مكانة الإسلام في أراء المستشرقين
انبثقت شعلة الدين السماوي ” الإسلام” في جزيرة العرب لتكن منارا للعقول مؤكدتا على إنسانية العقيدة السمحاء “مفهوما” و”اصطلاحا“، وان الإسلام عقيدة ومنهج ونظام ومنظومة متكاملة عن الكون والحياة وفلسفة العلاقة بين الخالق والمخلوق وفق علاقة شمولية تتجاوز حدود الانقسامات والتباينات العنصرية والانتمائية الأخرى، وفق أسس إسلامية تتيح للمجتمع التخلص من هذه الظواهر الممقوتة إسلاميا وانسانيا التي لطالما تفاخر فيها المجتمع العربي أيام جاهليته الأولى.
 وجعل الإسلام أسس التفاضل قائم على “الايمان” و”التقوى” فضلا عن مرتكزات الشريعة الإسلامية من قيم ومبادئ واحكام في تفاصيل الحياة المختلفة التي تأخذ بيد المسلم للحياة الكريمة القائمة على أسس عليمة رصينة تعمل على بناء الفرد والاسرة والمجتمع وتحث الجميع على الإحاطة بالعلوم والمعارف في الحواضر الإسلامية كافة ، كل تلك الاحداث كانت محل رصد وتحقيق من الكتاب والمفكرين الذين عاصروا مجتمعات اتسمت بمظاهر التخلف والاضطهاد فدونت اقلامهم ما لهذه الديانة السماوية العظيمة من قيم سامية لبناء ذات الفرد والمجتمع.
 ومن جملة من كتب وأشاد العلامة الهولندي من أصول فرنسية المعروف بـ(دوزيdozy) (1820- 1883م) اذا قال في وضف أبناء جلدته واهل الإسلام ما نصه:(ان اهل أوربا تائهون في ظلام لا يرون الضوء الا من سم الخياط اذا سطع نور قوي عند جانب الامة الإسلامية من علوم وادب وفلسفة وصناعة واعمال يد وغير ذلك، اذ كانت مدينة بغداد والبصرة وسمرقند ودمشق ومصر وفارس وغرناطة وقرطبة مراكز عظيمة لدائرة المعارف ومنها انتشرت في الأمم واغتنم بها اهل اوربا في القرون الوسطى مكتشفات وصناعات عظيمة).
وقال العلامة (سانتيلانا (sntillana (1855-1931) ما نصه:(ان الفقه الإسلامي فيه ما يكفي المسلمين في تشريعهم المدني ، ان لم نقل فيه ما يكفي الإنسانية كلها)، فضلا عن أقوال المفكرين الاخرين، ويمكننا القول ان الاسلام لم يكن مجرد عبادات والتزامات بين “العبد” و”خالقه” وانما دين حياة يقف عند كل مفصل من مفاصل الحياة ويقيم الدليل عليه، ملزما بذلك قطع السبيل بوجه الشكوك والاوهام والشبهات من منطلق “الفطرة” و”العقل” و”الادراك” ويعمل على تحصين الفرد بالعلوم والمعارف التي تسلك به طريق الحق والصواب.
م.م علي فليح علي الفتلاوي
كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
  
 

شارك هذا الموضوع: