الصناعة الركيزة الأساسية وقاطرة التنمية الاقتصادية
مقالة بقلم الأستاذ المساعد الدكتور عدي فاضل عبد الكعبي
قسم الجغرافية التطبيقية
كلية التربية للعلوم الإنسانية
جامعة كربلاء
يعد تنويع النشاط الاقتصادي تاريخيا للدول المصدرة للنفط مهمة صعبة للغاية كما يتضح من خلال حقيقة أن عددا من البلدان العالمية نجحت في تنويع نشاطها الاقتصادي وتقليل اعتمادها على النفط،خاصة عندما يكون انتاجها النفطي متاحا وكافيا لفترة طويلة.
أن التصنيع اليوم هو مفتاح للتنمية المستقبلية وذلك من خلال خلق قاعدة صناعية قوية تنافسية.لقد شهدنا تحولات كبيرة في الجانب الصناعي لاسيما التعديني منها وذلك من خلال استحداث لوائح وانظمة تنظم العلاقة مابين المستثمر والجهات المعنية بذلك اضافة إلى زيادة القنوات التمويلية الصناعات في بعض البلدان لاسيما النامية منها والذي يضمن تذليل الصعوبات لخلق بيئة صناعية جاذبة ومستقرة تعزز من التنافس مابين القطاعات الصناعية محليا ودوليا وتزيد من قيمة المحتوى والناتج القومي والاجمالي في دعم المنتجات الصناعية المصنعة محليا.
أن التكامل الكبير بين القطاعات الصناعية والجهات الحكومية وشبه الحكومية في دعم المبادرات والاستثمارات ساعد على انعاش وتغيير واقع الصناعة في بعض البلدان وبالتالي ساهم في وجود علاقة وثيقة ووطيدة بين النمو في القطاع الصناعي وارتفاع مستويات التعليم وزيادة الدخل القومي والوطني وتحسين نوعية الحياة.فعلا سبيل المثال لا الحصر عندما كانت بريطانيا في طريق التصنيع زاد إجمالي الدخل القومي بأكثر من (600%) مابين المدة (1801_1901) بحلول عام (1850) وكان العاملين في بريطانيا والولايات المتحدة يكسبون في المتوسط (11) ضعفا اكثر من العاملين في الصناعة في الدول غير الصناعية.
أن التأثيرات الدائمة والتراكمية والتحفيز والدعم المادي للمشاريع الصناعية شجع العاملين على نشاط اكثر قيمة وانتاجية افضل مصحوبا بسلع راسمالية كبيرة.ولعل دولة هونغ كونغ ذات المساحة الصغيرة التي لاتتجاوز (1000) كم مربع والتي تفتقر إلى الاراضي والموارد الطبيعية مقارنة بالقوى والدول الصناعية الكبرى مثال حي على التاثير الدائم والتراكمي للقطاع الصناعي على الفرد والاقتصاد بصورة عامة.
فالصناعة ركيزة مهمة واساسية في تطوير وتقدم البلدان خاصة التي تنوع اقتصادها في مختلف المجالات.
كتبت هذه المقالة بتأريخ 10/1/2025