مقالة : الابداع والتميز
الأستاذ المساعد الدكتور حامد شهاب احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
 قال الله تعالى: ﴿أَفَمَن یَعۡلَمُ أَنَّمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىى  إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾()  والحق الذي أنزله الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه  وآله وسلم) حض على العلم، وأعلى من قدر أهله فأي شيء أجل وأعظم من الإشادة بأهل العلم في قول الله تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ()، أي شيء ابلغ في إثارة الفكر، والترغيب في استكشاف ما في الكون من آيات، والوقوف على ما بها من أسرار، ثم بيان أن أهل الخشية الحقيقية لله تعالى هم المتأثرون بهذه الآيات، والواقفون على ما بها من شواهد على قدرة الله تعالى وحكمته.
ويكمن الدافع للإنجاز والتميز لدى بعض الأفراد في تشخيص ومعرفة القدرات الذاتية. فالأشخاص ذوي الانجازات الضخمة هم أولئك الذين يكتشفون ما منحهم الله من طاقات وقدرات، ويمكن القول هنا أن المرء مهما حاول استكشاف قدراته فإنه يبقى قاصراً عن اكتشاف جميع قدراته وطاقاته الكامنة، ويعبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في الآية الكريمة: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾. ويبقى الإنسان مدعواً باستمرار لاستكشاف قدراته لأنها تبقى الدافع الرئيس للإبداع والتميز.
التميز
  جاء في معاجم اللغة ان :  (( مَازَهُ يَمِيزُهُ مَيْزاً، ومَيَّزَهُ تَمْيِيزاً، قال تعالى: { لِيَمِيزَ اللَّهُ }() ، وقرئ: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، ويقال: انْمَازَ وامْتَازَ، قال: {وَامْتازُوا الْيَوْمَ}() ، وتَمَيَّزَ كذا مطاوعُ مَازَ، أي: انْفَصَلَ وانْقَطَعَ، قال تعالى:{ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ }() )) () ، ومايزت بين الشيئين، وتمايز القوم: تفرّقوا ()، و (( كذلك ميزته تمييزا، فانماز، وامتاز، وتميز، واستماز، كله بمعنى، و يقال: امتاز القوم، إذا تميز بعضهم من بعض، وفلان يكاد يتميز من الغيظ، أي يتقطع)) ()
يُنْظر إلى صفة التميز باعتبارها مهارةً جيدة أو سمةً إيجابية تتجاوز المعايير العادية وظيفياً وإجرائياً، حسب تعريفات خبراء التنمية البشرية وعلماء النفس ومختصي الدراسات الاجتماعية؛ وتنطبق صفةُ التميز على أداء وشخصية الفرد كما ينطبق على أداء فريق العمل أو الجماعة، إضافة إلى انطباقه على الجانب التنظيمي، متمثلاً في التميز المؤسسي().
الابداع
  هو (( مصدر الفعل ابدع بمعنى اخترع  وابتكر، يقال: ابدعت الشيء وابتدعته استخرجته واحدثته وفلان بدع في هذا الامر أي هو اول من فعله فيكون اسم فاعل بمعنى مبتدع والبديع فعيل من هذا فكأن معناه هو  منفر بذلك من غير نظائره )) ().  والعرب تقول: ابتدع فلان الشيء بمعنى استبطه، وفلان بدع في هذا الامر، قال تعالى : { قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ }() ، ومعنى الاية المباركة ماكنت اول().
 عرف الباحثون الابداع على انه انتاج شيء ما على ان يكون جديدا في صياغته وان كانت عناصره موجودة من قبل كابتداع عمل من الاعمال العلمية او الفنية او الادبية() ، وعُرف ايضا بأنه  سلوك خلاق يكمن داخل كل فرد يتفق مع حالات تحفيز المدارك واستثارة الاحاسيس بوسائل عديدة() .
     

شارك هذا الموضوع: