التطور التاريخي للطاقة الكهربائية في العراق
هند حمدي وهاب
قسم الجغرافية التطبيقية
تعد الطاقة بإشكالها المختلفة من الاحتياجات الضرورية للإنسان كونها مصدر تزويده بالاحتياجات الحركية والضوئية والحرارية . وبذلك تعد من المقومات الرئيسة التي تطلبها استخدامات الانسان المختلفة سوئ بتشغيل المعامل والمصانع او بتحريك وسائل النقل . عُرف الانسان الطاقة منذ زمن بعيد ، واول من تعرف على الطاقة الكهربائية هم الاغريق عن طريق جلب العنبر الاصفر بعد حكة بمواد خفيفة (مثل الريش والشعر… وغيرها ) بعد ما تعرفوا على ظاهرة الافراغ الكهربائي (Decharge electrique ) الذي يقوم بها نوع من السمك اسمه (Torpill) ، ثم توالت التجارب على ايدي الألمان والامريكان وغيرهم من الدول خلال القرن الثامن عشر وصولا الى مطلع القرن التاسع عشر بدأت سلسلة الاختراعات والاكتشافات الهامة في ميدان الطاقة الكهربائية بالظهور، ووصولا الى اول استخدام لها عام 1876 على يد توماس اديسون الذي اخترع التيار الكهربائي المتردد ،ونقله لمسافات بعيدة عبر اسلاك الشبكات ليستخدم فيما بعد في الإضاءة الكهربائية ، وفي عام 1882 انشاء اديسون اول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في مدينة نيويورك ، واصبح بالإمكان استخدامها في مختلف المجالات ، وسماها(داينامو) ، وبعد ذلك تكاثفت التجارب والاختراعات والاضافات في مجال الطاقة الكهربائية قرن بعد اخر ،حتى انتشرت في دول العالم اجمع حتى وصلت الى العراق حيث تُرجع الاصول التاريخية لأنشاء اول مشروع كهربائي الى عام 1917 ، عندما انشئت سلطات الاحتلال البريطاني اول مشروع كهربائي في مدينة بغداد ، وكان يهدف الى تزويد المؤسسات العسكرية البريطانية بحاجتها من الطاقة الكهربائية اثناء الحرب العالمية الاولى ، اضافة الى عدد محدود من البيوت المجاورة للمنشاة العسكرية ، وكان هذا المشروع يتضمن محطة ديزل صغيرة بطاقة (10,000 ) كيلو واط ، بعد ذلك استمرو بإضافة وحدات توليدية للمحطات المقامة و انشاء محطات في مناطق اخرى .
في سنة 1955 نقلت ملكية شركة كهرباء بغداد الى الحكومة العراقية ، وسميت (مصلحة كهرباء بغداد ) التي عملت على بناء المحطات الحرارية ،كونها اقتصادية من جهة وضمان الاستمرارية للشبكة الوطنية من جهة اخرى، وبعدها استخدم الغاز الطبيعي بدلا من النفط في التشغيل ، مما ادى الى ارتفاع عدد الوحدات التوليدية الى (49 وحدة ) وبطاقة انتاجية 65 ميكاواط ، لكن زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية استوجب انشاء محطات من النوع البخاري وتم ذلك في فترة الستينات بثلاثة محطات ، موزعة جغرافيا على مناطق مختلفة مناطق العراق ،هي محطة النجيلية في البصرة وجنوب بغداد ومحطة دبس ، بطاقات (60 و80 و45 ميكا واط ) على التوالي عملت هذه المحطات منفصلة لتغذية المدن والمناطق المحيطة بها ، وخلال المدة من (1955-1997) تم انشاء الشبكة الوطنية وربطت مناطق الشمال بمناطق الوسط والجنوب ، وانشئت خطوط الضغط الفائق 400 كيلو فولت وخطوط الضغط العالي 132 كيلو فولت ، وهكذا تم ربط المحافظات العراقية بعضها بالبعض الاخر بشبكة كهربائية واحده بمدنها وقراها.