شرائع الحقوق في تاريخ العراق القديم – شريعة أور- كاجينا نموذجا
تعد الشرائع واللوائح الحقوقية من المصادر المهمة وذات قيمة علمية ومراجع استدلال لحقوق الانسان تهدف لإجراء نهضة إصلاحية تتصف بالقدرة على احداث تغير يعتد به في مجال الحقوق بصورة عامة، وقد ذكروا الكتاب والباحثين نصوص متعددة تختلف في بمرجعيتها التاريخية تارة والدينية تارة ثانية وقانونية الدولية تارة أخرى .
ولا غرو اذ قلنا ان الحضارة العراقية القديمة شهدت أقدم الشرائع القانونية في العالم، ففي عام 1878م عثرت البعثات الأثرية على أقدم ووثيقة تاريخية تمثلت بلوح سومري في مدينة ذي قار – الشطرة جنوب العراق تعود الى عصر الملك (أور- كاجينا) الذي حكم مملكة لكش ما بين عامي(2351 – 2342ق.م) في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، ولم يسر (أور- كاجينا) الذي أتصف بالجرأة والحياد على سياسة أسلافه من ملوك أسرة (أورنانشة) بل قام بثورة إصلاحية في جميع إرجاء مملكته، وعمل على إيقاف الحروب السائدة التي انعكست سلباً على الفقراء والعمال والمحاربين ونادى بـ(أمارجي) قولاً وفعلاً والتي تعني كلمة (الحرية) وهذا لا يعني الانفلات والفوضى بل تحت لائحة القانون السائد.   
 بزت تلك قوانين بهدف الدفاع عن حقوق الانسان وتنظيمها بما يتماشى مع تلك الأزمنة القديمة ونصت على تحديد صلاحيات الحاكم وجعل سلطة الآلهة تسمو على سلطة الحكام والمساواة وإلغاء التميز العرقي والطبقي وتشخيص الجرائم ووضع العقوبات المناسبة لها كالسرقة وغيرها، ومنع استحواذ الأغنياء والمتنفذين والكهنة على حقوق الفقراء وإلغاء الضرائب المجحفة كضريبة الزواج والدفن وتنظيم جباية الضرائب وإطلاق العفو العام ومراعاة أمور المحاربين والفقراء والأيتام وأهتم ببناء الأسرة والحد من ظاهرة التشتت الأسري.
وبذلك يعد الملك السومري (اور- كاجينا) أول ملك أمن بالإصلاح في تاريخ العراق القديم وعمل على تطبيقه على كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية ويعد رائد الإصلاح الأول في التاريخ. 
                                        م.م علي فليح علي الفتلاوي
                                               جامعة كربلاء
                     كلية التربية للعلوم الإنسانية – قسم العلوم التربوية والنفسية

شارك هذا الموضوع: