في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبح الكثير من الناس يشعرون بأن الهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي “تقرأ أفكارهم”. أحيانًا، بعد أن يفكر الشخص في شيء معين أو يتحدث عنه مع صديق، يجد فجأة إعلانًا أو منشورًا مرتبطًا به على هاتفه أو في وسائل التواصل. فهل هذا يعني أن التكنولوجيا قادرة على قراءة أفكارنا؟
كيف تعمل أنظمة الإعلانات؟
الحقيقة هي أن شركات التكنولوجيا لا تستطيع قراءة أفكارك، لكنها تجمع بياناتك بطرق ذكية جدًا. هناك عدة طرق تجعل هذه الأنظمة تبدو وكأنها “تعرف” ما تفكر فيه، ومنها:
تحليل نشاطك على الإنترنت عندما تبحث عن شيء في محرك البحث أو تزور مواقع معينة، يتم تسجيل هذه المعلومات. تعتمد الإعلانات على هذه البيانات لتظهر لك المحتوى الذي قد يثير اهتمامك.
التنصت على المحادثات الصوتية هناك جدل حول ما إذا كانت التطبيقات تستمع إلى محادثاتنا. بعض الشركات تنفي ذلك، لكن هناك دراسات تشير إلى أن بعض التطبيقات قد تستخدم ميكروفون الهاتف لجمع معلومات صوتية، حتى لو لم تكن هذه الممارسة شائعة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالسلوك تعتمد بعض التطبيقات على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكك بناءً على ما تشاهده، وما تتابعه، وحتى ما تعجب به على مواقع التواصل. هذا التحليل يساعد في توقع اهتماماتك حتى قبل أن تبحث عنها مباشرة.
مشاركة البيانات بين التطبيقات في بعض الأحيان، تقوم التطبيقات التي تستخدمها بمشاركة بياناتك مع شركات إعلانية أخرى. إذا كنت تتحدث عن منتج معين في أحد التطبيقات، فقد تجد إعلانًا عنه في تطبيق آخر بسبب هذه البيانات المشتركة.
هل يمكن للتكنولوجيا قراءة أفكارنا حقًا؟
حتى الآن، لا توجد تقنية تستطيع قراءة الأفكار البشرية مباشرة. لكن مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، قد تصل التكنولوجيا يومًا ما إلى مرحلة تتيح لها فهم نوايانا بشكل أعمق. حاليًا، ما يحدث هو أن الشركات تعتمد على تحليل سلوك المستخدم والتفاعل مع الإنترنت بشكل متطور جدًا، مما يجعلها قادرة على التنبؤ باهتماماتنا بدقة عالية.
كيف تحمي خصوصيتك؟
إذا كنت قلقًا بشأن خصوصيتك، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لحماية بياناتك، مثل:
تعطيل صلاحيات الميكروفون للتطبيقات التي لا تحتاجه.
استخدام متصفحات تحمي الخصوصية وتمنع التتبع.
الحد من مشاركة بياناتك الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
التحقق من أذونات التطبيقات التي تقوم بتثبيتها على هاتفك.