أهمية المثل في التاريخ
المثل في اللغة، له معانٍ عديدة ومختلفة منها: الشّبه، والنظير، والحديث، والمثال، والتمثيل (تشبيه شيء بشيء)، والصفة، والخبر، والعبرة، والمقدار، والانتصاب، والحذو، … الخ.
وقال أبو هلال العسكري : ” من علماء القرن الرابع الهجري- العاشر الميلادي، أن “أصل المثل التماثل بين الشيئين في الكلام، كقولهم : كما تَدينُ تُدان، وهو من قولك: هذا مِثل الشيء وَمَثَلَه، كما تقول: شِبْهه وشَبهَهُ”.
أما في الاصطلاح، فقد تعددت الأقوال في الأمثال، منها قول ابن السكيت (ت224هـ-858م): “المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له، ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ، شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره”.
الأمثال عبارات موجزة بليغة مشحونة بالأفكار الصائبة والحكمة يسترشد ويهتدي بها يتناقلها الخلف عن السلف من دون تغيير، متمثلين بها في حالات مشابهة لما ضرب لها المثل أصلاً، وإن جُهل هذا الأصل.
والأمثال مرآة صادقة لتاريخ وحضارة الشعوب، وعاداتهم، وتقاليدهم، وفلسفتهم، ومثلهم الأخلاقية والاجتماعية.
وإنّ الأمثال تعبّر عن تجارب الأمم فكان المثل بحد ذاته سفراً تاريخياً يُضاف إلى تاريخ تلك الأمم التي نبعت منها هذه الأمثال.
وأحياناً عُدّت هذه الأمثال بمثابة عُرف أو قانون يطبق على الحادثة أو تطبق عليه الحادثة كميزان يقاس به.
أ. د. انتصار لطيف حسن السبتي
كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