عنوان المقال : التفكير الموضوعي
اعداد: م.م مهند عباس محمد
قسم العلوم التربوية والنفسية
مفهوم التفكير الموضوعي Objective Thinking :
يتميز الشخص ذو العقلية العلمية بالموضوعية في جمع البيانات وتفسيرها وذلك بالتحرر من أهوائه ونزعاته الذاتية فهو يجمع البيانات بحياد تام مع عدم التعصب لرأي أو آخر. ومن الصعب أن تكون الموضوعية تامة لأن أفكار المتعلم ومدركاته تتأثر بخبراته السابقة وتوقعاته التي يتنبأ بها في ضوء تلك الخبرات والتحرر من التحيز غير المبرر يرفع من درجة موضوعية ما يتم التوصل إليه من نتائج وتفسيرات.
والعالم الجيد يتميز بالموضوعية بمعنى التحرر من الميل الشخصي والتحيز العاطفي ويتحرر من الانحياز لرغبات شخصية أو أوامر تسيطر عليه أو عقائد راسخة وهو لا يقبل فكرة ما إلا في ضوء دليل على صحتها، وتتميز العلوم الطبيعية بموضوعتيها إذ حقائقها وظواهرها موجودة بغض النظر عن رغبات الإنسان وميوله.
والتفكير الموضوعي هو التفكير الذي يتلقى الأحداث الخارجية مركزا على حلول لها بطريقة منطقية متفقة مع المبادئ والقيم
وقد عرف (1996، Poling) التفكير الموضوعي (Objective thinking) بانه سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها المتعلم عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس وهو في معناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة.
ويقوم هذا التفكير على ثلاثة اركان اساسية هي:
أ – الفهم ويقصد به الربط وإدراك العلاقات بين الظواهر المراد تفسيرها وبين الاحداث التي تلازمها.
ب – التنبؤ ويقصد به محاولة الوصول الى علاقات جديدة، ليس من السهل التحقق من وجودها فعلا بناء على معلوماتنا وحدها.
ج – التحكم ويقصد به القدرة على تناول الظروف التي تحدد حدوث الظاهرة، بشكل يحدد لنا الوصول الى هدف معين.
خصائص التفكير الموضوعي:
يتميز التفكير الموضوعي بخصائص نذكر منها:
1- التفكير الموضوعي (Objective thinking) يأخذ وقته بالتمعن في كل الحلول الممكنة. والتي قد لا يلوح بعضها فور طرح المشكل بل قد تظهر حلولا لاحقا أكثر اتزانا ونضوجا وجمالية، وذلك في إطار القدرة العالية على المحاكمة العقلية الناضجة وعزل العواطف وإخراجها خارج دائرة المشكل أو البحث قدر الامكان.
2- التفكير الموضوعي (Objective thinking) يعطي فرصة كافية لأي فكرة دخيلة عليه أو ناقدة له أو تتعارض معه والتي عادة ما تركز على الجوانب السلبية للموضوع
3- التفكير الموضوعي (Objective thinking) سلوك هادف موجه بطريقة موضوعية الدراسة مشكلة بكل حقائقها وأبعادها بهدف الوصول إلى تفسيرات تتضح فيها العلاقات المتضمنة في المشكلة واعطاء أحكام تتعلق بهذه المشكلة.
4- ينحصر التفكير الموضوعي (Objective thinking) في اشياء واقعية ترتبط بحياة الانسان، ويمثل فهم تلك الاشياء الاساس الذي يبنى عليه التفكير الموضوعي، ومن ثم تحليل الاسباب والنتائج التي ترتبط به.
5- التفكير الموضوعي (Objective thinking) ليس نوعا مستقلا بذاته من انواع التفكير. ولكنه الاساس الذي يستند اليه جميع انواع التفكير المعروفة، كالتفكير الابداعي، والتفكير الناقد.
6- أن التفكير الموضوعي (Objective thinking) موقف وحكم، ولا يمكن ان تكون امتناعا عن اتحاد موقف أو توقف عن إصدار حكم، فلفظة الموضوعية تدل على محتواها دلالة مباشرة حيث تعني الالتزام بالموضوع المحكوم عليه.
7- لا يتأثر التفكير الموضوعي (Objective thinking) بالانفعال أو العاطفة ولا يخضع للأهواء الشخصية والآراء الذاتية لأنه يقوم على الحقائق وعلى التعبير والروية وعدم الاندفاع.
المصادر
رزوقي، رعد مهدي ونبيل، رفيق محمد (2019): التفكير وأنماطه، ط1، الكتب العلمية، بيروت.
الهيلات، مصطفى قسيم (2015): برنامج سكامبر لتنمية التفكير الإبداعي (النظرية والتطبيق)، مركز ديبونو، لتعليم التفكير، عمان – دبي.
بكَار، عبد الكريم (2008): فصول في التفكير الموضوعي (منطلقات ومواقف)، ط5، دار القلم، دمشق.
جونز، مان وايت (2007): تنمية المفاهيم ومهارات التفكير، ترجمة عصمت عوض، دار النهضة العربية، القاهرة.
Costa, A. and Kellick, B. (2009): Habits of mind across the curriculum: practical and creative strategic for teachers, Virginia, U.S.A.
Weisberg, I. (2002): the Global thinking project, the science teacher press, U.S.A.
Coaen, E. (2004): thinking strategies for the heterogeneous classroom, teachers college press, New York.