دور الكفاءة الذاتية للذاكرة في حياة الفرد
     اهتم علماء النفس بالجوانب الإيجابية للسلوك الانساني لزيادة كفاءة الأفراد وقدرتهم على الإنجاز ونجاحهم في الأداء ويتجلى ذلك من خلال النظريات الاجتماعية المعرفية التي طرحت العديد من هذه الجوانب الايجابية كالكفاءة الذاتية التي تعد من البناءات النظرية التي تقوم على نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي ( (Mohammadi & Saravani, 2015: 186 ويعد مفهوم الكفاءة الذاتية المدركة أحد أهم مفاهيم أبعاد شخصية الفرد سـواء للمربين أو المعلمين، حيث يرتبط بتوقعات وقناعة الفرد الذاتية لمدى قدرته على الأداء والعمل، والتي في النهاية تحدد طبيعة ومدى السلوك الذي سيقوم به، من خلال اختياره للمواقف الخبراتية، وجهده الذي ينوي بذله، وقوة إرادته ومثابرته على إنجاز الموقف. يعتبر مفهوم الكفاءة الذاتية محوراً رئيسياً من محـاور النظريـة المعرفيـة الاجتماعية التي ترى أن لدى الفرد القدرة على ضبط سلوكه نتيجة ما لديه من معتقدات شخصية، فالأفراد لديهم نظام من المعتقدات الذاتية يمكنهم من التحكم فـي مـشاعرهم وأفكارهم ( 189 :1986 ,Bandura).
وفقا لطبيعة النشاط العقلي تقسم الذاكرة الى ثلاثة انواع، وهذه الأنواع الثلاثة:
1- الذاكرة الحسية: تتعلق الذاكرة الحسية بالانطباعات المتجمعة عن جميع المنبهات والمثيرات الخارجية والداخلية من خلال أعضاء الحس ويتضمن هذا الشكل بالتالي أشكال فرعية أخرى مثل الذاكرة البصرية والذاكرة السمعية واللمسية والشمية والتذوقية اي ان الذاكرة الحسية هي نتيجة اي منبه حسي يترك انطباعاً حسياً ويطلق علماء النفس على هذا الانطباع بالذاكرة الحسية والمعلومات في الذاكرة الحسية تفقد بعد ربع ثانية ويمكن حفظ المعلومات مؤقتا إذ انتبه الفرد اليها وحاول فهم معناها مما يؤدي الى انتقالها الى مخزن الذاكرة قصيرة المدى.
٢-الذاكرة قصيرة المدى: يهتم هذا النوع من الذاكرة بملاحظة وفرز الأحداث اليومية فيبقى المهم فيها وتتخذ الإجراءات اللازمة لنسيان البعض الآخر، فالذاكرة قصيرة المدى هو احد اشكال الذاكرة تستخدم لمعالجة خبرات الحياة اليومية والاحتفاظ بالمعلومات والأفكار والخبرات التي يعيها الفرد في أي وقت محدد بصفة مؤقته خلال (15 ثانية) ولا يكون قادر الفرد على استرجاع المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى بعد ١٥-٢٠ ثانية, الا اذا تم معالجتها أو نقلها الى الذاكرة بعيدة المدى .
3-الذاكرة طويلة المدى: نظام مؤهل لتخزين كمية هائلة من المعلومات والحقائق والمعاني يمهد لنا الحياة بأوسع معانيها وعيا وإدراكا ، فهو نظام يمكن وصفه بانه مجموعة من المواقع المعرفية التي تم ارتباطها بشكل يتسم باحتوائه على المفاهيم التي تحمل معنى إذ ان المادة التي تختزنها الذاكرة طويلة المدى يتم فيها خزن الحقائق والمعلومات والمعاني والمفاهيم بصورة مماثلة للمادة الحقيقية أو بشكل مصغر لها، وان المادة المخزونة في الذاكرة طويلة المدى يمكن تنشيطها واسترجاعها إلى الذاكرة قصيرة المدى لمعالجة ظروف الحياة اليومية .
العوامل التي تسهم في تنمية الكفاءة الذاتية للذاكرة:
   هناك العديد العوامل التي تسهم في تنمية الكفاءة الذاتية للذاكرة، ومن أبزر هذه المصادر ما يلي: 
  1. خبرات الإتقان (Mastery Experiences) فخيرات النجاح تدعم الكفاءة الذاتية لدى الفرد؛ فإذا تكرر نجاح الفرد في أعمال معينة ازداد شعوره بالكفاءة الذاتية، في حين أن تكرار الفشل لدى الفرد يقلل من شعوره بكفاءته الذاتية.
  2. خبرات الغيرية (Vicarious Experiences) التي يستقيها الفرد من النماذج الاجتماعية المحيطة؛ إذ يزداد شعور الفرد بكفاءته الذاتية عندما يلاحظ أن من يماثلونه في القدرة قادرون على القيام بمهمة ما.
3.الإقناع :(Persuasion) تتأثر معتقدات الكفاءة الذاتية بالإقناع الذي يتلقاه الفرد من بعض الأشخاص الموثوق بقدرتهم على أداء مهمة ما.
  1. الحالات الفسيولوجية والانفعالية: (Physiological and Affective States) فمعتقدات الكفاءة الثانية تتأثر بمستوى الاستثارة الانفعالية؛ فالإثارة الانفعالية الشديدة تؤثر سلبا على الكفاءة الذاتية؛ بينما تعمل الاستثارة الانفعالية المتوسطة على تحسين مستوى الأداء ورفع الكفاءة الذاتية  .

شارك هذا الموضوع: