"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>
العلاقات السياسية بين,يعقوب بن الليث الصفاري,والخلافة العباسية  
    ارتبطت نشأت وظهور الامارة الصفارية بشخص يعقوب بن الليث الصفاري, حيث كانت سجستان ولاية تابعة الى اعمال الدولة الطاهرية ولم يستطيعوا اخضاعهم بل على العكس ازدادت الفوضى فيها بسبب ضعف الدولة الطاهرية, وقد نشط الخوارج في سجستان واصبحوا مصدر للفوضى والاضطراب .
    فتشكلت فرق لحماية السكان من عبث الخوارج ومنهم (المطوعة), وهنا ظهر يعقوب الصفاري الذي كان يعمل في صناعة الصفر(الاواني النحاسية), ثم التحق بفرقة المطوعة لقتال الخوارج الذين استفحل امرهم في سجستان وقد تغلب والمطوعة عليهم بقيادة (صالح بن النضر) والذي كان يعقوب,الصفاري معه, ثم سيطر المطوعة على سجستان لكن امير خراسان في ذلك الوقت طاهر بن,عبد الله بن طاهر استردها منهم.
   وبعد وفاة صالح بن النضر انتقلت قيادة المطوعة الى (درهم بن الحسين) الذي اصبح يعقوب بن الليث الصفاري قائد عسكرة, ثم ظفر امير خراسان بدرهم بن الحسين وحبسة ثم ارسله الى مقر الخلافة العباسية .
     وهكذا تولى يعقوب الصفاري, قيادة المطوعة, فحارب الخوارج وانتصر عليهم حيث ذكر في ما يخص ذلك : “… وحارب الخوارج وظفر بهم,وافناهم واحرق,ضياعهم …” , حيث سيطر يعقوب على معظم اقاليم خراسان ثم سار الى سجستان ونزل في هراة .
     لقد تميز يعقوب بحسن السياسة والتدبير فضلاً عن ضبطه لأمور العسكر للمطوعة فقويت شوكته, واخذ بالتوسع في المدن على حساب الامارات التي كانت قائمة آنذاك ووطد الامن في البلاد وامن طرق المواصلات وامر بالمعروف وانهى عن المنكر ولذلك كثر اتباعه .
    وفي سنة 255ه/868م استولى على (كرمان) و(شيراز) بعد ان هزم الجيش الذي أرسلة امير فارس وكان ذلك زمن الخليفة المعتز,(252-255ه/866-869م) , ثم قام الموفق بتشجيع يعقوب للتوسع شرقاً بهدف ابعاد خطرة عن مقر الخلافة العباسية فكتب الية  بولاية بلخ وطخارستان وسجستان وكان ذلك سنة 257ه/871م .
    بعد ذلك توجه يعقوب الصفاري الى بوشنج في سنة 257ه/870م وقبض على الحسين بن طاهر وسألة محمد بن طاهر اطلاق صراحة وكان عم ابية لكنة بقي اسيراً عنده ولم يطلق صراحة.
    عندما لاحظ يعقوب الصفاري ضعف محمد بن طاهر قرر دخول خراسان واسقاط الدولة الطاهرية فبعث جيش للاستيلاء على نيسابور, وكان هذا العمل مخالف لما تريده الخلافة العباسية , فبرر عملة هذه بأن اهالي خراسان هم من بعثوا اليه بسبب الفوضى التي كانت فيها, اضافة الى ان (عبد الله السجزي) كان يتنازع مع يعقوب في اقليم سجستان فلما تمكن منه يعقوب هرب الى,محمد بن طاهر والذي رفض الاخير تسليمه .
    لقد سار يعقوب الصفاري الى نيسابور لأسقاط الدولة الطاهرية فقام بأسر محمد بن طاهر واهل بيته ولم ينصاع يعقوب لأوامر الخليفة العباسي عندما طلب منة اطلاق سراح محمد بن طاهر واهل بيته والرجوع الى المناطق التي منحتها له الخلافة, الا ان يعقوب ارسل للخليفة المعتمد,(256-279ه/870-890م) يخبره بان اهل خراسان استدعوه لتفريط محمد بن طاهر في ادارة الوضع بسبب الضعف الذي كان فيه .
    وبذلك اسقط يعقوب الصفاري الامارة الطاهرية  باستيلائه على نيسابور واغلب مناطق خراسان فرتب فيها عماله ونوابه معلناً امارته سنة 259ه/873م كأمر واقع على الخلافة العباسية .
      بعد تنامي قوة يعقوب الصفاري ادرك الخليفة المعتمد,(256-279ه/869-892م) خطر اطماعه على الخلافة العباسية , ففي سنة 261ه/874م كلف الخليفة من يقرأ ببغداد كتاباً عنه على حجاج خراسان,والري وطبرستان يعلمهم فيه بان الخليفة لم يول يعقوب على اعماله وانه مغتصب لتلك الامارة .
    ومن الملاحظ ان ما فعلة الخليفة المعتمد قد اثار حفيظة يعقوب ولذلك فانة أعد العدة للتوجه الى بغداد , وفعلاً في عام 261ه/874م توجه يعقوب الى بلاد فارس وهزم واليها ثم تقدم نحو الاهواز, وهنا حاول الخليفة المعتمد استرضاءه بتوليته خراسان والري,وفارس وجرجان وشرطة بغداد وكان ذلك في سنة 262ه/875م , وهذا التاريخ يعد اول اعتراف رسمي وبمحضر توليه صادر من الخليفة العباسي المعتمد بأمارة يعقوب الصفاري على تلك المناطق .
    الا ان يعقوب الصفاري قد رفض كل الامتيازات التي عرضها علية الخليفة المعتمد واخيه الموفق وقرر التوجه الى بغداد , وقد حاول الخليفة ان يمنع يعقوب من مواصلة زحفة نحو بغداد, وكتب الية الخليفة قائلاً :” لا شأن لك ببغداد,, فمن الصواب ان تحتفظ,,بمناطق العراق الجبلية وخراسان,وتتصرف, بها كيلا تنشب الفتن … “, لكن يعقوب لم يستجب لأمر الخليفة ورد على الخليفة قائلاً : ” ,لن اعود مالم احقق املاً يراودني, وهو,القدوم الى البلاط ,والمثول,بين يديك … “, لم تسفر المراسلات التي جرت بين الطرفين الى نتيجة وكانت مطالب يعقوب من الخلافة استفزازية , فطلب نظير عودته ان تتراجع الخلافة عن مواقفها السابقة وتعترف بشرعية حكمة على خراسان وسجستان وكرمان وفارس, وعلى ما يبدو ان الخلافة العباسية كانت تعتقد ان يعقوب سوف يتمادى في طلباته وانه لن يعود عن مهاجمة بغداد.
     لذلك قرر الخليفة المعتمد مواجهة جيش يعقوب بنفسه وكان هدفة من ذلك كسب واستعطاف ذلك الجيش , وبالفعل استطاع الخليفة من ان يشق,جيش يعقوب حيث كان الكثير من الجند في جيش يعقوب يكرهون قتال الخليفة, وقد حضر الخليفة بنفسة وكان جيش الخليفة بقيادة اخية الموفق فعسكر يعقوب في (دير العاقول) وحدث اللقاء بين الطرفين فانهزم اصحاب يعقوب شر هزيمة وقد غنم جيش الخليفة غنائم كثيرة وكان ذلك في سنة 262ه/875م .
      وبعد هزيمة يعقوب الصفاري اصدرت الخلافة العباسية مرسوماً بإعادة,محمد بن طاهر الى ولاية خراسان بعد ان اطلق سراحه في دير العاقول, الا ان محاولات الخلافة لإعادة الامن والاستقرار لتلك المنطقة لم يكتب لها النجاح وظلت خراسان والمناطق المجاورة لها نهبا للفوضى والمنازعات بين القوى المتنافسة للسيطرة عليها . 
   ان الهزيمة التي مني بها يعقوب الصفاري في دير العاقول,لم تفت عضده , فقد رجع الى (جنديسابور) وجبى الاموال ثم توجه الى ( تستر) ودخلها وجعل فيها نائباً عنه , ثم رحل الى فارس ثم الى الاهواز فأخذها من صاحب الزنج بعد حرب جرت بينهما سنة 263ه/876م .
     وتحت ظروف معينة حاول الخليفة المعتمد استرضاء يعقوب الصفاري وذلك لتأمين جانبه لان الخلافة في ذلك الوقت كانت مشغولة (بحركة الزنج), فارسل له الخليفة رسولاً ليخبره بتقليده اعمال فارس فوصل الرسول اليه ووجده مريض,فجلس مع رسول الخليفة ووضع عنده سيفاً,ورغيفاً وبصلاً .  
      فقال يعقوب للرسول : ”  قل للخليفة إِن مت,، فقد استراح ,مني واسترحت منه,، وإن عوفيت,، فليس بيني وبينه إِلا,هذا السيف,، وإن كسرني, وأفقرني,، عدت إِلى أكل,هذا الخبز والبصل,, فلم يلبث طويلاً,حتى مات سنة 265ه/879م , متأثرا بمرض (القولنج) في جنديسابور .

شارك هذا الموضوع:

"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>