الأسس الواجب مراعاتها عند اختيار موضوع لكتابة اطروحة او رسالة اكاديمية
أ. د. حيدر صبري شاكر الخيقاني:
- يجب ان يدرك الطالب ان الهدف من كتابة اية اطروحة او رسالة او بحث اكاديمي هو من اجل ان يثبت فرضية في موضوع معين ويدعم ذلك بالأدلة العلمية التي استند عليها في طرح تلك الفرضية، او من اجل حل مشكلة او قضية تاريخية غير معروفة بشكل تام كون الدراسات السابقة حولها لم تكن وافية، او انه يعتقد ان التفسيرات التي وضعت حولها خاطئة. لذلك على الباحث ان يدرك جيدا ان الهدف من الكتابة ليس فقط مجرد استعراض معلومات او الكتابة في موضوعات تم بحثها بشكل تام دون ان يأتي بأية نتائج جديدة، لان تكرار دراسة الموضوعات وذكر النتائج نفسها يعني خسارة للجهد وضياع للوقت.
- على الطالب ان يأخذ بنظر الاعتبار الرغبة الشخصية لديه في الكتابة بموضوع معين سواء كان حدث تاريخي او شخصية تاريخية او مدينة معينة، وعليه عدم اختيار موضوعات لا يحبذ دراستها او بعيدة عن حقل اختصاصه، وعليه ان يختار الاختصاص العام اولا قبل اختيار الموضوع فعلى سبيل المثال اذا كان الطالب يدرس تاريخ حديث عليه ان يحدد رغبته هل هي في دراسة تاريخ اسيا او اوربا او العراق او افريقيا وبعد ذلك يسعى الى اختيار موضوع ضمن الاختصاص الذي اختاره.
- يجب على الطالب ان يدرك جيدا طبيعة الموضوع الذي يختاره، اي ان يكون مناسب للمرحلة الدراسية المتواجد فيها، لان موضوع اطروحة الدكتوراه يختلف عن موضوع رسالة الماجستير والاخير يختلف عن موضوع كتابة بحث محدود للنشر في مجلة اكاديمية، وفي هذا المجال يجب مراعاة امكانيات الطالب، وسعة الموضوع، والفترة الزمنية المطلوبة لإنجازه، على ان لا يتعارض ذلك مع الفترة القانونية المحددة للدراسة.
- يجب ان يحقق الموضوع اضافة جديدة للمجتمع وتنتفع منه المؤسسات الاكاديمية، والاجتماعية. وهناك موضوعات عالمية، اي معروفة في جميع الجامعات العالمية نظرا لأهميتها التاريخية، واخرى محلية تكون معروفة على النطاق المحلي والاقليمي، ولا تقل في اهميتها كثيرا عن الموضوعات الاخرى، الا ان هناك موضوعات لها اهمية اكبر من غيرها بالنسبة للبلد الذي تكتب فيه، والمرحلة التاريخية التي يمر بها ذلك البلد، اي ان يحقق من البحث فيها منفعة وطنية واجتماعية. ويجب على الباحث ان يتجنب اختيار موضوع قد يؤدي البحث فيه الى اثارة الفتن الطائفية او العرقية او الى حدوث اي انشقاق اجتماعي.
- يجب ان يتناسب الموضوع مع امكانيات الباحث وقدراته العلمية وعليه ان لا يلجأ الى اختيار موضوع اكبر من مؤهلاته وامكانياته. فعلى سبيل المثال عندما يختار موضوع في تاريخ بريطانيا، مستوفي للشروط المطلوبة، يجب ان يكون متمكن من اللغة الانكليزية او على الاقل يجب ان يستعين بمساعدة مترجم متمكن، لان عدم الدقة في الترجمة يعني عدم الدقة في المعلومات وهذا يعني اخفاق الباحث في عمله.
- يجب ان يتأكد الطالب من توفر المصادر الاساسية والثانوية عن موضوعه، بما يتناسب مع دراسته. سواء كانت وثائق او كتب صحف …الخ. ويجب التركيز على المصادر الرئيسة المهمة ولا سيما الوثائق والكتب الوثائقية، وليس على المصادر الثانوية فحسب كما يجب على الباحث الابتعاد عن المصادر غير الدقيقة بمعلوماتها والتي كتبت لأغراض معينة لتحقيق غايات محددة وعليه الرجوع الى مصادر كتبت من قبل مؤرخين محايدين ويمكن استشارة الاساتذة المختصين في الموضوع لمعرفة مثل تلك المصادر.
- يجب على الطالب اختيار موضوع يتناسب مع الفترة المخصصة للدراسة لان الوقت مهم جدا لطالب الدراسات اثناء الكتابة، لذلك عليه ان يختار موضوع تتناسب فترة انجازه مع الفترة المخصصة لدراسته، سواء كانت رسالة ماجستير او اطروحة دكتوراه. كما عليه ان يدرك ان عملية البحث العلمي والكتابة تحتاج الى تفرغ تام او شبه تام، وعليه ان لا يجعل من مشاغله او التزاماته الاخرى ذريعة يبرر فيها تأخره في انجاز عمله.
- يجب على الطالب ان يسعى الى استشارة الاساتذة المختصين، اي من اصحاب الاختصاص في الموضوع الذي يختاره، ويجب التركيز هنا على اصحاب الالقاب العلمية المتقدمة للاستفادة من خبرتهم وعدم استشارة اشخاص غير متخصصين بالموضوع.
- على الطالب ان يختار موضوع يتسم بالأصالة، اي غير مكتوب عنه رسالة او اطروحة في الجامعات الاخرى، ويجب الرجوع في ذلك الى الاساتذة المختصين في الجامعات والى فهارس المكتبات للتأكد من ان الموضوع لم يدرس.
- يجب على الطالب ان يكون ملما بأساسيات البحث العلمي وان لا يتسرع في اصدار الاحكام وطرح الآراء وتفنيد الحقائق وانتقاد الشخصيات دون الرجوع للأستاذ المشرف. لان طالب الدراسات العليا ليس لديه المؤهلات الكافية التي تمكنه من ذلك لان الاقدام على النقد والتفنيد وطرح الآراء تحتاج الى خبرة يتطلب الحصول عليها الى سنوات من البحث العلمي والدراسة الدقيقة.
- يجب على الطالب الالتزام بالأمانة العلمية اي ان يكون امينا في نقل المعلومات من مصادرها الرئيسة، وعليه ان يتسم بالأمانة العلمية لان عدم الالتزام بها سوف يعرضه الى العقوبات القانونية كما سيفقده ثقة اساتذته به.
