الشاعر هادي الربيعي والرمز المبتدع
د.ميس هيبت 
هادي الربيعي شاعر ولد في بعقوبة 1944 أنهى دراسته الإعدادية 1967 ولم يكمل دراسته الجامعية لظروف اقتصادية ،بدأ حياته العملية عامل بناء ثم عمل موظفا في دائرة البريد في بعقوبة وانتقل إلى كربلاء وعمل مدقق حسابات وأحيل على التقاعد سنة 1989م ومن أعماله :أغاني الطائر الأخضر 1968 البحث عن الزمن الأبيض 1977 ، و ارتحالات 1981م ،ونقوش على نصب الشهيد 1987 م،و قلائد الدرر1999م ،وله رواية بعنوان العاصفة 1983م توفي سنة 2013  ،ويشكل الرمز في شعر هادي الربيعي ظاهرة ملفتة فهو يلجأ إلى الرمز المبتدع وهو الرمز الذي يكتشفه الشاعر من العدم ولا يكون له استعمال سابق وهذا ما نجده عند الشاعر هادي الربيعي  الذي استعمل رمزا  مبتدعا وهو (نورندا)  في نص يوحي بالقلق النفسي وعدم الراحة1 
احياناً انهض من نومي 
وازورُ شوارعَ تعرف وجهي 
وشجيراتٍ تهتف باسمي 
والحراسُ الليليون اعتادوا هذا المجنون الليلي 
الباحث في عمق الليلْ 
عن نورندا 
اتوقف عند عبارتٍ مبهمةٍ في الجدران 
لا يعرفها.. إلا نورندا
 النص يوحي بالقلق النفسي وعدم الراحة فهادي الربيعي اضطر إلى ترك مدينته الأصلية   ديالى والتوجه إلى كربلاء ومكث فيها وأحب سيدة تدعى نورية2 واقترن بها ووجد فيها الأمان ،وما كان يفقده أثر تعقب السلطات  ووجدها الوحيدة  التي تشاركه همومه ،وما يعاني و يعاود رمز نورندا الظهور في قصائد عدة ففي قصيدة أخرى يعبر عن آلامم  نورندا وهمومها وأحزانها  لعلها وتعرضت  للانتقاد واللوم  من المجتمع المحيط  لأنها تزوجت الربيعي وهو رجل متزوج من امرأة أخرى قائلا 3:
نورندا …
لن يفهما أحدٌ 
في  هذا العالم 
من يفهم 
كيف تطير الروح 
وتبحث عن توأمها!
كم يتحتم  أن تتألم 
وسط ضجيج 
فالرمز المبتدع الذي لجأ إليه الشاعر هادي الربيعي يشير بوضوح إلى خياله الخصب الذي مكنه من اكتشاف مساحة للإبداع والتعبير خارج النمط المألوف .
…………………………
مصادر المقالة
1)معجم المؤلفين والأدباء في كربلاء/395
2)ارتحالات /77.
3 )لقاء مع الدكتور عبود جود الحلي تحدث فيه عن تجربة هادي الربيعي الشعرية.

شارك هذا الموضوع: