تعريف المعجم : هو الكتاب الذي يجمع الألفاظ العربية ، ويرتّبها بطريقة علمية تبعًا لترتيب حروفها و لمعانيها ، لذا يُعدّ المعجم ملاذ الدارسين ؛ لأنه يكشف لهم عمّا يستعصي فهمه من الألفاظ ، ويوضّح دلالاتها .
وعُرفت اللغة العربية بإبداعها في فن كتابة المعجم ، فقد ألف اللغويون العرب عشرات المعجمات ، ووضعوها بطرائق عدّة ، واشتهرت هذه الطرائق التي صارت مدارس تأليفية يُحتذى بها ، ومن أشهر هذه المدارس :-
مدرسة العين : نسبة إلى المعجم (العين) الذي ألّفه الخليل بن أحمد الفراهيدي (تـ 175 هـ) ، واعتمد الخليل في ترتيب الألفاظ في معجمه على ثلاثة أسس هي :
المخارج : فقد رتّب الألفاظ بحسب الأصوات الدّاخلة فيها ، ورتّب الصوات بحسب مخارجها ، على النحو الآتي : (ع ح هـ خ غ ق ك ح ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ا ي) ، فجعل لكل صوت باباً جمع كلّ الألفاظ التي فيها هذا الصوت .
الأبنية : قسّم الخليل الألفاظ في كل كتاب بحسب بنية الكلمة ، كما يأتي :
الثلاثي الصحيح المضاعف ، مثل : عفّ
الثلاثي الصحيح ، مثل : عَلِمَ
الثلاثي المعتل بـ (حرف واحد) ، مثل : عون ، وقف ، سعى .
الثلاثي المعتل بـ (حرفين ) ، مثل : وعى – حذف
الرباعي ، مثل : بعثر
الخماسي ، مثل : سفرجل
التقاليب : فقد كان الخليل يقلّب الأحرف ، ويعيد ترتيبها حتى يصل إلى كل لفظة ممكن أن تنتج عنها ، مثل : ردّ – ردَّ – درَّ ، ومثل ( ع ب ل ) : بعل – بلع – لعب – لبع – عبل – علب = 6
وكان يذكر لكل لفظة معناها ، ويشير إلى غير المستعمل من هذه الصور اللفظية .
مدرسة الجمهرة : نسبة إلى معجم (جمهرة اللغة) الذي ألّفه ابن دريد (تـ 321 هـ) ، وقسّم ابن دريد معجمه على أساس الأبنية ، ورتّب الألفاظ بحسب النّظام الألفبائي ، وهو : ( أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي ) ، والتزم بنظام التقاليب الذي ابتكره الخليل .
مدرسة الأساس : نسبة إلى معجم (أساس البلاغة) الذي ألّفه الزمخشري (تـ 538 هـ) ، ورتّب الزمخشري معجمه على أساس اللفظ الأول ، واعتمد على النظام الألفبائي ، ويعد هذا المعجم أسهل المعجمات في إيجاد الألفاظ ، وانفرد أساس البلاغة عن سائر المعجمات بأنَّه لم يذكر كل مفردات اللغة ، بل ذكر أشهرها كما أنّه اعتنى بذكر المعاني المجازية لكل لفظة ، وأعطى لها الأمثلة من الشعر والقرآن ، والحديث .