الحلم والإصرار.. جناحا النجاح نحو المجد
بقلم: م. سميره عطشان الفياض
“ومن يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر” في ظلال الحياة المتقلبة، يقف الحلم كنجمة بعيدة تلمع في الأفق، تستفز الروح للسير نحوها مهما كانت المسافات موحشة والطريق وعِرًا. إنه الشعلة التي تُنير ظلام التردد، والوعد الصامت بأن الغد يحمل في طياته مجدًا ينتظر من يسعى إليه. لكن الحلم وحده ليس كافيًا، فلا قيمة لنجمةٍ في السماء إن لم تمتد الأيدي للوصول إليها، ولا معنى للطموح إن لم يكن مسنودًا بإصرارٍ عنيد لا يعرف الخضوع.
الإصرار هو النبض الذي يمنح الأحلام الحياة، هو القوة التي تجعل من المستحيل ممكنًا، ومن العراقيل سُلَّمًا للصعود. هو ذاك الصوت الذي يعلو فوق همسات اليأس، يردد بثقة: “لا تراجع، لا استسلام، حتى يتحقق المراد.” إن العظماء لم يكونوا أكثر حظًا من غيرهم، لكنهم امتلكوا إيمانًا لا يتزعزع بأن الشمس ستشرق في طريقهم يومًا، ولو بعد ألف ليلة من العتمة.
كم من حلمٍ وُلِد صغيرًا، كفكرةٍ بسيطة، ثم غذّته العزيمة حتى غدا واقعًا يبهر العيون! وكم من روحٍ تحدّت قيود الخوف والخذلان، فلم تستسلم لضجيج المحبطين، بل مضت تصنع مجدها رغم العثرات! فالنجاح ليس حكرًا على الموهوبين وحدهم، بل هو هديةٌ تُقدَّم لمن آمن بحلمه، وسعى خلفه بخطى ثابتة، غير آبهٍ بأشواك الطريق.
إن الحلم بلا إصرارٍ كزورقٍ بلا مجداف، يبقى عائمًا في بحر التمني دون أن يصل إلى شواطئ الحقيقة. والإصرار بلا حلمٍ كريحٍ بلا وجهة، تعصف في كل اتجاه دون هدف. لكن حين يتحد الاثنان، يتحول المستحيل إلى مجرد عقبةٍ تنتظر أن تُذلَّل، ويصبح الطريق إلى المجد رحلةً تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها.
فليكن لنا في الحياة حلمٌ نحيا من أجله، ولتكن لنا إرادةٌ لا تنحني، تُخبر العالم بأن من أراد القمم، لا يهاب المرتفعات، ومن آمن بنفسه، كتب اسمه بحروفٍ من نور في سجل الخالدين.
لي حلم، وفي قلبي أصرار وعزيمة فهل يا ترى سأصل الى شاطئ طالما كان بعيداً؟ كان شراعي رقيق، والريح عاتية، والقارب يتقلب بين الأمواج المتلاطمة. أظنني وصلت … نعم أوشكت…. يا ربي خذ بيدي.
خواطر طالب خريج.