التنمية والاستدامة وابعادها البيئية 
م.م انفال خضير عباس خلف الحداد
anfaal.k@uokerbala.edu.iq
قسم الجغرافية التطبيقية -كلية التربية للعلوم الإنسانية -جامعة كربلاء
     بعد التطور الحالي في العالم  والمراحل التي مر بها عبر العصور ولجميع مجالات الحياة (الزراعية، الصناعية ) فضلا عن زيادة عدد السكان والضغط الشديد على الموارد وتلبية لهذه المتطلبات والتي ساهمت بدور سلبي على نحو محورين الأول جانب استنزاف الموارد ، اما الجانب الاخر هو زيادة معدلات التلوث البيئي وهذا ساهم بدوره في حدوث اختلال في توازن النظام البيئي لذا برزت عدة اهتمامات تسعى الى تنمية هذه الموارد والحفاظ عليها من النضوب لذا بات ظهور مفهوم التنمية والتنمية المستدامة ونتيجة لهذا الادراك العالمي والذي برز بشكل واضح في القرنين العشرين والحادي والعشرين ، وظهر ذلك جليا في مؤتمر الأمم المتحدة عام 1992 حول البيئة المحيطة والتطور في ريودي جانيرو اذ برزت فكرة التنمية المستدامة أساسا لتحديث النشاط  في مجال حماية البيئة ، اذ كانت الاهتمامات في مجال البيئة ومفاهيم التنمية لها دور حول مجال معارضة النمو الاقتصادي اللامحدود  للموارد واستنزافها لذا تطلب وجود بنود قانونية تسعى الى السيطرة عليها .
     ونظرا لتطور مفهوم التنمية المستدامة وتطور اهدافه التي توسعت الى جميع دول العالم وأصبحت هدفا تسعى له الدول المتقدمة في جميع المجالات (العمرانية ، الصناعية، الزراعية ، التكنولوجية، الصحية) ففي مجال التنمية العمرانية المستديمة ومعاييره التخطيطية برزت اهداف تسعى الى حماية الأراضي الزراعية من التوسع العمراني ، فضلا عن حماية الغطاء النباتي الطبيعي والحياة البرية ، وزيادة المساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات وتطبيق الاستخدام العقلاني للأرض  
      فضلا عن حماية الموارد من الهدر عن طريق انشاء منظومات تعمل على تزويد الخدمات بكفاءة وفعالية ، والعمل على انشاء أجهزة وقائية تكون مخصصة لحماية البيئة العمرانية ، كما برز مفهوم وأسلوب تقييم المردودات البيئية لجميع الأنشطة وتقوم على أساس وضع دراسة كاملة عند وضع الخطط الإنمائية ، وتبدأ من دراسة بيئة المشروع من جميع الأصعدة (الاقتصادية و الاجتماعية ) المستهدفة و التنبوء بالمستقبل وتوقع اثارة البيئية ودراسة ابعاد التنمية وفقا للمحتوى والإجراءات و التنبوء بالمستقبل الخاص بالمشروع بعد المباشرة به ، فضلا عن اقتراح الإجراءات النظرية والعملية التي تسعى الى الحد من جميع الاثار السلبية وعرض النتائج واتخاذ القرارات 
  ومن خلال ما تم ذكره سابقا يتم توضيح حول كيفية بلورة مفهوم التنمية المستدامة وأهدافها وتوجيهها بشكل واضح يسعى الى دمج التنمية بجميع الخطط الإنمائية التي تسعى الى المحافظة على البيئة والعمل على الحفاظ على مواردها واصلاحها وإيجاد البدائل عنها وذلك وفقا لدراسة تتركز على تطبيق نهج بيئي يسعى بكل وضوح الى وضع خطط تتسم بالاستمرارية ومواجهة التحديات البيئية والحفاظ على الموارد 

شارك هذا الموضوع: