مقال بعنوان
(ما فائدة الانطباعات الأولى وإصدار الأحكام السريعة بالنسبة لنا؟)
اعداد: م.د. ازهر علي محمد
                 جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
الانطباعات الأولى وإصدار الأحكام السريعة
      يذكر عالم النفس جلادويل أن القدرة على التوصل لاستنتاجات سريعة للغاية وجدت من أجل الحفاظ على حياتنا، ففي المواقف المهددة للحياة يحتاج الإنسان للتحلي بالقدرة على اتخاذ قرارات سريعة استنادا إلى المعلومات المتاحة.
      إن معظم وظائفنا تحدث دون أن نضطر للتفكير بوعي، ونحن ننتقل ما بين حالات الوعي واللاوعي من الفكر، فنحن في الواقع نعمل وفقاً لعقلين: العقل الذي عليه التأمل والتحليل والتصنيف، والآخر الذي يقيم الأمور أولاً ثم يطرح الأسئلة لاحقا.
      أحيانا ما تكون الأحكام المتسرعة التي تصدرها عن شخص ما دقيقة كتلك التي تصدر عن ملاحظتنا لفترات زمنية أطول، على سبيل المثال أجرى عالم النفس امبادي دراسة كشف ان التقييم الذي منحه طلاب الجامعة عن مدى كفاءة أستاذة جامعية بعد مشاهدة فلم عنها مدته ثانيتين كان هو التقييم نفسه الذي منحه الطلاب الذين درسوا على يديها لمدة فصل دراسي كامل.
      عندما كنا أطفالا تعلمنا ألا نثق بتلك الانطباعات الأولى، بل كان يقال لنا أن نتوقف ونفكر ننظر قبل أن نقفز إلى استنتاجات وألا نحكم على الكتاب من عنوانه، على الرغم من أن هذه المناهج تحظى بمقبولية وميزة جيدة، يشير جلادويل إلى أن جمع القدر الأكبر من المعلومات قبل الإقدام على فعل لا يعد دوما الإستراتيجية المثلى، فأحيانا لا تجعل المعلومات الإضافية أحكامنا أفضل ومع ذلك نستمر في وضع كل ثقتنا في التفكير المتأني الواعي العقلاني.
م.د. ازهر علي محمد
التخصص – علوم نفسية/ علم نفس النمو  

شارك هذا الموضوع: