إدارة الازمات والضغوطات بالتفكير الإيجابي
م.م ايلاف محمد عباس
طرائق تدريس التاريخ
قسم التربية للعلوم الإنسانية/ قسم التاريخ
الازمة تعني شِدَّة او ضيق او مشكلة سواء كانت مالية/ سياسية/اجتماعية تصيب الانسان بحالة من التوتر لذا الازمات تعد نمط معين من المشكلات او الصعوبات التي تواجه الفرد او المجتمع وتشعرهم بعدم الرضا تؤثر سلباً وتعرقل ديمومة الحياة بشكلها الطبيعي.
هناك عدة أنواع للازمات حسب التصنيفات والاسس التي يعتمدها الباحثين:
منها من تندرج لدرجة شدتها ازمة ضعيفة وأخرى عنيفة، ومنها من تندرج وفقا لمستوى حدوث الازمة أي تحدث على مستوى كلي او جزئي، والبعض لمعدل تكرارها أزمات دورية وازمات غير دورية، واخرى وفقا لدرجة تأثيرها بشكل جوهري ام تأثير هامشي، اما أزمات الاعمال ومنها ازمة الصورة الذهنية العامة للمنظمة او ازمة فشل المنتج او ازمة التحول السوق المفاجئ وغيرها، وأزمات الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان، أزمات وفقا لموضوع الازمة مادية ملموسة كانت او معنوية او معنوية ومادية كلاً حسب حدوثه.
ادارة الازمة هي عملية توجيه وتخطيط وتنظيم وتطبيق استراتيجية معينة مصممة للتعامل مع أي موقف سلبي مفاجئ يتعرض له الفرد او المجموعة كلاً حسب موقعه لإعادة حالة التوازن وإزالة التوتر والضغط الحاصل من الازمة التي تعرض لها.
التفكير الإيجابي قدرة الفرد الواعية باستعمال العقل بطريقة إيجابية فعالة ذات طابع تفاؤلي في معالجة المشكلات الحياتية والتغلب عليها بطريقة تشعر الفرد بالرضا والتقبل الإيجابي للذات.
نرى ان المفاهيم الحديثة للتفكير الإيجابي ارساها نورمان بيل ((Norman.V.Peel (31 مايو 1898 – 24 ديسمبر 1993) : هو كاتب امريكي معروف بعمله في الترويج لمفهوم التفكير الإيجابي، وخاصة من خلال كتابه الأكثر مبيعًا قوة التفكير الإيجابي. بين الحربين العالميتين وهو اول من تنبأ بقوة التفكير الإيجابي واكد على قدرته على تغيير المواقف الصعبة التي يمر بها الانسان في تلك الفترة.
نجد في بعض الحالات انسان يفقد السيطرة على اكمال مسيرة حياته بشكلها الطبيعي من اقل موقف سلبي او ازمة تعرض لها، نراه يستسلم ويرفض اكمال الطريق كأن يكن انسان بدأ مشروع خاص وتعرض لخسارة مالية وأصبح تحت ضغط وتوتر لأنه خسر يرفض اعادة المحاولة لإنجاح مشروعه او إقامة أي مشروع اخر او طالب فشل باختبار معين ودخل بأزمة وضغط صعوبة هذه المادة وعدم الرضا لإكمال الدراسة بسبب هذه المادة لذلك على الانسان عندما يتعرض لاي موقف سلبي ان يتعامل معه بهدوء ويعالجه بتفكير إيجابي.
التفكير الإيجابي مصدر قوة وحرية فهو مصدر قوة لأنه يزيد من مهارة وثقة الفرد على التفكير في الحل حتى يجده، وهو مصدر حرية أيضا لان الفرد سيتحرر من معاناة سجن التفكير السلبي واثاره النفسية والجسمية.
فالمفكر الإيجابي تجده دائما يستخدم مفردات إيجابية للتعبير عن مشاعره وأفكاره الداخلية والنظر بصورة إيجابية للأحداث ويصب اهتمامه وتركيزه على العمل والنجاح، فالمفكر الإيجابي لا يفكر ابدا بالخسارة وانما يطمح ويبرمج ذاته على الوصول للنجاح والفوز دائما.
اكد العالم سيلجمان (1998) في نظريته التي ركز فيها على هذا المفهوم بتعديل الأفكار المغلوطة واستبدال الأفكار التشاؤمية والسلبية والانهزامية بأفكار إيجابية واقعية منطلق من فكرة رئيسية مفادها ان المنحى المفرط نحو المرض قد تجاهل فكرة الانسان المتفتح الإمكانات ،كما تجاهل ان السلاح الفعال هو بناء الاقتدار الإنساني وقد أشار ان كل من التشاؤم والتفاؤل هما اسلوبان في التفكير لتفسير الاحداث والوقائع وطريقة تفسيرنا لهذه الاحداث تتوقف على الفكرة التي نكونها عن القيمة العامة لأنفسنا ولمكانتنا في الحياة بإمكاننا ان نتعلم التفاؤل او التشاؤم بناء على خبرتنا ونمط التنشئة التي تربينا عليها من حب وتشجيع وتعزيز او اهمال وزجر و حط من القدر، حيث ان هذا الأسلوب سواء كان تفاؤلي او تشاؤمي في التفكير عند الانسان يمكن إعادة تعلمه او استبداله وبمعنى اخر ان للتنشئة الاجتماعية والخبرة الاجتماعية والمهنية والمستوى التعليمي له اثر كبير على تنمية التفكير الإيجابي والسلبي.
لذلك يرى سيلجمان ان من الضرورة تنمية الصفات الإيجابية في شخصية الفرد، لذا تعد هذه الصفات حصن قوي منيع ضد الضغوط ونواتجها السلبية التي تؤدي الى الفشل فلهذه الصفات دور فاعل وايجابي في اثارة السعادة الداخلية لدى الفرد فهي السبيل للوصول للنجاح والتغلب على الازمات والصعاب فهي تعمل على:
تقوية الثقة بالنفس: تزداد ثقته بنفسه من خلال امتلاكه التوقعات الإيجابية عن ذاته وشعوره الدائم بانه انسان متمكن وقادر على تخطي الصعاب والمشاكل.
التحكم في الأفكار: يحدد الاهداف المراد الوصول اليها وهذا يجعل الفرد أكثر تحكما بذاته وأكثر سيطرة بتصرفاته عند الغضب لأنه أكثر معرفة بنتائج الأمور.
التقدم الشخصي: ان الثقة بالنفس والقدرة على التحكم بالأفكار وتحديد الهدف يجعل الانسان ناجح ومتقدم في كل مجالات الحياة بإمكانه تجاوز العثرات والازمات.
يعد التفكير الإيجابي أفضل علاج لحل الازمات لما له من رد الفعل الإيجابي فالنجاحات المتتالية ستعود بردة فعل إيجابية اقوى وأكبر على ذات الفرد او الجماعة مما تدفعه للتقدم والتطور أكثر فأكثر.