” ام الرشراش تحت الاحتلال الصهيوني 1949 “
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
تقع ام الرشراش بين البحر الميت والبحر الأحمر , تحديدًا اقصى جنوب فلسطين على خليج العقبة , تحدها طابا المصرية من الغرب وتفصلها في الوقت نفسه عن مدينة العقبة الأردنية , سميت سابقًا ” قرية الحجاج ” حيث كان الحجاج المصريون يستريحون فيها اثناء مسيرهم إلى الحجاز للحج .
تنوعت الأهداف والمقاصد الصهيونية خلف احتلال ام الرشراش ما بين ما هو اقتصادي وعسكري وجيوسياسي , تحت مسعى الكيان الصهيوني إلى اثبات وجوده ضمن دولة عظمى مصغرة أو دولة عظمى إقليمية .
برزت ضرورة امتداد الكيان الصهيوني حتى سواحل البحر الأحمر من اجل الحصول على المكانة السياسية والعسكرية المتميزة التي يتمتع فيها البحر الأحمر , فبدأت المساعي الصهيوني منذ 1902 عندما ذكر هرتزل في رسالة بعثها الى روتشيلد ان ” العريش وسيناء هي ارض اليهود العائدين الى وطنهم “ , وصرح غوربون في 1948 ” ان الشعب اليهودي سيعود الى الاستيطان في ارض الآباء والأجداد الممتدة من النيل الى الفرات “ .
صدر في التاسع والعشرون 1947 قرار 81 للأمم المتحدة والقاضي بتقسم فلسطين الى دولة عربية واخرى يهودية ومنطقة ام الرشراش تعد منطقة مدولة , وبالتالي منطقة ام الرشراش وفقاً لتقسيم خارج الدولة اليهودية , وابقى الوضع القانوني لخليج العقبة تحت سيادة مشتركة لمصر والاردن والسعودية على ان اندلعت حرب فلسطين 15مايو عام 1948 فور انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في 14مايو 1948 .
عقب الهدنة في رودس بين مصر واسرائيل في 24 فبراير 1949 تحركت بعض القوات الصهيونية في 10 مارس 1949 واحتلت ام الرشراش على خليج العقبة برغم من وقف جميع التحركات العسكرية التي تضمنتها احكام الهدنة المفروضة من مجلس الأمن على المقاتلين , وتمركزت القوات الصهيونية على الحدود المصرية والاردنية على شريط يبلغ عرضه خمسة أميال وجعلت منه منفذًا لها على البحر الاحمر وحولت ميناء ام الرشراش إلى ميناء إيلات .
حقق الصهاينة عدة نتائج نذكر البعض منها استكمال قطع التواصل البري بين الدول العربية في الشطر الآسيوي عن نظيرتها في الشطر الأفريقي , القضاء على فرضية ان البحر الأحمر بحيرة عربية , حبس مصر خلف حدودها وبالتالي منعها من إقامة أية تحالفات مع الدول العربية الأخرى , القضاء على اهمية قناة السويس عن طريق تخزين نفط في النقب على خليج العقبة ومن ثم ايصاله في انابيب الى تل ابيب وحيفا وبالتالي من الممكن طرح قناة ام الرشراش (ايلات) بديل لقناة السويس .