أنْ روضات الأطفال متفاوتة من حيث الإمكانيات والمستويات المتوافرة فيها او الأجور المستحصلة من أولياء الأمور فمنها الحكومي ومنها الأهلي.
ج- اقتراح تخفيضات او إعفاءات من الأجور المستحصلة لروضات الأطفال او المدارس عموماً الأهلية منها او التابعة للعتبتين المقدستين مراعاة لظروف المواطنين.
23- الأمراض التي يعاني منها بعض الطلبة.
عندما يعاني الطالب/ة من أمراض جسدية او نفسية وقتية كانت او مزمنة وما أكثرها في مجتمعنا فإن ذلك يعيق من تقدمه نحو التحصيل العلمي المناسب، ويعيق تحقيق الأهداف التي يسعى للوصول إليها، لذلك على الجميع أن يأخذوا دورهم في:
أ- لا يقتصر دور المدرسة في تقديم الخدمات المعرفية او التعليمية، بل يتعدى ذلك الاهتمام بالجانب الصحي للطلبة.
ب- الإشراف على حانوت المدرسة وما يقدمه من أطعمة للطلبة.
ت- منع الطلبة في أثناء الدوام من الخروج خارج المدرسة عند الفرصة لشراء بعض الأطعمة او المشروبات من بعض الأسواق القريبة لعدم إشراف المدرسة عليها.
ث- متابعة الطلبة بصورة مستمرة وتشخيص الأمراض التي يعانون منها ومتابعتهم مع ذويهم لمعالجتها.
ج- التأكد من أنْ جميع الطلبة قد أخذوا اللقاحات المناسبة في المرحلة الابتدائية وما قبلها.
ح- مراعاة الطلبة الذين يحملون أمراضاً معينة مثل ضعيفي البصر او السمع او أي مرض آخر من حيث التعامل وأماكن الجلوس….الخ.
24- إشغال الطالب بالعمل من أجل توفير المال له ولعائلته.
عبر إطلاعنا لفقرات سابقة ذكرنا أنْ هناك ظروف معيشية صعبة يمر بها الطالب بسبب الظرف الاقتصادي السيئ للعائلة، وكان ذلك في الفقرتين رقم(17،19) لذلك يضطر الطالب للعمل في سن مبكرة لتوفير لقمة العيش له ولعائلته، وللتخفيف من وطأة هذا الأمر نراعي الأتي:
أ- لا نخجل من كوننا نعمل لان العمل ليس فيه عيب وهو أفضل بكثير من الاستجداء او الاستعطاء من الآخرين.
ب- نتأسى بالرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وقد كان يعمل راعياً للأغنام، وهكذا سيرة الأنبياء والأوصياء والائمة.
ت- نحاول قدر الإمكان من تقسيم الوقت بين العمل والدراسة والراحة، كي لا نضيع الأمرين معاً فلا نعمل بجهود مضاعفة كبيرة بغية الطمع ونستنزف الوقت والجهد، لأننا نريد أنْ نوفر ما يغنينا عن الآخرين فقط، ونخصص وقت معين للدراسة وتحصيل النجاح.
ث- نعمل جولة على بعض المحلات او المتاجر ونشرح لهم بأننا طلبة ونحتاج العمل بصورة ضرورية جداً، وندخل ونحن رابطي الجأش ونتحلى بالثقة عند الحديث مع صاحب المحل.
ج- نرضى أولاً بالأجر القليل لأنه أفضل من اللاشيء، ثم بمرور الوقت وثقة صاحب المحل بنا وبجهدنا وتفانينا بالعمل والأمانة التي نتحلى بها أكيد سيرفع من أجرنا، علينا بالصبر.
25- كثافة عدد الطلبة في الصف الدراسي الواحد.
ترى الأنظمة التربوية الحديثة أنْ أفضل عدد داخل قاعة الصف الدراسي الواحد هو أنْ لا يتعدى 25 إلى 30 طالب، وبما أنْ هذا الأمور يحتاج إلى جهود قد تكون خارج إرادتنا عبر بناء الأبنية الجديدة زيادة في أعداد الصفوف زيادة في أعداد المعلمين….وهكذا يمكن لنا أن نعوض ذلك بالاتي:
أ- تغيير طريقة التدريس واعتماد طرق أخرى تعتمد على نظام المجموعات التعاونية.
ب- الاستفادة من التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات للتدريس عن بعد، واستعمال الوسائل التعليمية الحديثة لجذب انتباه الطلبة وتوصيل المادة لهم بدلاً من السرد والشرح والتحفيظ الممل.
ت- تغيير طريقة جلوس الطلبة بين الفينة والأخرى، لإيجاد أجواء تعليمية مناسبة فيها التشويق والإبداع والتعزيز.
ث- تعميم نظام الفصل(الصف) الدراسي الطائر بمعنى أن لا يكون هناك صف ثابت لكل مرحلة ولكن بخطة منظمة.
26- تسرب الطلبة من المدرسة.
يعلم الجميع بان التسرب يختلف كثيراً عن الغياب، ربما يغيب الطالب عن الدوام لدواعي مرضية او لظرف اجتماعي معين، أما التسرب فهو الابتعاد عن الدوام لأيام عدة دون تقديم عذر معين مما يؤدي بعد ذلك إلى الانقطاع التام عنه، ولتلافي هذه المشكلة نقترح الآتي:
أ- الاستفادة من الاخصائين الاجتماعين والنفسين في المدرسة لتوجيه الطلبة وأولياء الأمور لمعرفة حجم المشكلة وخطورتها عليهم وعلى أبنائهم.
ب- تعاون البيت والمدرسة في إيجاد حلول عملية لمشكلة التسرب.
ت- البحث عن أسباب التسرب والتي قد تكون ما ذكرناه في فقرات سابقة او غيرها، ومحاولة معرفة أصل المشكلة وليس قشورها، وعدم إيقاع العقوبة قبل معرفة أسبابها، وبالتالي فإنْ معرفة الداء أولى ثم تقديم العلاج المناسب.
ث- إجراء دراسات ميدانية لرصد حجم المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ج- توجيه العقوبة المناسبة والرادعة لحالات التغيب، وفي نفس الوقت مكافاءة الملتزمين والحضور على درجة التزامهم وحضورهم لتحفيز الآخرين والاقتداء بهم.
27– تغيب بعض الطلبة عن المدرسة بصورة مستمرة.
ذكرنا في الفقرة السابقة أن التغيب قد يكون بسيطاً وقليلاً لأيام معدودة ولظرف خاص، أما إذا زاد عن حدة فانه يؤدي بالطالب إلى الضياع وربما يفصل عن المدرسة وبحسب القوانين والأنظمة النافذة، وهنا نكتفي بالمعالجات التي ذكرناها في الفقرة السابقة.