انتاج النفط في المكسيك وفقا لتقرير سفارة جمهورية العراق 1981
انتاج النفط في المكسيك وفقا لتقرير سفارة جمهورية العراق 1981
ا.د. حيدر طالب حسين
كلية التربية للعلوم الإنسانية/جامعة كربلاء
قسم التاريخ
انتاج النفط واسعاره :
أ-انتاج النفط :
يعود اكتشاف النفط في المكسيك الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، تم بعدها حفر اول الحقول الانتاجية وهو حقل إيبانوEbano عام 1900 ثم فرنجوز وسيروازول عام 1909 ثم حقل يوزريكو عام 1930 .
عانت المكسيك شانها شان باقي الدول النفطية من استغلال وجشع الافراد والشركات الاجنبية العاملة في المجال النفطي ، وبقي الحال على ما هو عليه حتى اذار عام 1938 ، اذ تم في 15 اذار 1938 تاميم النفط المكسيكي من قبل رئيس البلاد كارديناس L. Cardenas (1934-1940) (25) مستغلا في ذلك انشغال العالم بمقدمات الحرب العالمية الثانية ، وبذلك كانت المكسيك اول دولة تقدم على تاميم نفطها بخطوة جريئة غير مسبوقة .
ومنذ تاميم نفطها عملت الادارات المكسيكية المتعاقبة على تطوير انتاج النفط واكتشاف حقول جديدة رغم التحديات والصعاب التي واجهتها داخليا وخارجيا ، سيما من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي عملت على استيراد النفط المكسيكي لعوامل عدة ابرزها سهولة النقل كون البلدين متجاورين ، واختصار الوقت ، والاهم من ذلك للتحكم بالاقتصاد المكسيكي ، والجدول الاتي يوضح تطور انتاج النفط المكسيكي خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين:
السنة
الانتاج بألاف البراميل يوميا
السنة
الانتاج بألاف البراميل يوميا
1970
430000
1976
767000
1971
436000
1977
878000
1972
442000
1978
1,400,000
1973
465000
1979
1,900,000
1974
551000
1980
2,250,000
1975
705000
1981
2,450,000
من خلال الجول يتضح حجم الزيادة في انتاج النفط سيما في السنوات الخمس الاخيرة ، اذ ارتفع من 878,000 عام 1977 الى 2,450,000 عام 1981 اي بزيادة مقدرها 1,572,000 الف برميل يوميا .
وعلى الرغم من تاكيد المسؤولين المكسيكيين على عدم زيادة الانتاج ، الا ان الشركات النفطية الامريكية توقعت اضطرار المكسيك لانتاج مقدار اكبر من النفط قد يصل الى 4,5 مليون برميل يوميا بحلول عام 1985 ، وكذلك الحال بالنسبة للاحتياطي النفطي ، اذ تباينت الارقام المعلن عنها فبعد ان اعلن الرئيس خوسيه لوبيس بورتيو في خطابه امام الكونغرس في ايلول 1977 ان مقدار الاحتياطي بحدود (16) مليار برميل ، اعلن في ايلول 1981 ان الاحتياطي بلغ (250) مليار برميل مبينا ان بلاده احتلت المرتبة الرابعة عالميا فيما تمتلكه من احتياطي نفطي ، فضلا عن ان ايرادات النفط شكلت ما نسبته 23% من مجموع ميزانية الدولة .
وفي موضوع ذي صلة اشار التقرير المعد من قبل السفارة العراقية ان زيادة الانتاج النفطي وتوسع اسواقه لم يجعل الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني السوقين الوحيدين امام تصدير النفط المكسيكي وان بقيا سوقين تقليديين له ، اذ ظهرت اسواق جديدة تمثلت باسواق ( اسبانيا ، اليابان ، فرنسا ، وغيرها ) ، ولكن ظلت الولايات المتحدة الامريكية تسعى جاهدة لضمان استمرار تدفق النفط المكسيكي عليها للاسباب المذكورة آنفا ، فضلا عن انه يمثل مصدرا مضمونا اكثر من نفط الشرق الاوسط.
