طلب العلم
لم يخلق الله تعالى الخلق عبثا وحاشاه. بل لغاية سامية تتجلى في العبادة واعمار الارض بجميع ما يتطلب الحال من معنى. واحد اصناف البشر هم طلبة العلم الذين يشغلون حيزا واسعا في الحياة. فهم الذين خصهم الباري جل وعلا بدرجات عالية من الثواب ان هم ساروا في طريق العلم بتفان واخلاص لا لمصلحة بل قربة الى الله تعالى خدمة للدين والناس. ويتجلى تكريم أهل العلم في قوله تعالى (يرفع الله الذين امنوا وأتوا العلم درجات). كما خصهم رسول الله(ص) بالحيث الشريف (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض, حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء).
هذا مما يشجع من يريد ركوب هذا البحر المتلاطم وما ينتظره من الاجر والثواب. وبالمقابل ينبغي له ان يحسن نيته في ذلك ويخلص في السعي اليه وبذل ما بوسعه لتحصيله ونشره. ولمن يرغب في هذا المضمار وتحقيق مناه في مرضاة الله ان يتحلى بالصبر والزهد بمتطلبات الحياة والقناعة بما قسمه الله وحب الاخرين والسعي لقضاء حوائجهم. ان طالب العلم هو انسان كسائر البشر له ما له وعليه ما عليه من الواجبات. وهذا لا ينطبق على طلبة العلوم الدينية بل وينطبق على سائر الطلبة في شتى المجالات. ,أود أن أنوه هنا الى افة خطيرة تعيق مسار البشر بصورة عامة وطريق الطلبة بشكل خاص لاسيما ونحن بصدد هذه الشريحة الجميلة من المجتمع التي بفلاحها ونجاحها يسمو ويعلو شأن المجتمع ويشار له بالبنان. ان هذه الافة هو الفراغ وما ينتج عنه من ضياع وهلاك لان الشيطان متواجد فيه ليغوي ضعاف النفوس والغافلين.