التدريس بالمهارات الناعمة.
    تُعد المهارات الناعمة صفة اجتماعية وشخصية ذات طبيعة ايجابية وتكون متذبذبة بين الاشخاص وتشكل ركيزة اساسية في مستوى المنظمات التي اعترفت مؤخراً بالمهارات الناعمة واهميتها ، وتشكيل شخصية الفرد تعتمد اعتماداً كلياً على المهارات الناعمة اذ اصبح مثلما يجب على الطالب اكتساب المعرفة الاكاديمية فمن الواجب ايضاً على التدريسي ان يمتلك المهارات الناعمة للبيئة المعقدة الصعبة وهنا يمكن ان يبدل المشكلات الى فرص وان يتعامل مع السلبيات بطريقة افضل واسهل ،فللمهارات الناعمة اهمية في زيادة الكفاءة الذاتية، والمهارات الناعمة كثيرة لا يتمتع بها جميع الاشخاص ويمكن بواسطتها تحقيق عدد من الانجازات ويتفوق من لديه هذه المهارات على من لا يمتلكها ويعتقد الكثير انها صعبة التعليم والتعلم والتقييم وتعرف المهارات الناعمة بأنها صفات وخصائص شخصية يتمتع بها كل انسان ، وهي بشكل عام المواقف والعادات والتفاعل مع الاخرين وتمثل القدرات النفسية والاجتماعية والتي تساعد الاخرين على اتخاذ القرارات والتفكير الناقد والتواصل الفعال والعمل الجماعي وبناء العلاقات الجيدة وفعالية ادارة الوقت والتعامل مع ضغوط الحياة وتوترها بطريقة جيدة ومنتجة ، والمهارات الناعمة من المصطلحات التي تكررت وتتكرر في هذه الفترات والمقصود بها هي مهارات اساسية مرتبطة بقدرة التدريسي في عرض افكاره للطلبة بصورة لبقة ومقنعة وقدرته على التواصل والتفاعل مع الاخرين وهذه المهارات لها علاقة وثيقة بالذكاء العاطفي كما تعتبر سمة وقدرة تظهر لدى الفرد في موقف سلوكي بديلاً من المعرفة او الكفاءة وتعتبر صفة شخصية تعزز الاداء الوظيفي وسمة سلوكية غير ملموسة تدعم المعرفة وهي غير معتمدة على الفكر المجرد، وتُعد المهارات الناعمة من السمات الشخصية وترتبط ارتباط وثيق في العلاقات مع الاخرين اي علاقة الود والاتصالات فهي جزء يكمل المهارات الاكاديمية والادارية ، اذ ان العمل المهني يتطلب سمات شخصية للتفاعل مع الاخرين فالذي يعمل في اي مجال ولاسيما في التدريس ولا يمتلك هذه المهارات فعليه أن يتدرب ويتأهل لاكتساب هذه المهارات لان امتلاكها مطلب ملازم للمهارات الاكاديمية ، فهي تمكن الشخص اجتماعياً ولها دور في هيكلة البنية الشخصية له كما انها تدعم الفرد الذي يبحث عن وضيفة لانها تحث على التعامل بالطرق الاخلاقية والثقافة التنظيمية، وبما ان المهارات الناعمة صفات شخصية يجب ان يتحلى بها التدريسي  لكي تمكنه من التعامل او التفاعل مع الاشخاص ت بمهارة عالية كونه يمتلك علاقات ايجابية مع الاخرين ويمتلك روح المبادرة والمساندة والمساعدة لمن هم بحاجة لها ولا يتوانى عن المشورة او الدعم فضلاً عن امتلاكه قوة في التعبير وامكانية في حلول المشاكل ، وهو لابد ان يكون فاعلاً في ادارة الازمات كونه يمتلك كفاية التفاعل الاجتماعي وبما ان المهارات الناعمة صفة ذاتية وسمات شخصية متفاوتة و متذبذبة من شخص لأخر لذلك فكلما امتلك التدريسي كم من اكبر من هذه المهارات كلما استطاع أن يسهم وبدرجة كبيرة في تطوير قدرات الطلبة على الفهم والاستيعاب وبالتالي يعطي دافعية اكبر للتعلم .
  وهنا لابد من الاشارة الى أن مكانة أعضاء هيئة التدريس الجامعي لا تنحصر بمدى امتلاكهم للشهادة واللقب العلمي ، فالتدريسي الذي يريد صعود سلم النجاح والتمييز، عليه ان يمتلك القدر الكافي من المهارات التدريسية ولاسيما الناعمة منها ، اذ اصبح الطلبة اليوم يتطلعون الى التدريسي المرن الذي يمتلك المهارات الناعمة اكثر من تطلعهم الى مؤهلاته العلمية ، اذ تمثل تلك المهارات احدى المفاهيم الإنسانية المعاصرة ذات الأهمية البالغة للمؤسسات التعليمية ، لدورها في مساعدة الافراد على التمييز والابداع في البيئة التعليمية ، وقد ازدادت هذه الأهمية بسبب التحولات التي يمر بها التعليم بصورة عامة والجامعي بصورة خاصة الامر الذي يستلزم تحديد تلك المهارات ،وتفعيلها عند أعضاء هيئة التدريس كونهم العناصر المسؤولة عن اعداد الكوادر البشرية ، اذ ان عدم وجود تلك المهارات او ضعفها يسهم بشكل أو باخر بعدم تحقيق الأهداف التربوية المنشودة .
 

شارك هذا الموضوع: