(الكيان الصهيوني: هزائم متتالية وتحديات متزايدة في ظل المقاومة المستمرة) 
     يشهد الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة سلسلة من الهزائم العسكرية والسياسية التي تكشف عن ضعف متزايد في قدرته على تحقيق أهدافه الاستراتيجية في المنطقة. هذه الهزائم تأتي في ظل مقاومة متصاعدة في مختلف الساحات، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للكيان الصهيوني الذي كان يعتقد في وقتٍ ما أن سيطرته على المنطقة ستكون ثابتة.
من أبرز جوانب هذه الهزائم هو تماسك المقاومة في مختلف الجبهات، حيث يتنقل الصراع من ساحات بعيدة إلى قلب الكيان نفسه، في ظل عمليات استنزاف متواصلة ضد جيش الاحتلال. من لبنان إلى فلسطين واليمن والعراق، تواصل قوى المقاومة تنفيذ عمليات مؤلمة ضد العدو، مما يضعف الثقة في جيشه الذي كان يعد من أقوى الجيوش في المنطقة. في الشمال الفلسطيني، تستمر المقاومة الإسلامية في لبنان، ممثلة بحزب الله، في الضغط على جيش الاحتلال، مما يجبره على إعادة حساباته في ظل الخسائر المتزايدة . 
وعلى الصعيد السياسي، بدأ قادة الكيان الصهيوني في إدراك أن حلمهم في القضاء على قضية الشعب الفلسطيني أصبح مستحيلًا على الرغم من الجرائم المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.  بينما المقاومة الفلسطينية في غزة، المدعومة من إيران، أثبتت قدرتها على الصمود أمام أكبر قوة عسكرية في المنطقة، مما يضاعف من عزلة الكيان الصهيوني على الصعيد الدولي 
وليس فقط على صعيد المعارك العسكرية، بل أيضًا على الصعيد السياسي، حيث توضح الأحداث أن الأنظمة العربية التي كانت تسعى إلى حماية الكيان الصهيوني لم تعد تملك القدرة على إخفاء دعمها له أمام شعوبها. هذا التحول في المواقف يعكس تغييرًا استراتيجيًا في العلاقات الإقليمية، حيث يظهر دعم حقيقي لقضية فلسطين من قبل محور المقاومة الذي يضم إيران ولبنان والعراق واليمن 
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية. لقد استطاعت إيران من خلال دعمها المادي والتقني أن تحول الحجارة في فلسطين إلى صواريخ تهدد الأمن الصهيوني، مما جعل القضية الفلسطينية في قلب الصراع الإقليمي والدولي. هذا الدعم جعل من فلسطين قضية ذات بعد دولي، وأدى إلى تكثيف الضغط على الكيان الصهيوني . 
وفي ظل تصاعد المقاومة في المنطقة، يأتي الهجوم الإسرائيلي على المرافق الدبلوماسية للدول المعارضة للاحتلال، مثل الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا، ليُظهر مدى تصعيد الكيان الصهيوني في محاولاته للإبقاء على هيمنته في المنطقة. هذا التصعيد يتناقض مع القوانين الدولية ويكشف عن إصرار الكيان على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، وهو ما سيواجه بتصعيدات من محور المقاومة.
في الختام، لا يزال الكيان الصهيوني في مواجهة تحديات كبيرة على عدة جبهات. الهزائم العسكرية والسياسية المتتالية التي يتعرض لها تؤكد أن وجوده في المنطقة بات مهددًا أكثر من أي وقت مضى. ومن المؤكد أن المقاومة المستمرة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن ستظل تشكل عائقًا أمام محاولات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية.
المصادر:
1-Al-Bakheeti, Sami Mohammed. (2023). The Zionist Ideology and Its Impact on the Arab Spring Revolutions: Yemen as a Case Study (2010-2022) (Unpublished Master’s Thesis). Yemeni Academy for Graduate Studies, Sana’a.
٢- محمود عبد الله شرقاوي، رؤية بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية، المركز العربي للبحوث والدراسات، متاح على: المركز العربي للبحوث والدراسات، ٢٠٢٣.
٣-محمد عبدالله اسماعيل، دور الفصائل الوطنية الإسلامية في توظيف العلاقات الدولية للحفاظ على الثوابت الفلسطينية: حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نموذج (2006-2017)،معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية، ٢٠٢٢.

شارك هذا الموضوع: