تأثير العوامل البشرية في مراكز تسويق المنتجات الحيوانية في العراق
م.د. زيد كميل جواد 
Zaid.kumial@s.uokerbala.edu.iq 
المقدمة
تعد الثروة الحيوانية من الموارد الاقتصادية المهمة في العراق، حيث تسهم في توفير الغذاء والمواد الخام للصناعات المختلفة، إضافة إلى دورها في تعزيز الأمن الغذائي. ومع ذلك، يتأثر تسويق المنتجات الحيوانية بالعوامل البشرية بشكل كبير، حيث تلعب الأنشطة البشرية والتنظيمات الاقتصادية والاجتماعية دورًا في تحديد كفاءة عمل مراكز تسويق هذه المنتجات. وفيما يلي تحليل للعوامل البشرية المؤثرة على مراكز تسويق المنتجات الحيوانية في العراق.
١-تأثير الإدارة والتنظيم
أ-نقص التنظيم في الأسواق المحلية:
تعاني مراكز تسويق المنتجات الحيوانية في العراق من ضعف التنظيم والإدارة، مما يؤدي إلى فوضى في عمليات البيع والشراء. غياب القوانين والأنظمة المنظمة لهذه الأسواق يؤدي إلى عدم استقرار الأسعار ويضر بالمربين والمستهلكين.
ب- عدم توفر البنية التحتية المناسبة:
تعد مراكز التسويق في العراق بحاجة إلى تطوير، سواء من حيث تجهيزها بالمرافق الصحية أو وسائل الحفظ والتخزين. عدم توفر هذه المرافق يقلل من كفاءة التسويق ويؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المنتجات الحيوانية بسبب التلف.
٢-تأثير الوعي الثقافي والتعليمي
أ-ضعف الثقافة التسويقية:
العديد من العاملين في مجال تربية المواشي وتسويق المنتجات الحيوانية يفتقرون إلى المعرفة بأساليب التسويق الحديثة. يعتمد أغلبهم على الطرق التقليدية في البيع، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية بسبب ضعف التفاوض والتسعير غير المناسب.
ب- التعليم والتدريب المهني:
قلة مراكز التدريب والتعليم التي تقدم برامج متخصصة في تحسين أساليب التسويق والإنتاج الحيواني تعد من التحديات الكبيرة. يؤدي هذا النقص إلى استمرار الاعتماد على الطرق القديمة، مما يقلل من القدرة التنافسية للمنتجات العراقية.
٣-تأثير الأنشطة الاقتصادية
أ-ارتفاع تكاليف الإنتاج:
ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية نتيجة العوامل الاقتصادية يؤثر بشكل مباشر على تكاليف تربية المواشي. هذا الارتفاع يؤدي إلى تقليل هامش الربح، مما يضعف الدافعية لدى المربين ويقلل من كميات المنتجات الحيوانية المتاحة في الأسواق.
ب- التنافسية والأسواق الخارجية:
قلة الدعم الحكومي للمربين والتجار تجعل من الصعب منافسة المنتجات الحيوانية المستوردة التي غالبًا ما تكون أقل سعرًا وأكثر جودة بسبب الدعم في دول المنشأ.
٤-تأثير العوامل الاجتماعية والسياسية
أ-النزاعات وعدم الاستقرار السياسي:
تأثر قطاع الثروة الحيوانية في العراق بشكل كبير بالنزاعات وعدم الاستقرار السياسي. أدت هذه الظروف إلى تعطيل مراكز التسويق، ونزوح السكان من المناطق الريفية التي تعد مركزًا رئيسيًا للإنتاج الحيواني، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج.
ب- الهجرة من الريف إلى المدن:
نتيجة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، يشهد العراق هجرة متزايدة من الريف إلى المدن، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد المربين وتقليل الإنتاج الحيواني. هذه الظاهرة تترك آثارًا مباشرة على توفر المنتجات الحيوانية في الأسواق المحلية.
٥-تأثير الدعم الحكومي والسياسات العامة
أ-ضعف الدعم الحكومي:
يواجه قطاع تسويق المنتجات الحيوانية في العراق تحديات كبيرة بسبب قلة الدعم الحكومي للمربين ومراكز التسويق. غياب الاستثمارات في البنية التحتية والأسواق المنظمة يزيد من صعوبة تسويق المنتجات الحيوانية.
ب- السياسات الاقتصادية غير الفعالة:
السياسات الاقتصادية الحالية غالبًا ما تكون غير موجهة بشكل جيد لدعم القطاع الحيواني. غياب التخطيط الاستراتيجي يجعل من الصعب تنظيم الإنتاج والتسويق بشكل يناسب احتياجات السوق.
الحلول المقترحة لتطوير تسويق المنتجات الحيوانية
١-تحسين البنية التحتية:
يجب بناء مراكز تسويق حديثة مزودة بمرافق تخزين وحفظ متطورة، إضافة إلى تجهيزها بوسائل نقل مبردة للحفاظ على جودة المنتجات الحيوانية.
٢- التعليم والتدريب:
إنشاء برامج تدريبية للمربين والعاملين في قطاع التسويق لرفع كفاءتهم في استخدام أساليب التسويق الحديثة، وتحسين مهاراتهم في التسعير وإدارة الأسواق.
٣- الدعم الحكومي:
توفير دعم مالي وتقني للمربين، وضمان استقرار أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية لتحسين الإنتاج الحيواني وزيادة جودته.
٤- تعزيز التعاونيات الزراعية:
إنشاء تعاونيات تسويقية تجمع بين المربين والتجار لتنسيق عمليات البيع، وضمان تحقيق العدالة في التسعير وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات المحلية.
٥- تطوير القوانين التنظيمية:
وضع قوانين وتشريعات تنظم عمل مراكز التسويق وتضمن توفير بيئة تنافسية عادلة تحمي المربين والتجار من الاستغلال.
الخاتمة
يتأثر تسويق المنتجات الحيوانية في العراق بشكل كبير بالعوامل البشرية التي تشمل التنظيم والإدارة، والوعي الثقافي والتعليمي، والأنشطة الاقتصادية، والعوامل الاجتماعية والسياسية. ولضمان تحسين هذا القطاع الحيوي، يجب تبني سياسات شاملة تركز على تحسين البنية التحتية، وتوفير التدريب والتعليم، وتعزيز الدعم الحكومي. بذلك يمكن للعراق تحقيق تقدم ملموس في تسويق المنتجات الحيوانية وضمان استدامة هذا القطاع المهم في دعم الاقتصاد الوطني.

شارك هذا الموضوع: