ايمان عبد الرحيم / قسم الجغرافية / مرحلة الدكتوراه
المناخ الزراعي وأهميته : (Agricultural Climatology)
يعد المناخ الزراعي هو أحد الفروع التطبيقية لعلم المناخ. ويتركب هذا المصطلح (Agroclimate) من مقطعين (Agro) ومعناه الزراعة و(Climate) ومعناها المناخ. ويهتم بالكشف عن العلاقة ما بين عناصر المناخ المختلفة والنباتات الزراعية بمراحلها كافة وما يترتب على ذلك من تأثير للمناخ على الإنتاج الزراعي. كما ويهتم بتحديد البيئات المناخية ومدى ملاءمتها للزراعات المختلفة، بجانب ما يتولاه هذا العلم من الكشف عن المشابهات المناخية ما بين مناطق الأرض، ليحدد بالتالي مدى إمكانية نقل النباتات من مكان إلى آخر، وإدخال المزروعات الجديدة على أسس علمية سليمة. وفي هذا المجال يصعب الفصل ما بين اهتمامات المناخ الزراعي، والأرصاد الجوية الزراعية، لاهتمام الأخيرة بمراقبة التطورات المختلفة للنبات ضمن الظروف الجوية المحيطة به الملائمة أو غير الملائمة – أي أنها تهتم بديناميكية الجو المحيط بالنبات على سطح التربة وبالنبات ذاته().
كما ان أهمية المناخ الزراعي ضمن المناخ التطبيقي الذي يمثل تأثير عناصر المناخ على مختلف الأنشطة البشرية ومنها النشاط الزراعي، كما يقع من جانب اخر ض المناخ الزراعي وذلك لأنه يدرس في بتأثير المناخ على مختلف مراحل نمو النبات من طور البذره الى النضج والجني، فضلا عن اهتمامه بتنوع تربية الحيوانات ودراسة الآفات الزراعية التي تصيب النبات والحيوان ، ورغم التطور العلمي والتكنولوجي الذي توصل الأنسان اليه ، وسخر هما لخدمته في مختلف الأنشطة البشرية ، الا ان المناخ لا يزال العامل الأول والأساس الذي يقف محددا للعديد من الأنشطة البشرية ومنها النشاط الزراعي، فهو الذي يحدد زراعة محصول ما في الذي يه نوعه الفصول, الناطر التي تزرع فيها منطقه دون أخرى ويتأثر النبات بمجموعة من المؤثرات والعوامل الطبيعية ومنها التركيب الصخري والتربة والمناخ، وتتضافر هذه العوامل مع بعضها في التأثير في النبات بطريق مباشر وغير مباشر، ويعد المناخ من اهم العوامل المؤثرة في النبات، فقـد يكون تأثيره بشكل مباشر عن طريق الاشعاع الشمسي والضوء الشمس والحرارة والتساقط والرطوبة والرياح، واستجابة لتأثير المناخ فان لكل بيئة مناخية نباتاتها الخاصة بها، وتتطور وتنمو وتتشكل النباتات حسب الخصائص المناخية السائدة ولذا نجد أن التوزيع الجغرافي للنباتات يتطابق إلى حد كبير مع التوزيع الجغرافي للنطاقات المناخية ارتباطها وتأثيرها في المحاصيل الزراعية خلال مراحل النمو والإزهار وعقد الثمار ,ونتيجة لاهمية المناخ الزراعي سوف نتطرق لعلاقة بكل من الزراعة والسطح والتربة().
كما يعد عامل المناخ من أهم العوامل الطبيعية تأثيرا في تحديد أنواع المحاصيل حيث يحدد المناطق التي يمكن زراعتها بمحاصيل معينة، كما أن المناخ له أثر كبير في تكوين التربة واختلاف أنواعها ودرجة خصوبتها، وبالتالي فأن المناخ والزراعة هما عمليتان مترابطتان فكلاهما يحدث على النطاق العالمي أذ يؤثر تغير المناخ على الزراعة بعدة طرق منها التغيرات في معدلات الحرارة وهطول الأمطاروالتقلبات المناخية الشديدة (مثل موجات الحر والبرد والتغيرات في الآفات والأمراض والتغيرات في غاز ثنائي أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي وتركيزات طبقة الأوزون القريبة من سطح الأرض وكذلك التغيرات في الجودة الغذائية لبعض الأطعمة كذلك تساهم الزراعة في التغير المناخي سواء من خلال تقليل انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري عن طريق التبادل الغازي أو من خلال تحويل الأراضي الغير زراعية مثل الصحاري إلى أراضي زراعية وكذلك تساهم في تغير استخدام الاراضي غير زراعة الى اراضي زراعية وترتفع نسب المساحات المزروعة طردياً مع الزيادة العالية لسكان الأرض وما لها من تقليل حجم الانبعاثات السنوية العالمية().