ب-اسعار النفط المكسيكي :
خلال عام 1981 حصل تبدل في اسعار النفط الخام الامريكي بسبب تقلبات الاسعار في سوق النقد الدولي ، ففي ايار من العام نفسه كان سعر النفط المكسيكي المصدر (38.50) دولار للبرميل الواحد من النفط الخام الخفيف المعروف بـ ( ISTMO) و (28) دولار للبرميل الواحد من النفط الثقيل المعروف بـ (MAYA) ، وجاء قرار المكسيك في حزيران بتخفيض الاسعار وذلك بتخفيض سعر النفط الثقيل بمقدار دولارين على ان يتم بيع نفط خليط مكون من 40% من النفط و60% من النفط الثقيل وبسعر (30.60) دولار للبرميل الواحد ، هذا فيما اعلن ان السعر المذكور انما هو سعر مؤقت حتى يتم دراسة وضع السوق العالمي بشكل اعمق ، واشير في حينه الى ان اجتماع الاوبك خلال يومي 25-26 ايار ولد ارتباكا في احتمالية توحيد سعر النفط الخام بـ (35) دولار للبرميل ، اذ ان هذا السعر يتعلق بنوع معين من النفط يشبه النفط المكسيكي (ISTMO) ، وان معدل (31.25) دولار للبرميل انما يمثل 50% من نفط (MAYA) بقيمة (28.50) دولار للبرميل . ونتيجة لكل هذه التفاصيل في الاسعار عملت الادارة المكسيكية على رفع سعر نفطها الثقيل بمقدار دولارين اعتبارا من مطلع تموز 1981 .
ان تذبذب اسعار النفط سبب للإدارة المكسيكية مشاكل في الصعيدين الداخلي والخارجي ، اذ نحي رئيس شركة النفط الوطنية السابق السيد خورخيه دياس سيرانو Jorge Diaz serrano وعين محله رئيسا للشركة السيد جوليو رودولفو موكتيزوما Julio Rodolfo Moctezuma، وجدير بالذكر ان الكيان الصهيوني ادى دورا في التهيئة لتخفيض اسعار النفط في المعارضة . هذا فيما اعلنت شركة النفط الوطنية بيمكس Pemex، انه واعتبارا من مطلع كانون الثاني 1982 سيصبح سعر النفط الثقيل المكسيكي (26.50) دولار للبرميل ، اي بتخفيض مقداره دولارين للبرميل ، اما سعر النفط الخام الخفيف فسيكون (35) دولار للبرميل ، وعزت الشركة ذلك الاجراء الى المفاوضات مع الزبائن وعدم الدخول في مضاربات السوق ، واشارت الى انها ستعمل على تخفيض ما ستصدره من نفط الى الولايات المتحدة الامريكية بمقدار (150000) الف برميل مع الاحتفاظ بالعقد المبرم مع وزارة الطاقة الامريكية الخاص بتجهيز الاخيرة بـ (200000) الف برميل يوميا للاحتياطي الاستراتيجي الامريكي.
وبحلول نهاية عام 1981 قررت الادارة المكسيكية تصدير ما نسبته 60% نفطا ثقيلا و40% نفطا خفيفا ، والسبب في ذلك يعود الى تكلفة الانتاج التي يتطلبها تصدير النفط الثقيل ، وبهذا القرار انخفض سعر النفط الثقيل بمقدار (6) دولارات للبرميل بحجة وجود فائض كبير من النفط في السوق النفطي الدولي.
ج-المكسيك ومنظمة الاوبك :
تأثرت المكسيك بمواقف منظمة الاوبك واستفادت من مقرراتها الخاصة بالأسعار ، اذ ان اسعار النفط المكسيكي كانت تتأثر بشكل مباشر بأسعار نفط الشرق الاوسط لأنه يعامل معاملة نفط الاخير سيما في حوض الكاريبي ، وبشكل عام ظلت المكسيك تفضل البقاء حرة في تحديد سعر نفطها دونما الانتماء للمنظمة لما يفرضه ذلك من التمسك الكلي بمقرراتها علما ان الرئيس والمسؤولين اكدوا على احترامهم وتقديرهم لمنظمة الاوبك وعدم العمل باي شكل من الاشكال ضد سياستها . هذا فيما اشاركاتب التقرير الى ان المكسيك طالما كان وضعها مستقرا خارج المنظمة فانها ستبقى على هذا النحو ، ولكن فيما لو حتم وضعها ومصالحها المستقبلية الانتماء للمنظمة فانها ستعمل ذلك في الوقت المناسب .