التشيع في الأندلس:
في نهاية القرن الثاني الهجري شهد المغرب الإسلامي ” وهو اصطلاح أطلقه المؤرخون ليشمل المغرب ولأندلس ” مداً شيعياً من خلال إقامة الادارسة دولة علوية في المغرب الأقصى سنة 173 هجرية /1789م ” على يد أدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب “9بعد أن تمكن من الهروب من المدينة المنورة الى المغرب بعد هزيمة العلويين في معركة الفخ(وهو وادي بمكة ) سنة 169هجرية ، والتي أستشهد فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب u“وهو عم إدريس “عليه السلام”، وتلك المعركة لا تقل بشاعة عن معركة ألطف في كربلاء ، حيث بقي جمع العلويين متناثرين الأشلاء لمدة ثلاثة أيام حتى أن ألتهمهم الطير وباقي السباع ، ولم يجرؤ أحداً الاقتراب أليهم أو دفنهم بالرغم من موطن العلويين في المدينة ومكة لبشاعة الأسلوب السلطوي التي كانت تتعامل به الدولة العباسية مع المسلمين آنذاك بالرغم من أدعائها بأنها مناصرة لأهل البيت ، ولهذا يقال لم تكن مصبية بعد كربلاء أشد وأفجع من معركة الفخ ، بعد أن قطع العباسيين رؤوس العلويين ومثل بهم ، ويذكر أن الرسول محمد “”9” كان قد خرج من مكة مع بعض أصحابه ولما وصل منطقة فخ ،نزل وصلى ركعتين ، فسأله أصحابه عن السبب فقال “نزل علي جبريل “u” وأخبرني بان في هذا المكان يقتل أبنائي مدافعين عن الإسلام وحرمته ، وقد نجح الادارسة من أشعاع أفكار ومذهب أهل البيت بين البربر وعبروا به الى الأندلس ، وجاء بعدهم الفاطميون الشيعة الذين نجحوا بإعلان الخلافة الفاطمية في الغرب الإسلامي سنة 297هجرية / 908 م، بعد جهد أستمر أكثر من 150سنة ، وظهرت دولة شيعية ولكن ليس في المغرب بل في الأندلس عرفت بدولة بني حمود الحسينية ، بعد سقوط الدولة الأموية، وكان مكان تأسيسها جنوب الأندلس سنة 407هجرية / 1016 م ، فساعدت على انتشار مذهب أهل البيت ” u“” ، بين البربر من قبيلة صنهاجة والتي بايعت الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا ، ولكن يمكن القول : أن التشيع في الأندلس لم يكن بقوة ما كان في المغرب العربي ، ويعود السبب الى ان الأندلس كانت في جهاد دائم لم تكن مستقرة كالمغرب ، حيث بدأ الأسبان في هذه الفترة بطرد العرب من اسبانيا بعد توحد الممالك الاسبانية ودعم الأوربي لها ، أما قبل هذه الفترة وتحديداً بعد سنة 138هجرية ، أصبحت الأندلس عادت الأندلس الى الأمويين على يد عبد الرحمن الداخل واستمر حكمهم حوالي أربعمائة سنة ،
وكان انتشار التشيع في الأندلس يعود فضله لأحد تلامذة الإمام علي بن ابي طالب “u“”” وهو حنش بن عبد الله الصنعاني t الذي كان موالياً لبيت النبوة والذي دفع ثمن حبه بالتهجير من بلاده دمشق الى مصر الى الأندلس ، وكان سبب دخوله الى الأندلس مجاهدا حقيقياً للنشر الإسلام في ربوع هذه البلاد ، وهو أول من وضع أساس مسجد قرطبة وأول من وضع قبلة للصلاة في هذه البلاد الأندلسية ، وأسس مسجد سرقسطة ، وبعد أكماله المسجد توفي فيها ، ومن الذين ساعدوا على نشر المذهب الشيعي في الأندلس والي غرناطة عبد الله بن سعيد بن جابر بن عمار بن ياسرt ، حيث كان دور كبير كما كان لجده عمار بن ياسرt وحبه للرسول وأهل بيته ، وكان عبد الله أيضاً من الذين استشهدوا في الأندلس
وسبب انتشار المذهب الشيعي في المغرب العربي وإقبال أهل البلاد عليه بقناعة وحب يعود فضله الى الإمام الصادق “عليه السلام” فقد ذكرت المصادر بأن الإمام جعفر الصادق “عليه السلام ” أرسل داعيين للمغرب هما الحلواني وأبا سفيان ، وهم من تلامذته وقال لهما أن ” المغرب أرض بور فأذهبا واحرثا حتى يجيء صاحب البذر ” فنزلة أحدها في بلدة مراغة والأخر ببلدة سوف جمار من أرض كتامة ، فانتشرت الأفكار الشيعية في هذه النواحي من خلال تعريف الناس بنسب أهل البيت وتصحيح المسار الإسلامي الذي تم تحريفه من قبل السلطتين الأموية والعباسية وأحقية البيت النبوي في قيادة الأمة فيما جاء عن الرسول 9“في حجة الوداع ، ليس لأمر دنيوي ولكن لإنقاذ البشرية جمعاء من براثن الخطيئة ، وذلك لان الإسلام دين الختام للناس في كل مكان ، ولكن بسبب التأمر توقف الجزء الأكبر وهو حرم فئات كبيرة من الشعوب التنعم بالإسلام ، ولو كان حصل ذلك لنعمت الأرض بخير ونعيم وقلة مشاكل البشر وصراعاتهم وفسادهم ، أ.د. والحقوقي
عباس جبير سلطان عبد الله التميمي