مخاطر تفشي المخدرات في محافظة النجف الاشرف 

المقدمة

تُعتبر جرائم المخدرات من الظواهر الخطيرة التي تتزايد انتشارها في مختلف الدول، حيث كانت معروفة منذ القدم ومُعَرضة للمكافحة من قبل الحضارات القديمة. اليوم، تطورت هذه الجرائم بشكل كبير نتيجة التكنولوجيا الحديثة ووسائل النقل وحرية انتقال الأموال، مما أدى إلى زيادة الضغط على مؤسسات الدولة.

ارتبطت ظاهرة المخدرات بالفساد المالي والإداري، وتهدد خطط التنمية الاقتصادية وتضرب القيم الاجتماعية. أسفرت هذه الجرائم عن تدمير الأمان والاستقرار في المجتمع، وزيادة الخلافات الأسرية والعنف، مما حول المجتمعات من حالة الاستقرار إلى حالة من الفوضى والمشكلات الاجتماعية و كما أن تأثيرها يتجاوز الجوانب الاجتماعية ليشمل التحديات الأمنية وتفشي الإرهاب، مما يجعل من الضروري اتخاذ تدابير فعّالة لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تعزيز الوعي، تنفيذ القوانين، وتقديم الدعم للمتضررين.

 جرائم تعاطي المخدرات  :- هي من أبرز وأخطر الظاهرات التي تتسبب بتهديد المجتمع ، بسبب ما ينتج منها من إخلال بالأمن الإنساني من خلال التأثير عليه والعبث باستقراره وديمومته ، وإن التصدي لها ومكافحتها والتخفيف من آثارها بصورة عامة يأتي من خلال الدراسة العلمية الدقيقة والمتأنية للعوامل التي تقف وراء ظهورها وتفشيها وكشف الابعاد الرئيسة لها ، وعلى أثر ذلك يجب التطرق إلى مفهوم الجريمة وتصنيفاتها ومفهوم المخدرات وأنواعها وجرائمها .

التعريف العلمي للمخدرات: يعرفها علم الأدوية بأنها : ( المستحضر المستخلص من النباتات والحيوانات، أو مشتق منها، أو مركب من المواد الكيميائية والذي يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات سلباً أو إيجاباً ) وهناك تعريف طبي وهي ( كل مادة خام، أو مستحضر يحتوى على عناصر مسكنة أو منبهة، من شأنها إذا استخدمت من غير الأغراض الطبية المخصصة لها، وبقدر الحاجة إليها دون مشورة طبية أن تؤدى إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع.

أسباب جريمة تعاطي المخدرات. :- ان اسباب جريمة تعاطي المخدرات تتعدد وتختلف حسب ظروف وطبيعة كل مجتمع و لذلك فان الوقوف عند اسبابها ليس بالأمر اليسير لان هذه الجريمة تعكس وضعا غير سوي في المجتمع فهي بعيدة كل البعد عن المنطق والقيم الاسلامية والاخلاقية ولأجل ايضاح ذلك سنتناولها من خلال الأسباب الآتية:

1-حب الاستطلاع، ودافع الغواية الشيطانية، والظن بأنها تعطي شاربيها الصحة والعافية والسعادة.

2-وجود الإغراءات من مروجي المخدرات بوضع مسميات جذابة لها.

3-تقصير بعض المتولين من المؤسسات الاجتماعية مثل المدرسة والجامعة وغير ذلك في دورهم تجاه التحذير من تعاطي المخدرات وكشف أضرارها.

4-تقصير بعض أئمة المساجد نحو التوعية بأضرار المخدرات في البيئة الاجتماعية.

5-تعاطي الأبوين أو أحدهما للمخدرات أو المواد المهدئة.

وبذلك نلاحظ تتعدد أسباب تعاطي المخدرات في محافظة النجف الأشرف، منها التقليد الثقافي، وضغوط الأصدقاء، والتفكك الأسري، وضعف الوازع الديني و هذه العوامل تؤدي إلى زيادة تعاطي المخدرات نتيجة توفر المال والجهل بمخاطرها.

أنواع المخدرات المتفشية في محافظه النجف الأشرف / تتواجد عدة أنواع من المخدرات المتفشية في محافظة النجف، منها:

1. الحشيش: يعد من أكثر المخدرات شيوعًا.

2. المستحضرات الأفيونية: مثل الهيروين.

3. المخدرات الصناعية: مثل النيكوتين والكوكايين.

4. المواد المهلوسة: مثل LSD.

5. المنشطات: مثل الأمفيتامينات.

انتشر تعاطي هذه المخدرات لأسباب اجتماعية واقتصادية، مما يستدعي ضرورة التوعية والتصدي لهذه الظاهرة.

آثار المخدرات على المجتمع:

1. زيادة الجريمة: تزايد تعاطي المخدرات يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجرائم المرتبطة بها، مثل السرقة والاعتداءات.

2. تأثيرات صحية: تسبب المخدرات مشاكل صحية خطيرة للأفراد، بما في ذلك الأمراض النفسية والجسدية.

3. تدهور العلاقات الاجتماعية: تعاطي المخدرات يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية والاجتماعية.

4. خسارة الإنتاجية: يؤثر تعاطي المخدرات على أداء الأفراد في العمل والدراسة، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.

 الدور الحكومي في مكافحة المخدرات:

1. التشريع والتنظيم: تطوير قوانين صارمة لمكافحة المخدرات وتحديد العقوبات على المتاجرين والمروجين.

2. التوعية والتثقيف: تنظيم حملات توعية تهدف إلى تثقيف المجتمع حول مخاطر المخدرات وأهمية الابتعاد عنها.

3. التعاون مع المؤسسات: التنسيق مع منظمات المجتمع المدني والجهات الصحية لمواجهة ظاهرة المخدرات.

 طرق العلاج:

1. العلاج النفسي: توفير برامج علاج نفسي تشمل الدعم الفردي والجماعي للأشخاص المدمنين.

2. مراكز إعادة التأهيل: إنشاء مراكز مختصة تقدم برامج علاجية وتربوية للمدمنين.

3. برامج ما بعد العلاج: دعم المتعافين من الإدمان من خلال توفير فرص العمل والتأهيل الاجتماعي لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع.

تحتاج مكافحة المخدرات إلى جهود مشتركة من الحكومة والمجتمع لضمان بيئة آمنة وصحية للأجيال القادمة.

مصادر المقال:

1-ماهر حيدر نعيم الجابري، الأبعاد الجيوبولتيكية لجرائم المخدرات وتأثيرها في الأمن الإنساني العراقي، أطروحة دكتوراه ، جامعة المثنى – كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم الجغرافيا، 2023، ص1-2.

2-مهند حمزة كاظم ، التوزيع الجغرافي لانتشار المخدرات في الوطن العربي ، تقرير منشور ، جامعة الكوفة ، كلية الآداب ،قسم الجغرافية، 2020، ص 15. 

3-وسام محمد النجار ، جريمة تعاطي المخدرات في محافظات غزة ، رسالة ماجستير ، الجامعة الإسلامية – غزة عمادة الدراسات العليا ، كلية الآداب،  قسم الجغرافيا ، 2012، ص18. 

4-عادل فاخر ، المخدرات في العراق.. آفة خطيرة تفتك بجسد المجتمع ، تقرير منشور على الرابط https://www.aljazeera.net/politics.