قراءة في كتاب ( من غاب عنه المطرب – للثعالبي (ت430ه) )
 م.د زهراء عبد الحميد المسعودي
 
  كتاب أدبي في الاختيارات الشعرية مطبوع ، يعد بمثابة الذيل لكتاب الثعالبي( أحسن ما سمعت) لاتفاق الكتابين في المنهج والمادة والأسلوب، ولافتتاحه معظم فصوله بقوله:( أحسن ما سمعت في هذا)، ويرجح أن الثعالبي ألفه بعد الفراغ من اليتيمة، ولم يكن أبو العلاء فيما يبدو قد اشتهر أثناء تأليف الثعالبي كتابه (أحسن ما سمعت)، فلم يأت فيه على ذكر أبي العلاء، بينما نجده مهتماً بشعر أبي العلاء في كتابه (من غاب عنه المطرب) مما يدل أنه من كتبه المتأخرة.  
  الكتابُ مهمٌ في بابه؛ لأنه من الكتب التي خصصها المؤلف في جمع الأشعار المختارة في إغراض محددة، فيها إشارة إلى المدح و الوصف والغزل، وما يدخل ضمن البهجة والطرب، لذا قام الكتاب على مبدأ الاختيار والانتقاء، وهذا الانتقاء هو نقد قام على اختيار الجيد من النصوص، وهذا النقد كما أرى قام على الذوق في اختيار الأشعار، في حين قام على أساس الغرض في الأبواب.
 
  يشتمل الكتاب على سبعة أبواب وداخل كل باب هناك فصول، جاء الباب الأول: في وصْفِ الخطِّ والبلاغةِ وما يَجْرِي مجراهما ، أمَّا الباب الثاني: جاء في الربيع وآثاره وسائر الفصول الأربعة، ثم جاء الباب الثالث: في أوصاف الليالي والأيام وأوقاتهما والآثار العلويَّة، و جاء الباب الرابع: في الغزل وما يجانسه، وجاء الباب الخامس: في الخمريات وما يتصل بها، وعنون الباب السادس: في الاخوانيات والمدح وما يضاف إليها، وجاء الباب السابع: في فنون مختلفة.
   طبع الكتاب لأول مرة في القسطنطينية سنة 1302هـ ، بمطبعة الجوائب، ضمن مجموعة ( التحفة البهية والطرفة الشهية ) وذُكر انه ذيل لكتاب( أحسن ما سمعت)، ثم طبع طبعة مستقلة سنة 1309هـ، من قبل مأمور الأجراء في بيروت محمد بن سليم اللبابيدي، وفي سنة 1405هـ – 1984م صدرت طبعة محققة في القاهرة، بتحقيق الدكتور النبوي عبد الواحد شعلان، وفي سنة 1408هـ – 1987م صدرت طبعتان، إحداهما في دمشق بتحقيق الأستاذ عبد المعين الملوحي، والأخرى بتحقيق الدكتور يونس أحمد السامرائي، وفي سنة 2011م صدرت طبعة بتحقيق عارف أحمد عبد الغني، زياد محمود الفياض، وتوجد من الكتاب نسخ خطية في برلين، وباريس، والمتحف البريطاني، والاسكوريال.  
 

شارك هذا الموضوع: