التعليم في النجف
ا.د.عدي حاتم المفرجي
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الانسانية –قسم التاريخ
المتعارف عليه  في تاريخ البلدان هو ان العراقيين بشكل عام محبين للعلم والتعلم ،فعملوا على دفع أبنائهم للذهاب الى المساجد والجوامع وتعلم القراءة  والكتابة ومبادئ الدين الاسلامي والحساب والانشاء عن طريق (الكتاتيب) الموجودة في تلك الأماكن،ومعلمو (الكتاتيب) سائرون على الطريقة القديمة ،واغلب الطلبة من الذكور،اما النساء فتحظى بالتربية الاسلامية في دارها وتتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرأن وتعاليم الفقه ومعلمها من افراد اسرتها ،او السماح لها بالذهاب الى (كتاتيب) خاصة بالنساء تشرف عليها امرأة متعلمة تدعى( ملاية ) وهذا التحفظ يرجع الى التمسك بالعرف الاجتماعي الذي يحدد من حركتهن في مجتمعهن اضافة الى ذلك انتشر التعليم الديني في المدن المقدسة في مدينة النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبخاصة بين ثنايا (المدارس الدينية) التي كانت منبراً علمياً مؤثر في الوعي الفكري والثقافي، وطلبة العلوم الدينية في النجف لا يتوانون عن حضور بعض حلقات الدرس في (الصحن الحيدري الشريف) أو في بعض الجوامع مثل (جامع الهندي) ولهما الفضل في صقل المعارف عند الطلبة ،والانفاق على هذه المدارس يتم من قبل بعض اهل الخير ومن العلماء والمجتهدين الذين تردهم أموال الخمس والزكاة والهبات والتبرعات التي يقدمها المحسنون، وليس للحكومة أية صلة بتلك المدارس.وهو دليل على استقلالية تحصيل العلوم،والمدارس الدينية تقسم بدورها الى قسمين الاولى وهي (القديمة) والثانية الى (الحديثة) فالقديمة تبدأ مع تأسيس (مدرسة المقداد السيوري) عام 1423م ومدرسة (الغروية) في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي و(الصدر) في عام 1823 و(كاشف الغطاء) عام 1834 و(المعتمد) عام 1845 و(المهدية) عام 1867 و(القوام) عام 1881 والتي عرفت أيضاً بـ(الفتحية) ومدرسة الايرواني عام 1887 و(الميرزا حسن الشيرازي) عام 1893 و(الخليلي الكبرى) عام 1898.
كانت مناهج العلوم الدينية في تطور دائم ويشمل ذلك مختلف العلوم، بغية ان يكون خريج تلك المدارس ذا معرفة واطلاع بالتيارات الفكرية الحديثة وهو دافع الى فتح مدارس دينية حديثة تعني بتلك العلوم . اما (المدارس الدينية الحديثة) فقد ظهرت الحاجة اليها لازدياد حاجات الطلاب وكثرتهم والرغبة المتصاعدة في تعلم العلوم والمعارف الحديثة وهي مرتبة بالجدول التالي حسب نشأتها: 
المدارس الدينية الحديثة في حوزة النجف الدينية 1902- 1911.
 
اسم المدرسة
المؤسس
 
معلومات إضافية
  1.  
لشربياني
الشيخ احمد الشربياني 1902
1902
تقع في محلة الحويش وفيها عشرون غرفة
  1.  
الاخوند الكبرى
السيد محمد كاظم الخراساني1903
1903
تقع في محلة الحويش وتشمل على ثمانية واربعين غرفة وعلى طابقين
  1.  
الخليلي الصغرى
الشيخ حسن الخليلي1904
1904
تقع في محلة العمارة وتبلغ مساحتها 230 متر مربع وتشمل 18غرفة وتسمى ايضاً بالأحمدية أوالجزائري
  1.  
القزويني
محمد امين الكروي1906
1906
تقع في محلة العمارة وتبلغ مساحتها 350متر مربع تشمل 33غرفة
  1.  
البادكوبي
علي تقي البادوكبي1907
1907
تقع في محلة المشراق وتحوي على 28غرفة على طابقين من البناء
  1.  
الاخوند الوسطى
السيد محمد كاظم الخراساني1908
 
تقع في محلة البراق وسميت بالوسطى لانها متوسطة لمساحة بين الكبرى والصغرى وتحوي 33غرفة
  1.  
اليزدي
السيد محمد كاظم اليزدي1909
1909
تقع في محلة الحويش تحتوي على ثمانين غرفة وعلى طابقين
  1.  
الهندي
ناصر علي خان اللاهوري1910
1910
تقع خلف مدرسة القوام وخصصت للطلاب القادمين من الهند  وتحتوي على اثنين وعشرين غرفة على طابق واحد 
  1.  
الاخوند الصغرى
السيد محمد كاظم الخراساني1910
1910
تقع في محلة البراق
  1.  
البخاري
محمد يوسف البخاري1911
1911
تقع في محلة الحويش وتشمل ستة عشر غرفة وعلى مساحة 300متر مربع


والنظام التعليمي الآخر في مدينة النجف كان في (المدارس الأهلية) التي تتبع النظم الحديثة في التعليم، وأول من فتحها هم المهاجرون الايرانيون في أواخر عام 1908 وهي (المدرسة العلوية) و(المدرسة المرتضوية) في عام 1909، و(مدرسة الغري الأهلية) افتتحت عام 1921 نتيجة طلبات الأهالي، وهي ابتدائية ذات قسمين نهاري ومسائي ،فضلاً عن صف ثانوي حتى ألحقت بوزارة المعارف لعجز ادارتها عن مواصلة العمل فيها بمفردهم. وفي مطلع القرن الماضي أصبحت مدينة النجف واحة لتسرب الوعي الفكري، وتنبيه الواعون الى ما يقتضيه العصر من وسائل جديدة لأعداد جيل يضمن لهم الحياة الكريمة، فولدت فكرة فتح مدرسة عصرية لتدريب العلوم الحديثة ،واللغات الغربية كالانكليزية والفرنسية، وتنفيذ لهذه الفكرة أسست مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية درست المعارف المختلفة والمناهج الاسلامية في وقت واحد الا ان (للمدارس الرسمية) دورها في أدراك تلك المقتضيات. كان لازدهار حركة التعليم أثره الفاعل في أيجاد مكتبات تحتضن اولئك المتعلمون، وتعمل على زيادة الوعي الفكري لدى النجفيين وتقسم الى (خاصة وعامة) فالخاصة هي تلك المكتبات التي تختص بمدرسة معينة فيها المخطوطات والوثائق، أما (العامة) فهي المكتبات التي تفتح للناس بشكل عام، وهدفها توفير المصادر والمراجع المختلفة ،وأغلب هذه المكتبات وقفية، وهي (مكتبة الامام علي “عليه السلام”) وتسمى (الحيدرية) و(الخزانة العلوية) و(مكتبة الصحن) يرجع تاريخها الى القرن العاشر الهجري، (والمكتبة الحسينية) والتي أسست عام 1901 و(مكتبة الامام كاشف الغطاء) و(مكتبة جمعية الرابطة الأدبية) سنة 1932 و(مكتبة أمير المؤمنين) في 1934 و(مكتبة منتدى النشر) عام 1935 و(مكتبة صاحب موسوعة الذريعة) عام 1935 و(المكتبة العامة) عام 1936 و(مكتبة جمعية التحرير الثقافي)، ودفع ازدهار التعليم في مدينة النجف الى ايجاد المطابع، فقد كان فيما سبق ينشرون مؤلفاتهم بإرسالها الى مطابع الهند وايران الحجرية حتى بدايات القرن الماضي، والتي كانت مكلفة في المال والجهد والوقت، فضلاً عن الطرق القديمة في طبع المؤلفات واخراجها بشكل قديم، هذه الأسباب دفعتهم الى فتح (المطبعة الخشبية) عام 1907 ثم تلتها (مطبعة حبل المتين) عام 1909، وأسهم ازدياد حجم التطور الفكري والثقافي في البحث عن تأسيس مطابع جديدة بغية سد الحاجة لطبع الكتب العلمية والأدبية الأخذة بالنمو، حتى ان النخب العلمية راح يلح على توفير تلك الكتب والمجلات، فأسست عام 1910 (المطبعة العلوية) ثم تلتها (مطبعة الغري) عام 1919 و(المطبعة المرتضوية) عام 1920 و(مطبعة الزهراء) عام 1927 و(مطبعة صاحب الذريعة) عام 1935 و(الغري الحديثة) عام 1936 و(العلمية) عام 1936 و(الحيرة) عام 1937 و(المصباح) عام 1939.وهذا راجع الى ازدهار حركة التعليم واثرها المعرفي والثقافي.     
 

شارك هذا الموضوع: