الأخطاء الشّائعة في المخاطبات الرّسميّة
د .علياء نصرت / قسم اللغة العربية
كانتْ ومازالتْ جُهود الباحثينَ اللغويينَ بارزة في التصدّي لتنقية اللغة بما يشوبها من أخطاء في استعمالها على مستوى البنية أو الدلالة ، ولم يكتفِ هؤلاء الباحثون والمهتمون باللغة في التصدّي للأخطاء اللغوية ، بل انبرى منهم في العصر الحديث للتصدّي لشيوع الأخطاء في المخاطبات الرسمية ،وهي أساس التعامل والتواصل بين المؤسسات الحكومية سواء أكانت وزارات أم مؤسسات أم مديريات إلى غير ذلك ، وعليه فإنّ للمخاطبات الرسمية أهمية كبيرة قد تعادل أهمية نص دستور الدولة لما يترتب على مضامينها من إجراءات وقرارات مصيرية قد تتعلق بأمن الدولة واقتصادها بشكل عام ووضع المؤسسات المتخاطبة بشكل خاص ، وعليه يجب الاهتمام بالكتب الرسمية من حيث الشكل والمضمون واللغة ، والمخاطبات مفردها (مخاطبة) وتعني التواصل والتحدث بين طرفين أو أكثر سواء أكانت حقيقية أم غير حقيقية ،وإن اختيار الكلمات وصياغتها وفق قواعدها الاملائية تعدّ شرطا من شروط الكتابة الصحيحة للبحوث أو الكتب الرسمية والمخاطبات ، وتوجد مشكلة شائعة عند المجتمع والباحثينَ والمتحدثينَ بكلّ وسائل الاتصال المختلفة هي كثرة الأخطاء اللغوية ولاسيّما في كتابة المخاطبات الرسمية وأصبحت شائعة لدى مستعمليها لعدة أسباب منها ضعف الذائقة والجهل بالقواعد العربية وقلة الثقافة ، ومن أهم الأسس لتحرير المخاطبات هو قراءة الموضوع جيدا والإحاطة بأولياته وتحريره مقطعا مقطعا واختيار العبارات الجيدة الخالية من التكلف والحفاظ على قواعد اللغة وروابطها وعدم الاستطراد فيما لا حاجة إليه واستعمال علامات الترقيم بالشكل الصحيح وتصحيحه ومراجعته قبل إخراجه إلى الجهة المعنيّة ،ومن مفردات الاستهلال في الكتب الرسميّة : ( استنادًا إلى )…يستعمل في استهلال الكتب التي اعتمد في مضمونها على منطوق أو مفهوم قوانين الدولة الملزمة . ( إشارةً إلى) … تستعمل لربط الكتاب المجاب به بالكتاب المجاب عنه ؛ليوفر للمتلقي الوقت والجهد في البحث عن أوليات الموضوع واسترجاعها ، وسهولة الاطّلاع على مضمون الكتاب ومحتواه .( إلحاقًا ب) … تستعمل للاستدراك على كتاب سابق صادر من الجهة المستدركة نفسها؛ لوجود ما طرأ على الكتاب الأول ، زيادة عليه أو نقصا منه أو تغييرا فيه .( امتثالا لـ)… تستعمل في سياق تطبيق أومر الجهات العليا .( بناءً على ) … تستعمل للدلالة على ما تصدره الجهة العليا في الشركة من الأوامر والقرارات ، أو ما تقدّمه اللّجان والاجتماعات من المقترحات والتوصيات التي تقتضي إجراءً معينا ؛ خدمة للشركة ومصلحة موظفيها . (تأكيدًا لـ )… تستعمل عند تباطؤ الجهة المخاطبة في الردّ على كتاب سابق ؛ ليحثها على الإسراع في الإجابة عليه .( تثمينًا لـ) … تستعمل في تحرير مكافأة موظف ٍأو دائرة (وحدة ، أو شعبة ، أو قسم ، أو هيأة ) ماديا أو معنويا إزاء جهد إضافي قدموه إلى الشركة أو في مصلحتها .( تنفيذًا لـ) …تستعمل في سياق تطبيق التعليمات والتوجيهات التي تصدرها الجهات العليا في الشركة .( ربطًا )… تستعمل للدلالة على أنّ ثمة ورقة ًأو مرافقة للكتاب ولاحقة له . (عطفًا على )… تستعمل لعَزو الكتاب إلى مصادره الأولى التي صدر عنها؛ إيذانا بتبعيته واشتراكه معها في الالتزام بما يقتضيه مضمون ذلك الكتاب .( عملا ب )…تستعمل في سياق ما يوجبه تشريع ما على الموظف أو دائرته سواء أكان هذا التشريع قانونا أم قرارًا أم أمرًا. (نظرا لـ )… تستعمل للدلالة على وجود أو خلل أو مقتض آخر يستدعي الكتابة إلى الجهة المعنيّة ؛لتدارك الموضوع ومعالجته. ومن الكلمات الشائعة كلمة (كادر) والبديل الصحيح لها المِلاك بكسر الميم فنقول الملاك الفني وشاعت كلمة ( اعتبارا من) في المخاطبات الرسمية والصحيح ابتداء؛ لأنّ اعتبارا من العبرة . وشاع كذلك في المراسلات والكتب الرسمية استعمال كلمة ( مُدراء ) جمعا لمدير فيكتبون : مدراء الأقسام وهذا الاستعمال غير صحيح فجمع كلمة ( مدير) الصحيح مديرون فنكتب (مديرو الأقسام) وهكذا، فالمدراء في اللغة : هم المطيّنون للجدران وغيرها. ويشاع استعمال (الصالح العام ) أو لصالح كذا بدلا عن (المصلحة العامة ) وهو استعمال خلط بين صيغتين لا تنوب إحداهما عن الأخرى ؛ لأن لكل منهما دلالة خاصة لا تغني عنها الأخرى ، فالصالح ضد الفاسد، وفعله : صَلَح ، والجمع صُلحاء ، أما المصلحة فهي مفرد المصالح ، والمصلحة : ما فيه الخير والمنفعة وعكسها المفسدة وعليه نكتب : خدمة للمصلحة العامّة ولا نكتب خدمة للصالح العام .