ورشة علمية..اقام قسم اللغة العربية في كلية التربية في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 31-1-2023 وعلى قاعة (سيد الشهداء ) ، ورشة علمية تحت عنوان ( تقديم الشخصية في رواية مذكرات دي دراسة في الخطاب السردي ) حاضر فيها الاستاذ المساعد الدكتورة ( عهود ثعبان يوسف )تحدثت في مستهلها عن الشخصية ؛ اذ قالت :” تعد الشخصية عنصراً مهماً من العناصر البنائية للنص السردي ، وهي تقدم كما تقدم غيرها من العناصر التي ترتبط فيما بينها بعلاقات يكشف عنها الخطاب الذي قدمت فيه ، فلكل تقديم راوٍ واعٍ ومدرك أو ذات واعية ومدركة لما تقدمه سواء عنها او عن غيرها ،وهو تقديم سردي محكي لا ممثل . واضافت د.عهود:” ان هذا التقديم مرهون بسلطة مقدِمه أي رؤيته ، وإن كان في بعض الاحيان يشرك القارئ في تكوين الرؤية فيما يقدم ؛وذلك عندما يكون المقدَم معروضاً ، واشارت الدكتورة المحاضرة : ان لكل تقديم دورا وظيفيا ، وهذا يوعز لاختلاف الاساليب في التقديم لأي عنصر سردي ، كما اشارت الى : ” ان لكل تقديم خطابا ينماز فيه عن غيره ،ثم تطرقت د.عهود الى مضمون الورشة المتمثل: بتوضيح تقديم الشخصية في الخطاب السردي على وفق دراسة تطبيقية للنماذج من رواية مذكرات دي للروائي العراقي (احمد سعداوي) ؛ اذ كشفت الدراسة لهذا المتن السردي : ان التقديم البانورامي قد هيمن على التقديم المشهدي في تقديم شخصيات رواية مذكرات دي ؛ وذلك بسبب السلطة والحرية التي يتمتع فيها الراوي في التقديم ،حيث يتم تقديم تفاصيل دقيقة للشخصيات ؛ لتفصح عن المعاناة والالام التي تعاني منها هذه الشخصيات ، واضافت المحاضرة الى : ان شخصية (ديالى) تعد بؤرة السرد ، فهي ترسم صورة عن الشخصية المهمشة في أي مجتمع ، ومعاناتها الداخلية مع افراد اسرتها ومعاناتها الخارجية في المجتمع العراقي ، وعرجت د.عهود الى : ان التقديم للشخصيات بالأسلوب البانورامي والاسلوب المشهدي يقوم على الرتابة والملل ؛ كونها شخصيات عادية ممكن ان نلحظها في الحياة اليومية لأي مجتمع؛ لذا لا تقدم الشخصيات في الاسلوب البانورامي والاسلوب المشهدي دفعة واحدة ،بل يأتي التقديم بصورة تدريجية عبر الخطاب السردي . وعرجت الدكتورة عهود الى تنوع طرق تقديم الشخصيات بين تقديم الراوي الخارجي، وتقديم الشخصية لنفسها، وتقديم الشخصية لشخصيات اخرى .ويذكر ان رواية (مذكرات دي) لأحمد سعداوي :هي رواية اجتماعية تحفل بالشخصيات التي تعاني الظلم والقهر ، والالم ، والحيرة ، وفقدان الهوية ، وترتبط الرواية بالمجتمع عن طريق شخصياته التي ترسم صورة عن هذا المجتمع الذي تعيش فيه صراعاتها الداخلية والخارجية ضمن هذا المجتمع ، كما ان السرد بضمير المتكلم في تقديم الشخصيات في الخطاب السردي يقدم صورة دالة صادقة عن شخصيات الرواية ، لفهمها بصورة اكثر من التقنيات الاخرى المستعملة .وحضر جانباً من الورشة السيد عميد الكلية الاستاذ الدكتور (حسن حبيب الكَريطي) ،وكل من السيدين معاوني السيد العميد للشؤون العلمية والادارية ؛فضلاً عن عدد من تدريسيي وطلبة القسم ، وابدى الحضور تفاعلاً ايجابياً بمضمون الورشة ومحاورها .