مصادر البيانات السكانية
كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم التاريخ     م.م رغد عبد زيد علي
كانت الدراسات السكانية في جميع مراحلها تعتمد على مدى توفر البيانات الاحصائية الاساسية وهذا ما يفسر ارتباطها الوثيق بالديموغرافيا فالظهور المتاخر لدراسات السكانية تعود الى ظهور الديموغرافيا في مدة تاريخية متأخرة وتشمل مجموعة المصادر التي تحتوي على البيانات الاولية أو الخام والتي تعتمد عليها الدراسات السكانية المختلفة وهذه المصادر منها ما هو محلي او اقليمي ومنها ما هو دولي كما ان منها ما يصدر بشكل دوري ومنها ما يصدر بشكل غير منتظم ويمكن تقسيمها الى مجموعتين هما
اولا/ مصادر البيانات الثابتة :- وهي التي تدرس توزيع السكان وتركيبهم في تاريخ محدد ومن أهمها (التعدادات, والمسح بالعينة)
ثانيا/ مصادر البيانات غير الثابتة :- وهي التي تدرس حركة السكان في المجتمع مثل سجلات المواليد والوفيات والزواج والطلاق وسجلات الهجرة .
اولاً/ مصادر البيانات الثابتة
-1 التعداد السكاني :- وهو المصدر الأول والرئيسي لدراسة توزيع السكان ويعرف بأنه العملية الشاملة لحصر الأفراد والتعرف على حالتهم الاقتصادية والاجتماعية في الدولة وفي زمن معين. ويجري التعداد على فترات زمنية منتظمة (كل عشر سنوات أو خمس سنوات ).والهدف الرئيسي من تعداد لسكان في توفير البيانات الاساسية الازمة لصنع السياسات والتخطيط على مستوى الدولة بغية وضع برامج سليمة ترمي الى تعزيز رفاهية البلاد وسكانه ويقدم التعداد اسهاماً حقيقياً في عملية التخطيط العامة للبلد وادارة شوؤنه الوطنية من خلال توفير احصاءات اساسية قابلة للمقارنة عن البلد برمته وعن كل وحدة ادارية من وحداته. 
فقد قامت الحكومة العراقية بثمانية تعدادات عامة للسكان من ٩٢٧ الغاية ١٩٩٧.
-2 المسح بالعينة
تستخدم إجراءات المعاينة للحصول على المعلومات الخاصة بمجتمع معين، حيث يتم ذلك بدراسة جزء من ذاك المجتمع بدالاً من دراسة جميع أفراده ويسمى هذا الجزء المسح بالعينة يجب اختيار العينة بطريقة تعطي صورة صادقة عن المجتمع الكمي بالنسبة لمظاهره . في العينات السكانية غالباً ما تكون وحدة المعاينة هي الأسرة وليست الفرد. تستخدم العينة للحصول على معلومات أكثر تفصيلا وتعقيداً . من مميزاتها اختصار الوقت والجهد والمال . يبقى للعينة وظيفتها الخاصة وهي دراسة حالة السكان واتجاهات حركة السكان في ظل قصور معلومات التعداد العام . واستخدمت العينة في كثير من الدول كبديل للتعداد العام.
وحل المسح بالعينة محل التعداد في كثير من البلدان النامية لان تكلفته اقل من تكلفة التعداد ,والعينة هي جزء من المجتمع تختلف عما يسمى بالحصر الشامل الذي يشمل افراد المجتمع ويتمثل بالتعداد القومي .
ثانياً/ مصادر البيانات غير الثابتة وتشمل-:
-1  الاحصاءات الحيوية-: 
يدون بسجلات الحالة المدنية كل ما يتعلق بحياة الاشخاص من ولادة وزواج وطلاق ووفاة ,ففي العصور القديمة كان عدد السكان يحصل عن طريق التعبئة العسكرية , اما في العصور الوسطى فقد تدون وبخاصة الاسر المالكة وطبقات النبلاء الاشراف وكبار رجال الدين .حيث تعد السجلات صورة متحركة للسكان حيث تظهر التطورات التي يشهدها الجسم السكاني عبر الزمن ,وهي عبارة عن بيانات عن كل السكان منذ الميلاد وما يصيبه من احداث حيوية هامة الى الوفاة طبقاً للنوع ،حيث توجد في الدول المتقدمة احصاءات حيوية دقيقة تشمل نحو 99% من سكانها اما الاحصاءات الحيوية في البلدان النامية لا تتجاوز 10% من سكانها ,وتعد احصاءات المواليد من أهم الاحصاءات الحيوية حيث يمكن من خلالها معرفة حركة النمو الطبيعي للسكان .
 -2  سجلات الهجرة – : 
تعد سجلات الهجرة اقل قيمة من بيانات الاحصاءات الحيوية وذلك لعدة اسباب منها ان تعريف المهاجر يختلف من مكان لاخر كذلك قد يكون التصنيف القائم على مدة الهجرة والمسافة التي يقطعها المهاجر غير واضحة كما تزداد صعوبة الحصول على بيانات الهجرة اذا كانت داخلية بين مناطق البلد المختلفة مما يلزم دراستها اعتماداً على بيانات التعداد حيث يقارن تعدادان متتابعان ثم يعرف نصيب الزيادة الطبيعية في حجم السكان والباقي بمثل الهجرة سواء كانت سالبة او موجبة .
وخلاصة نستطيع القول ان مصادر البيانات السكانية تتفاوت من حيث مدى الحصول عليها من ناحية ومدى الوثوق بصحتها من ناحية اخرى وذلك لان هناك اسباب كثيرة للأخطاء وعدم الدقة سواء في التعدادات او في الاحصاءات الحيوية منها الحذف او العد لأكثر من مرة لأغراض خاصة اهمها أغراض حكومية او انتخابية كذلك فان استمارات التعداد بعد ملئها يكون فيها نقص كثير مثل اعمار الاشخاص حتى وان ذكرت هذا الاعمار لا تكون دقيقة حيث تعاني الاحصاءات الحيوية كثيراً من النقص في بعض الدول ذلك لان المواليد لا يسجلون بأكملهم كما في بعض المناطق البعيدة عن المواصلات كما لا يسجل مواليد الاناث في بعض المناطق لاعتبارات اجتماعية مما يودي الى عدم الاعتماد كلياً على السجلات الحيوية في هذه المناطق وحتى في الدول المتقدمة لا يتم تسجيل الولادات فور حدوثها بل تتفاوت من يوم لاخر ولا تقتصر الاخطاء في المصادر الاحصائية للسكان على التعداد والسجلات الحيوية فقط بل تتعداها الى سجلات الهجرة وسجلات الزواج وقد ساعدت تكنولوجية المعلومات الحديثة على جمع وترتيب البيانات .
ومقارنتها بسهولة باستخدام الحاسب الالي الذي اصبح يمثل ثورة تقنية في الدراسات السكانية والعلمية عامة 

شارك هذا الموضوع: