القبلية في العراق /مقال / أ.م.د.عدي حاتم ألمفرجي

القبلية في العراق

قد يتبادر الى ذهن الشخص الذي عانى ويلات  في العراق عن طبيعة هذا المجتمع بأنه قبلي قبل كل شئ،سياسيا كان حكم القبيلة الواحدة المهيمنة التي تفرض قوتها على بقية أطياف المجتمع العراقي وينشر فيه روح البداوة، والقبلية الاثنية في صميم هذا المجتمع فالملكية كانت في العراق قبليه وما بعدها حكم قبلي عائلي مستبد، والاستبداد أداة لفرض الرأي والتسلط من اجل تحقيق الغاية في البقاءوأطاعة الاوامر وتحقيق المنافع الشخصية فأصبحت دكتاتورية قبليه مستبدة ،أقتصاديا وهو الطابع القبلي الأبوي والذي يعتمد بشكل مباشر على الأرض وأرتبط مفهوم حب الأرض بأفراد القبيلة برابطة الدم وهو اقتصاد قائم على تلبية الحاجة الفطرية لا اكثر في التغذية والسكينة وهو أمر يولد الخمول والكسل مقارنة مع ديناميكية العالم الشديد التغير بين مدة وأخرى ،أجتماعيا هناك سلسلة من القوانين الموضوعة (السانية)وهي مجموعة من الأعراف القبلية التي تنظم حياتها وفق المعاير السائدة وهو المعيار القبلي الذي أصطدم بالكثير مع متغيرات العصر وكان منحازاوغير مفهوم اومتخلف او مستبد وهو الجانب السلبي في تلك القوانين. اما الأيجابي أنها تساعد المجتمع على تجاوز المحن او الكوارث الطبيعية او الحروب أو الأزمات وغيرها في محاولة للتقليل من تأثيرها على المجتمع ،فالعراق لايستطيع الخروج من دائرة القبلية لأنه قد تعمق بها بهذا الطابع من قبل السلطات التي حكمته وابقاء وضع المجتمع العراقي بمجموعة من الجماعات المنتمية الى أصل ما تعترف بقوانينها الخاصة بها على بقية القوانين سواء كانت سلبا أو إيجابا ،ووجد الغازي للعراق هذا الأمر دور مهم في فرض سيطرته وسلطته فالعثمانيون شجعوا القبليه في العراق واصبح بعض القبائل العراقية وكلاء لهم في جمع الضرائب ،الجنديه،معاقبة المتمردين وغيرها ،ووجد البريطانيون في هذا الامر دوره المؤثر فشجعو القبليه في العراق وكسبهم الى جانبهم بمنحهم الأراضي والأموال وابدال الشيوخ لغرض  السيطرة وأستغلال الخيرات وكانت نتأئجه المثمرة للبريطانين تعاون واحدة من اكبر العشائر الجنوبية التي ساعدت في اجهاض ثورة العشرين وظهرت قصائد شعبية للتعبير عن هذا الموقف المشين منها ( ياخيون شنو المعطلك اليوم  ..فرض تندله مثل الصلاة والصوم –أظن أبليس غشك بالطمع والنوم….)أما اليوم فلنقرء السلام واصبحوا في عداد الاموات و هوالطابع القبليالحالي في عراق القرن الواحد والعشرين. أ.م.د.عدي حاتم ألمفرجي