الاستشراق والمستشرقون
الاستشراق هو دراسة الغرب لتراث الشرق وكل ما يتعلق بهذا التراث من تاريخ وأدب وفنون وعلوم وعادات وتقاليد،فيكون المستشرق هو ذلك الغربي الذي يدرس الشرق وأثاره وخير أداة توصله لثماره المنشودة هو أتقان لغات الشرق ،ودوافع الاستشراق تتمثل بثلاث اتجاهات الأول تبشيري ويتضمن إقناع المسلمين بأبطال ألا سلام والانسياق تحت لواء الديانة اليهودية أو المسيحية وخير سبيل لهذا ألابطال هو تشويه القرأن الكريم وشخصية الرسول الكريم(ص)وأهل بيته الكرام ،والدافع الثاني علمي والذي كان ذو دور فاعل في تنشيط الواقع العلمي والفكري في الشرق بفعل الدراسات الجيدة التي قام بها المستشرقون ،الدافع الثالث أستعماري والذي كان يدعوا الى تفريق ألامم وأبراز وجهات ألاختلاف وتعدد المذاهب ونواحي الضعف والخلل فيها ،شغلت هذه المفاهيم المدارس ألاستشراقية الأوربية وبخاصة في فرنسا والمانيا وبريطانيا وحتى دخول الولايات المتحدة الامريكية في هذا المضمار منذ نهاية القرن الثامن عشر لما لها من دوافع سياسية ترتبط بالدوافع الثلاث ،وبقي ألقرأن الكريم والنبي محمد(ص)مثار أهتمام المستشرقين فخرجت مدرستين أستشراقية الاولى تتعلق بالدراسات المتعصبة والحاقدة وأندفع أصحاب هذه المدرسة من مؤرخين وكتاب وأدباء الى التخصص والكتابة والبحث مثل( كارل بروكلمان )في كتابه(تاريخ الشعوب ألاسلامية ) وغيرهم من الذين كان محور كتاباتهم الواقع ألا سلامي،الثانية وهي المدرسة المتمثلة بالدراسات المحايدة والتي كتب ما فرض عليهم المنطق العلمي الصحيح مثل كتابات( زيغرد هونكه)(شمس العرب تسطع على الغرب)وهاملتون جب في كتابه(تاريخ الحضارة الآسلامية)،هذا النوع من الاستشراق يمكن أن نسميه (ألاستشراق التقليدي) الذي أستمر حتى منتصف القرن العشرون.اما (ألاستشراق الجديد) الذي ظهرت بوادره بعد الحرب العالمية الثانية وبروز القطبين ألايدلوجيين (الرأسمالية،الشيوعية)ومحاولاتهما في السيطرة على العالم ظهر هذا النوع من الاستشراق في مؤسسات علمية ففي الولايات المتحدة الأمريكية العشرات من المراكز البحثية لتراث وعلوم الشرق منها (معهد واشنطن ومعهد همنيغيز ومعهد الدراسات الشيعية وغيرها )وأكثر ما تميز هذه المراكز أنها تعمل بعقول شرقية من العقول المهاجرة. أ.م.د.عدي حاتم ألمفرجي(كلية التربية للعلوم الانسانية –جامعة كربلاء- قسم التاريخ)